وتبنى مجلس الامن الدولي الذي اجتمع على المستوى الوزاري اليوم الاثنين باجماع اعضائه الخمسة عشر قرارا يدعو سورية الى "التعاون الكامل" مع التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.
وهذا القرار الذي يحمل الرقم 1636 لا يتضمن تهديدا واضحا بفرض عقوبات على سورية اذا لم تتعاون مع التحقيق ويكتفي بفقرة تجيز "النظر في اجراءات اضافية" في حال عدم تعاون سورية.
لكن مقدمة القرار تشير الى ان المجلس يتحرك بموجب "الفصل السابع من ميثاق" الامم المتحدة وهو الفصل الذي يشكل قاعدة لمجلس الامن لفرض عقوبات وصولا الى احتمال اللجوء الى القوة.
وقال مصدر دبلوماسي عربي في الرياض لوكالة فرانس برس اليوم الاثنين ان "السعودية ومصر لا تريدان ان يتكرر السيناريو العراقي في سورية" كما "تتخوفان من فوضى شبيهة بالعراق" اذا ما تم فرض عقوبات على سورية.
واضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم كشف اسمه ان القاهرة والرياض "تحثان دمشق على التعاون مع لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري لتجنب قرارات مشابهة للقرارات التي كانت تصدر ضد العراق" عقب حرب الخليج الثانية في 1991.
واوضح الدبلوماسي ان "السعوديين يخشون تكرار ما حصل في العراق في سورية ويسعون الى احتواء الازمة وحث سورية على اتخاذ خطوات عملية وليس تصريحات فقط للتعاون مع اللجنة بالاضافة الى افصاح ما لدى سورية من معلومات حول اغتيال الحريري".
واشار رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري القاضي الالماني ديتليف ميليس في تقرير نشر في 20 تشرين الاول(اكتوبر) الى وجود "ادلة متطابقة" على تورط اجهزة الامن السورية واللبنانية في اغتيال الحريري، مؤكدا ان دمشق لم تتعاون مع التحقيق.
وقال دبلوماسي اخر ان الرياض التي توترت علاقاتها مع دمشق بعد اغتيال الحريري الذي كان يحمل ايضا الجنسية السعودية، "تريد احتواء الاحتقان" القائم حاليا.
واوضح الدبلوماسي ان الرياض "تحث سورية على اتخاذ اجراءات عملية وليس الاكتفاء بتصريحات بشأن التعاون مع لجنة التحقيق الدولية وان تكشف ما لديها من معلومات عن اغتيال الحريري".
وقد بحث العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ليل الاحد الاثنين هاتفيا مع الرئيس المصري حسني مبارك في "تطورات الاوضاع على الصعيدين الاقليمي والدولي وفي مقدمتها القضايا في الشرق الأوسط"، بعد ثلاثة ايام من استقباله مدير الاستخبارات المصرية العامة اللواء عمر سليمان.
وقام اللواء سليمان بمهمته قبل بضع ساعات من زيارة مفاجئة لمبارك الى دمشق في اطار حملة تهدف بحسب دبلوماسي الى "تنسيق الجهود المصرية والسعودية".
وقال دبلوماسي عربي ان لجنة التحقيق السورية في اغتيال الحريري التي اعلنت دمشق السبت تشكيلها "جاءت نتيجة للمساعي المصرية".
وفي سياق الجهود الجارية، استقبل الرئيس السوري بشار الاسد مساء اليوم الاثنين وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني الذي سلمه رسالة من امير قطر الشيخ حمد تتعلق بالاوضاع والقضايا ذات الاهتمام المشترك وبحث معه تقرير ميليس وقرار مجلس الامن الدولي، كما ذكر مصدر سوري.
كما بدأ نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم السبت في السعودية جولة في الخليج قادته بعد ذلك الى قطر والكويت والبحرين بهدف اجراء محادثات حول الازمة التي تفاقمت مع صدور تقرير ميليس.
ووصل المعلم مساء اليوم الاثنين الى ابو ظبي حيث التقى رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وافادت وكالة الانباء البحرينية ان الملك حمد غادر البحرين بعد ان استقبل المعلم متوجها الى السعودية حيث سيبحث "المسألة السورية".
ويقيم النائب اللبناني سعد الحريري نجل رفيق الحريري حاليا في السعودية حيث لديه منزل وقد وجه من هناك كلمة الى الشعب اللبناني بعد نشر تقرير ميليس.
والحريري الذي يرأس الغالبية النيابية في لبنان يحمل مثل والده الجنسيتين اللبنانية والسعودية.
- آخر تحديث :
التعليقات