سعيد الماروق سابق لعصره
لهذه الأسباب تعاونت مع طارق ابو جودة وسليم الترك
ارفض الّا ان اكون نجوى كرم وأترك أثرا للمستقبل
من كليب حبك وجع |
أحدث موضوع تداولته الصحف بخصوص نجوى كرم مؤخرا، كان عن مدى شعبيتها في مصر وقد افردت له الحصف عدة صفحات سواء بالإتهام ام بالردّ... نجوى كرم ماذا تقول؟
لن اردّ... ولا اعتقد ان احدا قادر او له الحق في تقييم امور من هذا النوع. وانا عن نفسي أقدّر الصحفي الذي كتب ذلك المقال، ومتفاجئة مما يقوله خصوصا وان لا خلافات فيما بيننا. ربما هي غلطة شاطر.
ذكر الكاتب ان شعبية نجوى كرم تتراجع امام المدّ الشعبي لهيفاء واليسا ونانسي؟
ربما... هذه وجهة نظره.
لكن الأغلبية رفضت وجهة النظر هذه وقالت انها غير مقبولة؟
لست انا من يحدد ولا هو، بل شباك التذاكر.
رغم ان البومك الجديد جاهز منذ مدة، لكنه تأجل اكثر من مرة. فإلى متى؟
سوف يصدر الألبوم بعد عيد الفطر بإذن الله، لأن اوضاعنا في لبنان لا تسمح، وانا فنانة انطلق من بلدي اولا، وهذا مبدأ اسير عليه منذ بداية مشواري الفني ولم أخرق هذه القاعدة ولا مرة، فكيف بالحري وسط هذه الظروف التي يعيشها لبنان، وكأنه يقف على نار حامية اقتصاديا وسياسيا. صحيح ليس هناك حروب واناس تتقاتل، لكن هناك وضع ارهابي مخيف من تفجيرات في مختلف المناطق. انا لن اكون مرتاحة ابدا كمواطنة لبنانية إن قرأت خبرا ان نجوى كرم اصدرت البوما في ظل هذا الوضع السيء في لبنان... وفي الوقت ذاته، حتى على صعيد عربي، الفترة التي مرت هي فترة اصطياف بالنسبة للعرب، فلمن اصدر البومي... للأجانب؟ انا جمهوري لبناني وعربي.
بغضّ النظر عن الأوضاع في المنطقة بشكل عام، هل تعتقدين ان التأجيل قد يكون ايجابيا حيث اشتاق لك الجمهور خصوصا وانها المرة الأولى التي تتأخرين فيها عن موعدك السنوي لإصدار الجديد؟
انا أؤمن بمقولة "لا تكرهوا شيئا لعلّه خير". لكن لا يمكن أن اتغاضى عمّا يحصل واكون فرحة بألبومي الجديد؛ وهذه الفرحة اصلا لن تستمر إذا لم يلاقي الألبوم الصدى المطلوب من قبل الجمهور كونه منشغل بأمور اخرى. فهدفي هو ايصال فني الى اكبر شريحة من الجمهور، بينما الناس حاليا يعيشون فترة صعبة وآذانهم غير جاهزة لسماع الفن، بل لسماع نشرات الأخبار تماما كما هي حالي انا، حيث اجدني مسمّرة امام الشاشات واتنقل بين محطة واخرى في حال ورود اي جديد.
من ناحية اخرى، كونها اول مرة تصدرين فيها البومك في عيد الفطر، هل يمكن ان يؤثر ذلك على مواعيد البوماتك المستقبلية؟
اتمنى الا يحصل ذلك. نعمل حاليا على تكتيك جديد بالإتفاق مع شركة روتانا والسيد سالم الهندي الذي أثق بصوابية آرائه خصوصا واني استشيره في امور كثيرة. بطبيعة الحال، هناك مصلحة مشتركة لي ولشركة روتانا في اصدار الألبومات في التوقيت المناسب والصحيح، وانا ادرك طبعا ان امري يهمهم في روتانا وهذا مؤكد.
ماذا يمكن ان نعرف عن بعض ملامح البومك الجديد؟
هناك عودة الى نجوى كرم.
نجوى كرم التحدي؟
تقريبا. هي عودة الى فترة الفولكلور واللمحة اللبنانية والجبلية، قد تكون فيها المواويل قليلة ولكن اللون اللبناني والدبكة وايقاع الـ "كتاكفتي" موجودة بقوة في هذا الألبوم.
اي اللون الذي عرّف الجمهور على نجوى كرم واحبّها من خلاله؟
نعم، بالإضافة الى اغنية من الحان طارق ابو جودة، ومن كلمات سمير نخلة وتوزيع هادي شرارة، هي الى حدّ ما مختلفة، باللون الشعبي الرومانسي، بينما باقي الأغنيات اتعاون من خلالها مع سليم سلامة، وسام الأمير، عماد شمس الدين، ومع الموزعين طوني عنقه وهادي شرارة، وقد سمع الجمهور منها اغنية "بحبك ولع" (كلمات والحان عماد شمس الدين) التي تلقاها الجمهور بشكل إيجابي ولاقت رواجا مميزا والحمدلله، رغم انها لم تعرض بعد كفيديو كليب.
