تقرير مروري يكشف انحسار الحوادث المرورية عام 1427هـ مقارنة بالعام السابق
الشباب من 18 إلى أقل من 40 سنة شكلوا 59% من نسبة المشتركين في الحوادث


الرياض -طارق النوفل


كشف تقرير صادر عن الإدارة العامة للمرور عن إجمالي الحوادث المرورية لعام 1427هـ وأن عددها وصل إلى ( 283684) حادثاً مرورياً, كما كشف أيضا عن عدد الوفيات والتي بلغت نحو (5883) حالة وفاة، بواقع 21 حالة وفاة لكل 1000 حادث. كما كشف التقرير عن وفاة شخصين كل 3 ساعات على مدار العام نتيجة للحوادث المرورية، بواقع 16 شخصا في اليوم.
وأفرد التقرير- الذي حصلت quot;الوطنquot; على نسخة منه - بابا كاملا عن الحوادث المرورية بالمملكة, وربطت الإحصائية سبب ارتفاع الأعباء على الخدمات المرورية بالمملكة إلى النقلة الحضارية والاقتصادية التي عمت أرجاء البلاد, حيث أسهمت في تزايد أعداد المركبات وبالتالي تزايد أعداد السائقين الأمر الذي شكل عبئاً ثقيلاً على الخدمات المرورية التي تم تقديمها على الطرق داخل المدن وخارجها.

وأوضح التقرير أن إجمالي الحوادث الجسيمة التي ينجم عنها وفاة أحد أطراف الحادث أو مرافقيه أو إصابات تستلزم الانتقال إلى المستشفى وينتج عن بعض هذه الحوادث إعاقات جسدية بلغت (25386) حادثاً مرورياً شكلت ما نسبته (9%) بينما بلغ إجمالي الحوادث البسيطة التي لم تحصل فيها أي إصابات أو وفيات (258262) حادثاً مرورياً شكلت نسبتها المئوية (91%) حيث يتم تصنيف الحوادث المرورية من حيث جسامتها إلى حوادث بسيطة وحوادث جسيمة.
وبمقارنتها بالعام السابق فإن هناك انخفاضاً في عدد الحوادث بنسبة ( 4.2%) ، وانخفضت نسبة الحوادث الجسيمة في عام 1427هـ بنسبة ( 2.2%) عما كانت عليه في عام 1426هـ ..
وأشار التقرير إلى أن منطقة مكة المكرمة تمثل 4.34% من الحوادث الجسيمة للمملكة كأعلى منطقة، تليها المنطقة الشرقية بنسبة 13.5% ، ويلاحظ ارتفاع في نسبة الحوادث الجسيمة في منطقة تبوك حيث إنها مساوية في نسبة منطقة الرياض أي بنسبة 5.3% .
وتمثل منطقة مكة المكرمة نسبة 30% من الحوادث البسيطة للمملكة كأعلى منطقة، تليها المنطقة الشرقية بنسبة 22.7% ثم منطقة الرياض بنسبة 18% .
وربط التقرير تراجع نسبة الحوادث الجسيمة بمنطقة الرياض إلى التطبيق الصارم للحملات المرورية والتي تصدت إلى مخالفي السرعة وقطع الإشارات قبل نحو عامين مما ساعد على انخفاض حوادث الوفيات والجسيمة.
وتناول التقرير مقارنة الحوادث الجسيمة في عام 1427هـ بعام 1426هـ, ووجد أن هناك انخفاضاً في عدد الحوادث عن العام السابق وذلك بمقدار (530) حادثاً وبنسبة انخفاض (2.2%), إلا أن هناك بعض المناطق شكلت زيادة في عدد الحوادث الجسيمة كالمنطقة الشرقية ومناطق المدينة المنورة والقصيم و تبوك والحدود الشمالية وحائل ونجران وجازان والقريات.
وبين التقرير أن إجمالي الحوادث البسيطة لعام 1427هـ بلغ (258262) حادثاً مرورياً، بنسبة انخفاض (4.4%) عن عام 1426هـ، وبمقارنة الحوادث البسيطة التي تم رصدها خلال عام 1427هـ مع العام السابق 1426هـ فإن هناك انخفاضاً في عدد الحوادث البسيطة بمقدار (11837 ) حادثاً بسيطاً .
