حوار مع القيادي الكردي عضو مجلس الحكم السابق الدكتور محمود عثمان
أسامة مهدي من لندن: قال القيادي الكردي عضو مجلس الحكم السابق الدكتور محمود عثمان ان مشاركة مسلحين وبعثيين غير ضالعين بأعمال اجرامية في مؤتمر الوفاق الوطني العراقي الذي سيعقد في القاهرة السبت المقبل ستساعد على انجاحه وعزل الارهابيين واشار الى ان مساعي توحيد الادارتين الكرديتين في اربيل والسليمانية تتقدم برغم وجود بعض المشاكل الناتجة عن ترسبات الماضي واوضح ان اعتبار دستور كردستان اربيل عاصمة للاقليم لايلغي المطالبة بضم مدينة كركوك اليه.
جاء ذلك في حوار اجرته "ايلاف" مع عثمان وهو عضو الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) واحد الشخصيات الكردية البارزة المرشحة ضمن قائمة التحالف الكردستاني للانتخابات التي ستجري منتصف الشهر المقبل اجاب خلاله على اسئلتها فيما يخص اخر التطورات على الساحة العراقية بشكل عام والكردية بشكل خاص.. وهنا الاسئلة واجابات السياسي العراقي عليها في الجزء الاول من الحوار:
توحيد الادارتين الكرديتين
* اين وصلت جهود توحيد ادارتي حكومتي اربيل والسليمانية بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال طالباني.. وماهي المعوقات التي تقف بوجه انجاز هذه المهمة؟
- هناك امور ماتزال معلقة تؤخرالاتفاق ومنها توحيد الاجهزة الامنية والمالية اضافة الى فترة التناوب على منصب رئيس حكومة الاقليم بين ممثلين عن الحزبين مشيرا الى ان هناك اتفاقا على ان يكون رئيس حكومة اربيل نجيرفان بارزاني هو اول من سيتولى هذا المنصب. ان قوات البيشمركة المسلحة للحزبين سيجري توحيدهما بعد تشكيل وزارة موحدة للبيشمركة موضحا ان بارزاني رئيس اقليم كردستان قد اكد انه سيستقيل من منصبه اذا لم ينجح في اتمام عملية توحيد الادارتين. اما اسباب تأخر اعلان التوحيد فأنها تعود الى مشاكل قديمة بين الحزبين والقتال الذي نشب بينهما منتصف التسعينات لكنه توقع انجاز هذه المهمة بعد اجراء الانتخابات المقبلة خاصة وان العلاقات بينهما جيدة حاليا.
دستور كردستان وعاصمة الاقليم
* اعتبر دستور اقليم كردستان الجديد الذي تجري كتابته حاليا مدينة اربيل عاصمة للاقليم فهل هذا يعني ان صعوبات تواجه ضم مدينة كركوك اليه والتي يؤكد الاكراد انها "قدسهم"؟
-ان هذا الامر سببه عدم تطبيق المادة 58 من قانون ادارة الدولة التي تنص على تطبيع الاوضاع في المدينة الغنية بالنفط ويسكنها اكراد وتركمان وعرب اضافة الى الحرص على عدم تاثير ذلك على مواقف القوميات الساكنة فيها وتسهيلا لحل المشاكل هناك وتجنب تعقيدها. واوضح ان عملية كتابة دستور كردستان لم تنتهي بعد حيث ان اللجنة القانونية التي شكلها البرلمان لكتابته تضع حاليا اللمسات الاخيرة عليه قبل اقراره من قبل البرلمان ثم عرضه على مواطني الاقليم للاستفتاء عليه واشار الى ان الامر قد يتغير بعد تطبيق المادة 58 واجراء الاحصاء العام للسكان عام 2007 وانجاز عملية استفتاء السكان في كركوك حول مصيرها.
اتهامات للاكراد بتكريد مدينة كركوك
*ماهي حقيقة الاتهامات التي توجهها قوى تركمانية وعربية في كركوك الى الحزبين الكرديين بالعمل على تكريد المدينة من خلال استقدام اكراد اليها من كردستان ومن تركيا وايران وسوريا ايضا.. وهل الاكراد راضون عن عمل هيئة تطبيع الاوضاع هناك؟
- ليست هناك اي عمليات تكريد في المدينة.. وما زال هناك 300 الف كردي مرحلين منها موجودون داخل العراق وخارجه ينتظرون العودة اليها.. ومن المهم ان يتم ذلك بعد التأكد من وجود قيود نفوسهم في سجلات المدينة.. كما يمكن تشكيل هيئة مستقلة للتحقيق في هذه الاتهامات ومعرفة مدى صحتها. اما حول ما اذا كانت القوى الكردية راضية عن عمل هيئة تطبيع الاوضاع في كركوك التي يتراسها الامين العام للحزب الشيوعي العراقي حميد مجيد موسى فلابد من القول ان عقبات مالية وادارية ماتزال تعيق عمل الهيئة حيث تم تخصيص مبلغ 200 مليون دولار لعملها لكنها لم تتسلمها لحد الان اضافة الى انه لم يتم بعد اختيار كامل اعضائها.