مع احترامنا للملحن طارق ابو جودة، لكن البعض لامك على تعاونك معه، بحيث انه متهم بسرقة واقتباس جمل لحنية من اغنيات اخرى؟
طارق ابو جودة اسم فرض نفسه على ساحة الفن في لبنان، واعرفه منذ اكثر من سبع سنوات. عرض عليّ في السابق العديد من الأغنيات، وكانت جميلة، لكنها لم تكن تناسب نجوى كرم ولونها الغنائي. نجح مع سواي من الزملاء الفنانين لكننا شعرنا في حينه اننا لن نحقق النجاح معا. بينما في اغنيته الجديدة والتي سيسمعها الجمهور انشاءالله في الألبوم، اتصور ان هناك الكثير من الجديد فيها، وقد فاجأني انا شخصيا بالأغنية وانا متأكدة انها ستلاقي استحسان ورضى الناس.
ما هي الأغنيات التي ستصورينها فيديو كليب؟
سوف اصور احدى الأغنيات اللبنانية اكيد، فضلا عن اغنية طارق.
انتهيت مؤخرا من تصوير كليب "بحبك ولع" في اول تعاون مع سلم الترك، كيف وقع الخيار على سليم وكيف تقيمين التجربة؟
بصراحة انا معجبة بعدد من اعماله، وارى انه قادر على اظهار الفنانة التي يتعاون معها بصورة جيدة وجميلة. هو يمتلك الكثير من الأفكار المميزة، لهذا رغبت في التعاون معه، ولا ادري لماذا وكيف... بل أسأل، ولماذا لا اتعاون معه، فاسمه موجود بين أبرز المخرجين. وحسبما شاهدت في اغنيتي المصورة، استطيع القول اني راضية عن النتيجة وسعيدة جدا بالتجربة، وقد يصار الى تعاون مقبل بيننا.
تم التصوير في مناطق بعيدة واستغرق حوالي 4 او 5 ايام. هل لنا ان نتعرّف على الفكرة وجوّ الأغنية؟
جوّ الأغنية لبناني بحت طبعا لان الاغنية لبنانية، وكأننا في قرية تقريبا. الفكرة تحكي قصة فتاة تغرم بشاب تظن انه امير، وتوهمه بدورها انها ايضا غنية او من طبقة راقية. وعندما يزداد تعلقهما وغرامهما، يعدلان عن المتابعة بهذه الخدعة حيث يصبح الحب هو سيد الموقف، بعيدا عن الفقر والغنى. الفكرة تقدم رسالة يمكن تلخيصها بعدم الإنجرار وراء المظاهر خصوصا فيما يتعلّق بالمشاعر الإنسانية السامية والنبيلة، هي احاسيس على المرء الّا يتخطاها من خلال التعلّق بالقشور والسطحية. من الجميل انه في نهاية القصة عندما يكتشفان حقيقة بعضهما البعض، يغرمان اكثر فتعود العلاقة الى مجراها الطبيعي، بصراحة لقد احببت الفكرة الى حد كبير.
الى اي مدى تشعرين ان هذه الفكرة قادرة على على التأثير وسط زحمة كليبات لا نرى فيها سوى القصور والسيارات الفحمة وعناصر الجذب من خلال العري؟
من هنا صوابية اختياري للتعامل مع سليم الترك، ادرك مع من اتعامل وهو ايضا يدرك مع من يصور كليب. توصلنا الى فكرة توافقية تناسب رؤيته كمخرج وتتلائم مع شخصيتي حيث اني غير مستعدة مطلقا الّا لأكون نجوى كرم التي يعرفها الجمهور، احببت الفكرة وقد وجدتها بسيطة وتلامس احاسيس الناس، الشبان والشابات الذين لا زالوا فعلا يحبون بصدق.
يلاحظ في كليبات اليوم ان المطرب مثلا لا يغرم الا بفتاة بمواصفات عارضة ازياء رائعة الجمال بينما هذا غير موجود في الواقع؟
هذا خطأ دون شك. المثاليات في الكليب جميلة للخيال فقط، لكنها لا تترجم الواقع. وهذا ما حاولنا التركيز عليه في كليب "بحبك ولع" اي ترجمة الواقع. هذا ما كنت بالضبط اتحدث عنه لجهة عدم الإنجرار وراء المظاهر والموضة، وما هو رائج، وكل ما يبعد المرء عن طبيعته الإنسانية التي تقول انه من البداية ولد ما يسمى بالأحاسيس بين الرجل والمرأة، حيث نرى في الكليب انهما عندما يدركان انهما مغرمان الى هذا الحدّ الكبير يتخليان عن المراوغة لأنها لن تؤدي بهما الى الطريق الصحيح.