إلا أن هناك بعض المناطق شكلت زيادة في عدد الحوادث البسيطة كمناطق المدينة المنورة والقصيم وتبوك والحدود الشمالية ونجران وجازان.
وكشف التقرير عن زيادة عدد الحوادث في كل من شهر شوال و ذي القعدة ثم شهر جمادى الأولى، وتركزت الحوادث في شهر محرم حيث تراوحت نسبة الحوادث بين 7.8% و 8.6%، وبما أن التفاوت ليس بعيدا عن المعدل العام فيمكن اعتبار الحوادث موزعة توزيعا متقاربا خلال أشهر السنة .كما يمكن إرجاع ارتفاع معدل الحوادث المرورية في شهري شوال وذي القعدة إلى إشغال شبكة الطرق خاصة الخارجية منها والرابطة بين المناطق لاسيما مع توافر أعداد هائلة من السيارات الأجنبية القادمة للمملكة بمناسبة موسم الحج.
و اعتبر التقرير أن شهر رمضان هو أكثر الأشهر من حيث عدد حوادث الوفيات يليه شهر ذي الحجة ويعود ذلك لكثرة الحركة المرورية خلال مواسم الحج والعمرة، بينما يعتبر شهر ذي الحجة هو أكثر الأشهر من حيث عدد حوادث الإصابات يليه شهر شوال.
ورصد التقرير أن أكثر الحوادث المرورية تركزت يوم الأربعاء في جميع مناطق المملكة تقريباً وبلغ مجموعها (46244) حادثاً مرورياً بنسبة (16%) يليه يوم السبت بمقدار (42130) حادثاً مرورياً بنسبة (15%)، وأقل الحوادث يوم الجمعة بمقدار (32317) حادثاً مرورياً بنسبة (11%) .
ويلاحظ التقرير أن أيام الأسبوع من يوم السبت إلى يوم الخميس تكون الحركة المرورية في ذروتها.وهذا أحد العوامل التي قد تكون وراء انخفاض عدد الحوادث المرورية في يوم الجمعة والذي قد يعزى لانخفاض مستوى الحركة المرورية عن الأيام التي سبقته، وبمقارنة عدد حوادث المرور خلال عام 1427هـ بعام 1426هـ موزعة حسب أيام الأسبوع يتضح أن أعلى نسبة لعام 1427هـ كانت ليوم الأربعاء بنسبة (16% ) وكانت في عام 1426هـ لنفس اليوم بنسبة (16%) . مما يؤكد أن ارتفاع درجة الخطورة ليومي السبت والأربعاء ظاهرة لا تخص سنة دون أخرى .
وأفاد التقرير بأن معظم الحوادث المرورية تقع وقت النهار حيث بلغ عددها (163920) حادثاً مرورياً أي بنسبة (58%)، أما الحوادث داخل المدينة فأكثر من خارج المدينة حيث بلغ عددها (163920) حادثاً مرورياً بنسبة (82 %). مع الأخذ في الاعتبار خطورة الحوادث التي تقع خارج المدن وعند مداخل المدن التي تبلغ نسبتها (18%) التي تعتبر كبيرة لما تنطوي عليه من مخاطر كثيرة من إصابات ووفيات.
ونوه التقرير إلى أن معظم الحوادث المرورية هي عبارة عن تصادم سيارات حيث بلغ عددها (236808) حوادث مرورية تشكل نسبة ( 83.5%) من مجموع أنواع الحوادث المرورية، يليها تصادم مع جسم ثابت حيث بلغ عددها (14840) حادثاً مرورياً تشكل نسبة (5.2 %) ، ورغم أن نسبة دهس المشاة لا تتجاوز (2.2%) إلا أنها تعد حوادث خطيرة تبعاً لنتائجها , فالدراسات المرورية أثبتت خطورتها على الأنفس من ناحية تعدد الإصابات وشدتها والتي قد تصل إلى الوفاة.