بارزاني ورفض رفع العلم العراقي في اقليم كردستان
* ماهو رايكم بتصريحات رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الاسبوع الماضي بانه لن يرفع العلم العراقي الحالي قبل تغييره باعتبار انه جرت تحته مجازر للاكراد في عهد النظام السابق برغم ان هذا العلم نفسه هو الذي رفعته القوات العراقية عام 1996 عندما طلب بارزاني مساعدتها لدحر قوات طالباني؟
- يجب العمل الان لتوحيد علمي الحزبين في علم واحد لاقليم كردستان ونشيد وطني موحد كذلك واضاف ان العلم القديم ارتكبت جرائم فضيعة ضد الاكراد تحت ظلاله مشيرا الى ان ماحدث عام 1996 اصبح في حكم الماضي والمهم هو التطلع الان نحو المستقبل "ونأخذ من الماضي العبر والدروس".
سبل التخلص من المحاصصة والطائفية والعرقية
* ماهو برايكم افضل السبل لتخليص العراق من المحاصصة الطائفية والعرقية التي اصبحت تعيق انشاء دولة قوية؟
- ان العراق يعاني حاليا من المحاصصة والمحسوبية والارهاب وجزء من هذه الحالة كان تركة من النظام السابق والقسم الاخر من نتائج الاحتلال مشددا على ضرورة العمل من اجل التخلص من ذلك من خلال التطبيق الصحيح للدستور الجديد من قبل البرلمان القادم الذي سينبثق عن الانتخابات المقبلة ويستمر لاربع سنوات لان هذا الدستور لايقر الطائفية او العرقية واشار الى انه بدون ذلك لايمكن بناء دولة قوية وتحقيق وحدة وطنية وبالتالي تحسين الاوضاع الصعبة الحالية التي يعاني منها الشعب العراقي.
موقف الاكراد من مؤتمر الوفاق العراقي في القاهرة
* ماهو موقف القوى الكردية من مؤتمر الوفاق العراقي المقبل الذي سينعقد في القاهرة السبت المقبل والتنازلات المفروض ان يقدمها الفرقاء العراقيون المشاركون فيه من اجل انجاحه؟
- ان القوى الكردية رحبت بمبادرة الجامعة العربية للوفاق الوطني العراقي برغم بعض التحفظات على مواقفها والدول العربية من عدم الوقوف مع الشعب العراقي في مواجهة جرائم النظام السابق ضده كما لم تساعده خلال السنتين الماضيتين في مواجهة الارهاب الذي يتعرض له.. وقد رحبت الزعامات الكردية بالامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عندما زار اقليم كردستان مؤخرا وابدت استعدادها للتعاون معه من اجل تحقيق الوحدة الوطنية التي تقوم على اساس اختياري لعراق وطني ديمقراطي فيدرالي موضحا ان مبادرة الجامعة ستكون مفيدة لكل العراقيين.
من يحق له الاشتراك في مؤتمر الوفاق
* طرحت بعض القوى العراقية تخفظات على مشاركة البعض في مؤتمر الوفاق الوطني.. ماهو برايكم المستوى الذي يجب ان تكون عليه هذه المشاركة وعناصرها؟
- ان من الضروري مشاركة ممثلي جميع الاطياف العراقية في مؤتمر الوفاق المقبل عدا اولئك الذين يرفضون العملية السياسية ويرفعون السلاح بوجهها.. وحسب علمي ان الاخوة الشيعة وقواهم الوطنية وافقوا على مبادرة الجامعة وهناك مباحثات ماتزال جارية لازالة بعض التحفظات المتعلقة بالمشاركين فيه وبجدول اعماله. وبالنسبة لي انا لا اوافق على الراي الذي يقول بعدم اللقاء مع كل بعثي او عمل مع النظام السابق او حمل السلاح.. لانه من المفروض محاورة كل من لم يرتكب جرائم ضد العراقيين من هؤلاء وعزل الارهابيين وهؤلاء يجب احالتهم الى القضاء العادل لينالوا جزاءهم.. وعليه يجب اللقاء مع كل من يرغب في التحاور حتى اذا كان حاملا للسلاح من اجل اقناعه بالقاء سلاحه والانخراط في العمل السياسي.. وعلى جميع الفرقاء ابداء مرونة صادقة للتوصل الى نتائج ايجابية في مصلحة الجميع.
ان من الضروري بمكان تحلي جميع الفرقاء العراقيين بالصبر والحكمة وعدم التفكير بالانتقام والثأر لانه "اذا اردنا محاسبة جميع البعثيين فهذا سيستغرق سنوات طويلة.. ومن الضروري تقديم من تلطخت ايديهم بدماء العراقيين الى المحاكم وعزلهم. ان قسما من المسلحين عارضوا الوجود الاجنبي بالسلاح ولكنهم لم يؤذوا العراقيين ولم يأتوا من خارج العراق لتنفيذ عمليات اجرامية وتخريبية وليسوا من اركان النظام السابق الساعين الى عودته الى السلطة من جديد.. ولذلك يجب الانفتاح على هؤلاء واقناعهم بترك السلاح والاندماج في العملية السياسية. ومن المهم الاشارة هنا الى امكانية الاستفادة من تجربة الاكراد عندما حصلت انتفاضة عام 1991 ضد النظام السابق وانفصلوا عنه حيث كانت هناك فرقتان من الجيش العراقي فتم احترام عسكرييهما وارسالهم الى بيوتهم في انحاء العراق بسلام مع الحفاظ على حياتهم كما صدر عفو عام حتى عن الاكراد الذين وقفوا مع النظام ضد ابناء الشعب الكردي.. ان هذه التجربة يمكن ان تعمم على العراق الحالي وصولا الى المصارحة ثم المصالحة بين العراقيين.
يتبع
التعليقات