بيروت ـ من وسام أبو حرفوش:
تتجه الانظار في بيروت الى الزيارة التي يقوم بها بعد غد السبت لدمشق رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري القاضي الالماني ديتليف ميليس، والتي تعتبر في تقدير دوائر لبنانية مهتمة تطوراً مهماً في مجريات التحقيق الذي احرز تقدماً ملموساً وكان افضى الى توقيف اربعة من جنرالات النظام الامني الوثيقي الصلة بسورية وهم اللواءان جميل السيد وعلي الحاج العميدان مصطفى حمدان وريمون عازار.
وترى الدوائر اللبنانية المتابعة لمجريات التحقيق في اغتيال الحريري ان زيارة ميليس لسورية السبت بالغة الاهمية كونها جاءت عقب اربع محطات اساسية هي:
اعلان ميليس في مؤتمره الصحافي قبل نحو اسبوع عن خمسة مشتبه بتورطهم في جريمة اغتيال الحريري، هم الجنرالات الاربعة والنائب السابق ناصر قنديل، مشيراً الى مشاركتهم في التخطيط والتنفيذ، ولافتاً الى انه يحتاج لزيارة سورية من اجل «اكتمال الصورة» وكأنه يبحث عن من اعطى الامر لقتل الحريري.
ادعاء القضاء اللبناني على الجنرالات الاربعة بناء لتوصية من ميليس وبعد استجوابهم وشمل الادعاء اتهامهم بالقتل وما شابه، ومن ثم استحداث سجن باشراف قوى الامن الداخلي لايواء الموقوفين.
التقارير الاستخباراتية التي كشفت عن فرار الضابط السوري العقيد محمد صافي، مدير مكتب رئيس الاستخبارات العسكرية السورية حسن خليل، وتزويده الاستخبارات السعودية وتالياً الاميركيين معلومات خطرة قبل ان يلتقيه ميليس لمرتين في جنيف حيث كشف سر شحنه المواد المتفجرة التي استقدمت من سلوفاكيا وارقام الهواتف الخليوية «الامنة»، اي السرية للجنرالات السوريين الثلاثة رستم غزالة، جامع جامع ومحمد خلوف.
اجراء ميليس (امس) مباحثات في الامم المتحدة اطلع خلالها الامين العام كوفي عنان على المرحلة التي بلغتها تحقيقاته والتقى خمسة ديبلوماسيين يمثلون الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن لوضعهم في اجواء مهمته واضطراره لتمديد عمله، ربما حتى آخر الشهر الجاري.
انطلاقاً من هذه المقدمات تحولت زيارة ميليس لسورية «اولوية» في اهتمامات الوسط السياسي اللبناني، وخصوصاً في ضوء المعلومات التي تحدثت عن ان هذه الزيارة لن تكون بروتوكولية كون رئيس لجنة التحقيق الدولية يحمل للمسؤولين الذين يعتزم استجوابهم كشهود اسئلة محددة يريد اجابات واضحة عليها.
واشارت المعلومات ان زيارة ميليس السبت ستعقبها زيارات اخرى لسورية بعد ان يصار الى وضع اطار لمهمته في دمشق عبر الاجتماع الذي سيعقده الخبير القانوني في الخارجية السورية رياض الداودي.
وفي انتظار هذا التطور، يستمر عمل لجنة التحقيق الدولية في بيروت بـ «صمت» وكشفت صحيفة «السفير» امس ان اللجنة استدعت عدداً غير قليل من العسكريين الذين كانوا على صلة بالجنرالات الاربعة بسبب طبيعة عملهم، اضافة الى ضباط اخرين من اجهزة ومؤسسات امنية تتبع لهؤلاء الجنرالات.
ولفتت الصحيفة الى ان «هناك عدداً غير قليل من المتطوعين للادلاء بمعلومات من تلقاء انفسهم».
اما صحيفة «النهار» فاوردت ان «معلومات تقاطعت من مصادر ديبلوماسية غربية مع معلومات لاجهزة لبنانية تفيد ان الساحة الداخلية قد تشهد محاولة لارباك التحقيق عبر اغتيال شخصية بارزة من ثلاثة شخصيات مدرجة على لائحة الاغتيالات وسيعمل المتآمرون على اختيار من يسهل الوصول اليه او على نسف منشأة ذات دلالة رمزية».
وتقول المعلومات ـ حسب «النهار» ـ ان هذه المحاولة قد تجري فيما قادة الاجهزة ينقلون الى سجن مشرعن وكذلك اثناء مهمة ميليس في دمشق تهدف للايحاء بان هناك طابوراً خامساً وراء موجة الاغتيالات والتفجيرات، بمعزل عن الموقوفين وسورية معاً».
التعليقات