وبين التقرير أن سبب أغلب حوادث السير في جميع بلدان العالم وجود خلل في أحد مكونات المعادلة المرورية وهي (المركبة, الطريق, السائق).
وتعد الأخطاء البشرية هي المحور الذي تدور حوله حوادث السير إذ تشكل أخطاء السائقين حوالي (80%) من العوامل المؤدية للحادث بينما تشكل العوامل الأخرى (خلل المركبة - عوامل الطريق ) (20%) لذلك فإن برامج التوعية المرورية يجب أن توجه إلى السائقين بهدف التأثير على سلوكهم على نحو يحقق حسن الاستخدام والسلامة والابتعاد عن أخطاء القيادة التي تعد السبب الرئيس لحوادث المرور وتصنف أخطاء القيادة تحت أربع فئات عامة quot;المخالفات المرورية، وسوء استعمال المركبة و سوء التخطيط أثناء القيادة، وعدم التقيد بآداب القيادة السليمةquot;.
وتعد المخالفات المرورية هي أسوأ وأخطر أنواع أخطاء القيادة التي يرتكبها السائق غير مبال بأنظمة وتعليمات المرور, وكما هو ملاحظ فإن الحوادث المرورية التي تقع نتيجة السرعة الزائدة مازالت تشكل السبب الرئيس للحوادث المرورية لأن أكثر من ثلث عدد الحوادث يكون بسبب السرعة الزائدة ، ويتضح من ذلك أن السرعة الزائدة هي السبب الأول للحوادث المرورية في جميع المناطق.
ولفت التقرير إلى أن عدد حوادث السرعة الزائدة انخفضت في عام 1427 هـ مقارنة بالسنوات السابقة . كذلك فإن عدم التقيد بإشارات المرور قد انخفض أيضاً مقارنة بالسنوات السابقة .وهو ما اعتبره التقرير نجاحاً للحملات المرورية التي تم تطبيقها ابتداء في مدينة الرياض و تم تعميمها على باقي مناطق المملكة الرئيسية .
وحول عدد ونسب المشمولين في الحوادث المرورية لعام 1427هـ سجلت منطقة مكة المكرمة أعلى نسبة في الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية وذلك بنسبة (27.2%) من إجمالي عدد الوفيات، تلتها في ذلك المنطقة الشرقية حيث بلغت نسبة وفياتها (15.3%) من مجموع الوفيات , وجاءت منطقة الرياض في مراتب متدنية بنسبة 5.8% .
وتعد مناطق جازان ونجران والقريات و تبوك أكثر المناطق في معدل الوفيات في الحوادث المرورية حيث يبلغ معدل وفياتها ما بين 6 إلى 10 حالات وفاة لكل 100 حادث مروري، بينما تعد مناطق جازان ونجران و القريات وتبوك وحائل والباحة أكثر معدل الإصابات في الحوادث المرورية حيث يبلغ معدل إصاباتها ما بين 23 إلى 75 حالة وفاة لكل 100 حادث مروري. بينما سجلت منطقة الرياض أقل معدل من بين باقي مناطق المملكة في عدد المصابين لكل 100 حادث, حيث بلغ معدل الإصابات، إصابتين لكل 100 حادث مروري, و حالة وفاة لكل 100 حادث.
ويوضح التقرير أن أعداد الحوادث والمصابين والمتوفين لعامي 1427هـ و1426هـ أقل حيث إن هناك انخفاضاً في الحوادث بنسبة (4.2%) و بفرق يشير إلى خفض في أعداد الحوادث بلغ 12367، وهناك زيادة في المصابين بنسبة (4.2 %) أي بواقع 1443 إصابة مرورية و انخفاض الوفيات بنسبة (1.7%) أي بفارق 99 حالة وفاة .