لمست حامسا في حديثك عن سليم الترك، لكنه ايضا اخرج كليبات احتوت مشاهد اباحية واثارت ردود فعل مستنكرة. هل تعتبرين ان المطرب هو الذي يفرض افكاره على المخرج ويطلب منه مشاهد من هذا النوع؟
اكيد، والدليل ان سليم لم يطرح علي اي فكرة من هذا النوع منذ ان طلبت ان نتعاون معا، هو يعرف كيف يبرز ما هو جميل لدى المراة.
صورت 3 اغنيات مع سعيد الماروق وهو المخرج الوحيد الذي تعاونت معه اكثر من مرة. كيف تقيمين هذه التجربة؟
رائعةدون شك، لكنني تعاونت ايضا اكثر من مرة مع المخرج حسين دعيبس. يملك سعيد الماروق عينا راقية وسوف اكرر ذلك دائما، ان تعاوني مع مخرج آخر لا يعني ابدا اني غير راضية عن تعاوني مع الماروق او ان خلافا وقع بيننا بل على العكس تماما، وسوف نتعاون بإذن الله مستقبلا في اغنياتي الجديدة. استطيع القول ان عمل سعيد الماروق سابق لعصره بعض الشيء، والجمهور بحاجة الى وقت كي يستوعب رؤيته، لكن مما لا شك فيه ان صورته راقية الى ابعد الحدود.
لماذا لم تشارك نجوى كرم هذا العام في مهرجانات الصيف؟
من يقول انه "كسّر الأرض" هذا العام في مهرجانات الصيف هو مخادع (الا مع بعض الاستثناءات). الصيف يعني لبنان، سوريا وبلاد الشام... لهذا تواجدت بالقدر الذي اعرف فيه اني ساكون ناجحة، إذ لا تهمني كثرة المهرجانات التي لن تحقق اي نجاح، بل قد أكتفي بمهرجان او حفل واحد وادرك ان الإقبال عليه سيكون كبيرا. المسألة لا تقتصر على مجموعة صور نضعها في المجلات للقول "نحن موجودون" بقدر ما هي مسألة نجاح وخطوات ثابتة. تلقيت عشرات العروض لكني لم اكن قد اصدرت البومي الجديد، فماذا سأقدم لجمهوري؟ لهذا اصدرت اغنيتي المنفدرة "بحبك ولع" كي لا اكون غائبة كليا. انا نفسيا لا ارتاح ان غنيت فقط من ارشيفي القديم، حتى ولو كانت المهرجانات بالعشرات. اعتذر عما سأقول، لكني مضطرة للتوضيح، ان هدفنا من احياء المهرجانات ليس تجميع الأموال بل الإستمرار للمستقبل بصورة لائقة ومحترمة. ارفض ان امرّ مرور الكرام والّا ترك اثرا فيما بعد، هذا امر مرفوض بالنسبة لي حتى ولو كانت المهرجانات ستغنيني الى الأبد.
البعض يقول ان هناك حالة اشمئزاز لديك ولدى سواك من الفنانين من المهرجانات الكبرى كونها صارت تستضيف ايّا كان؟
كلا انا لست ضد الفنانين الجدد بالعكس افرح عندما ارى الناس منشغلين بالغناء، فليغنوا، اليس ذلك افضل من التفجيرات! لكن طبعا هناك حد ادنى وحدّ اقصى. الأقصى لا لزوم له، والأدنى لا نقبل به، كما لا نقبل بأن يكون هذا الأدنى ممثلا لبلدنا في الخارج فيشار الى هويته اللبنانية... لبنان الذي نعرفه هو فيروز ووديع الصافي وصباح، وبعلبك وبيت الدين وجبيل، لبنان الحضارة الفينيقية والرحابنة. انا لا استطيع ان استهتر امام هذه الصورة، ودون شك لن اتمكن من الوصول اليها، لكن على الاقل نضع امامنا هذه الصورة المثالية ونحاول ان نسير على خطاها.
كان من المقرر ان تحيي هذا العام مهرجان بعلبك الى جانب عمل استعراضي ضخم، وقد تأجل المشروع بسبب الأوضاع الأمنية. هل لا تزال الفكرة جاهزة للعام 2006؟
اما اتمنى ذلك خصوصاوان الفكرة التي كانت معروضة هي مع فرقة كركلا التي نفخر بها كلبنانيين. ولكن طبعا المشروع تأجل ولم ينفذ بسبب الظروف. وكما سبق وذكرت ارفض ان امر مرور الكرام، فإما ان اكون ضامنة للنجاح او متأكدة من انني قدمت عملا مميزا يليق بمستوى بعلبك او اعدل كليا عن الفكرة.
لكن وردة الجزائرية غنت في بعلبك هذا العام؟
نعم طبعا، اكون سعيدة جدا عندما ارى ان مطربة كبيرة مثل وردة الجزائرية اتت وغنت في بلدنا في مثل هذه الظروف ما يعطي صورة حضارية وراقية جدا عن بلدنا ، ولكنها وردة الجزائرية، بينما انا سأطل لاول مرة في هذا المهرجان العريق ولا بدّ من احسب له الف حساب.
التعليقات