عبدالله العلمي

في الوقت الذي يزور فيه بابا الفاتيكان الولايات المتحدة الأمريكية يتم الإعلان في أمريكا عن إصدار كتاب جديد مسيء للإسلام. الكتاب من تأليف الصحفية البريطانية سوزان كريمب والكاتب في شؤون الإسلام جويل ريتشاردسون. أما من يروج للكتاب فهو الموقع اليميني المتطرف quot;وورلد نيد ديليquot; المعروف بعدائه للإسلام والمسلمين.
اسم الكتاب وترجمته quot;لماذا تركنا الإسلام: مسلمون سابقون يتحدثون بصراحةquot;. بداية، غلاف الكتاب صورة تخيلية مفترضة ممزقة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ثانياً، الكتاب يتضمن اعترافات وأحاديث لمن يزعمون أنهم كانوا مسلمين ولكنهم قرروا ترك الإسلام مثيرين تساؤلات حول الإسلام وحول القرآن الكريم. ثالثاً الكتاب يحتوي على عبارات مسيئة جداً إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
هل أصبحت الدول الإسلامية ضعيفة الإرادة لدرجة أنه أصبح بإمكان أي شخص الإساءة لديننا وكتابنا ونبينا ونحن لا حول ولا قوة؟
يبدو أن الغرب يستمتع بدعم كل من يسيء للإسلام. تتذكرون كيف استُقبِل سلمان رشدي في البيت الأبيض استقبال الأبطال، كما لا بد وأنكم تتذكرون الصومالية التي أصبحت نائبة بالبرلمان الهولندي فقط لأنها ارتدت عن الإسلام وتبجحت على المسلمين.
أتوقع أن يثير الكتاب الجديد ضجة واسعة في جميع أنحاء العالم الإسلامي وقد تكون أكثر حدة من الضجة التي أثارتها الرسوم المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ستُحرق الأعلام الأمريكية والبريطانية في باكستان وإندونيسيا وستنتفض المظاهرات المعادية للغرب عامة والرموز الدينية المسيحية خاصة مما يؤجج المشاعر بين الديانات. ولكن هل أعددنا خطة لمواجهة هذا الهجوم الشرس على الإسلام؟ وهل هناك تنسيق بين الدول الإسلامية للحد من هذه الممارسات التي ترمي للإساءة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم؟
جملة مفيدة: عندما نشرت الصحف الدنماركية الصور المسيئة لنبينا الكريم أحرق المسلمون الأعلام الدنماركية وقاطعنا زبدتهم وحليبهم وأبقارهم. هذه المرة الكتاب المسيء للإسلام صادر من الولايات المتحدة الأمريكية...نقطة في آخر السطر.