وفصل التقرير عدد المتوفين والمصابين من الجنسين لعام 1427هـ حيث وجد أن حالات وفيات الذكور من جراء الحوادث المرورية 85 % من المتوفين وحالات وفيات الإناث 15% . و تصدرت منطقة مكة المكرمة حالات الإصابات لكل من الرجال(1327) حالة و النساء (273) حالة. تلتها المنطقة الشرقية بـ(800) حالة وفاة جراء حادث مروري بالنسبة للرجال, أما النساء فأوضح التقرير أن حالات الوفاة بالمنطقة الشرقية بلغت (100) حالة وفاة، ولوحظ أن حالات الوفاة بمنطقة (عسير والقصيم و الحدود الشمالية و جازان و تبوك) والتي راح ضحيتها النساء , تجاوزت في تلك المناطق, حالات الوفيات بمنطقة الرياض حيث تعد منطقة الرياض الأعلى كثافة سكانية من بين باقي مناطق المملكة .
ويلاحظ التقرير أن (31.7 %) من المتوفين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 سنة أي بواقع (1867) حالة وفاة ؛ كما أن نصف عدد المتوفين تقريباً تقل أعمارهم عن 30 عاما . وفي ذلك دلالة على أن الشباب في مقتبل العمر هم الأكثر تعرضاً للوفيات من جراء الحوادث المرورية .
وكشف التقرير أيضا عن أن نسبة إصابات الذكور والإناث لم تبتعد كثيرا عن نسب الوفيات حيث أتضح أن حالات نسبة إصابات الذكور82 % وإصابات الإناث 18% وهي قريبة نوعاً ما من نسب الوفيات .
كما يلاحظ أن ما نسبته ( 34.3 % ) من المصابين في الحوادث المرورية تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 سنة ؛ و أن نصف عدد المصابين تقريباً تقل أعمارهم عن 30 عاما . وهو ما يعد دلالة على أن الشباب في مقتبل العمر هم الأكثر عرضة للإصابات من جراء الحوادث المرورية في المملكة .
وحول نوعية المركبات والسائقين المشتركين في الحوادث المرورية أوضح التقرير الإحصائي أن السيارات الصغيرة تمثل أكثر أنواع السيارات المشتركة في الحوادث المرورية بمناطق المملكة حيث مثلت ما نسبته (59.2% ) من مجموع السيارات المشتركة في الحوادث المرورية وهذا يعود إلى انتشار السيارات الصغيرة بشكل كبير ، يليها سيارات النقل، بينما تمثل أقل أنواع السيارات اشتراكاً في الحوادث المرورية الشاحنات من نوع (صهريج).
وأشار التقرير إلى أن أعلى نسبة للسائقين المشتركين في الحوادث المرورية هم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى أاقل من 40 سنة حيث شكلت نسبتهم (59%) من مجموع الأشخاص المشتركين في الحوادث المرورية .
وبلغت نسبة السعوديين المشتركين في الحوادث 58.7% وغير السعوديين نسبة 41.3% . وتعد نسبة الأجانب المشتركين في الحوادث أعلى من نسبة عدد السعوديين المشتركين في الحوادث المرورية مقارنة بعدد السكان بالنسبة لكل من السعوديين والأجانب . و يتضح من الاحصاء المروري تفوق غير السعوديين على المواطنين في إحصائية السائقين المشتركين في الحوادث المرورية في منطقة الرياض بفارق (23089) حادثا مشتركا. و يمكن تفسيره بسبب ازدياد أعداد سيارات النقل والأجرة في العاصمة تحديدا .
وشكل مجموع الرخص الخصوصي للسائقين المشتركين في الحوادث المرورية ثلثي الرخص الأخرى حيث بلغت نسبتها 64.6% ، تليها رخص العمومي بنسبة (27.2%)، وبلغت نسبة الذين لا يحملون رخص (7.5%).
وأشار التقرير إلى أن نسبة الحوادث المرورية التي كان أطرافها سائقين متزوجين بلغت ( 63% ) أي ما مجموعه (347207) حادثاً مرورياً، الحوادث المرورية التي كان أطرافها عزاباً (37%) أي ما مقداره (203182) حادثا مروريا .
ولفت التقرير إلى تفوق نسبة حوادث المتعلمين بالمقارنة مع الأميين , حيث بلغ عدد السائقين المتعلمين المشتركين في الحوادث المرورية ( (499360 أي ما نسبته (91%) ، بينما بلغت نسبة السائقين الأميين (غير المتعلمين) المشتركين في الحوادث المرورية (9%) أي ما مجموعه (51029) حادثا مشتركا.