بيروت: ذكرت صحيفة السفير اللبنانية في عددها الصادر اليوم نقلا عن مصادر مطلعة في العاصمة الفرنسية باريس قيام السلطات الفرنسية بتوقيف المجند السوري الفار محمد زهير الصديق وذلك بطلب من النائب العام التمييزي اللبناني سعد ميرزا ومن لجنة التحقيق الدولي بتهمة" تضليل التحقيق" .واضافت الصحيفة انه تم فتح تحقيق لمعرفة الجهات التي تقف خلف تلفيق واختراع شهادة الصديق وان الشبهات تدور حول شخصية لبنانية. من جهة ثانية، قالت المصادر إن الاستخبارات الفرنسية تلقت أخيراً إفادة رسمية من رئيس الاستخبارات العسكرية السورية آصف شوكت، الذي قام قبل أسابيع بزيارة فرنسا، أكدت أن لا علاقة للصديق بها. وقد سلم شوكت الاستخبارات الفرنسية ملفاً قضائياً حول الصديق الذي تلاحقه السلطات السورية بتهمة الفرار من الخدمة والاحتيال.
وعلى صعيد اخر ذكرت السفير تم بنقل الناطق باسم الامم المتحدة في بيروت نجيب فريجي من بيروت الى بروكسل لمتابعة ملف يخص الصحراء الغربية. وكانت الادارة السياسية في الامم المتحدة اتخذت هذا القرار قبل اسبوعين وإنه تم تنفيذه في العاشر من الشهر الجاري، وإن هناك مجموعة عوامل لعبت دورها في القرار الذي اتخذ بموافقة الامين العام كوفي انان، ومنها ان "المحقق الدولي شعر بأن فريجي يكثر من الثرثرة والكلام عن عمل اللجنة ويطل إعلاميا بصورة لافتة للانتباه ما دفع بجهات سياسية ورسمية لبنانية الى الاحتجاج عليه امام رؤسائه، وأن الرئيس اميل لحود أثار الامر مباشرة خلال اجتماعه مع أنان في نيويورك مؤخرا، وأن الامين العام المساعد الجديد ابراهيم غمباري كان قد لفت انتباه فريجي وموظفين آخرين في الامم المتحدة الى ضرورة الابتعاد عن أي نوع من الاجتهاد الشخصي لان الظرف دقيق ومن نواح مختلفة. ولكن فريجي لم يتقيد بالأمر ما دفع بالمعنيين في الامم المتحدة الى اتخاذ القرار".

وفي تفاصيل رواية الصديق التي سربت في وقت سابق لوسائل الاعلام ان ان محاولات عدة سابقة جرت لاغتيال الحريري زرعت في إحداها عبوات ناسفة عند جسر الاولي وكانت المواد المتفجرة من صناعة اسرائيلية، وذلك لتنفيذ الاغتيال عند دخول الحريري الى صيدا أو خروجه منها ، لكن قرارا غامضا اتخذ بإلغاء العملية في ذلك الوقت فجرى ابلاغ السلطات اللبنانية باكتشاف محاولة زرع عبوات عند جسر الأولي. وقيل انها كانت لاغتيال رئيس مجلس النواب نبيه بري لتضليل التحقيق.

وتلتها محاولة ثانية لاغتيال الحريري بواسطة أربع سيارات مفخخة جرى تجهيزها وكان يفترض تنفيذها عند المحاور المؤدية الى منزله، لكن العملية ارجئت أيضا. واستعيض عنها اخيرا بعملية الاغتيال الانتحارية التيعزم الرأي على تنفيذها في منطقة الجريمة بعد درس ومراقبة طويلين.

وفي المعلومات أيضا ان الصديق كان مديرا لمكتب رئيس شعبة المخابرات العامة اللواء حسن خ. قبل ان يتولى رئاستها اللواء آصف شوكت . وكشف انه بعد صدور القرار 1559 اخذت تصل الى مكتب المخابرات السورية وشايات متواصلة من مسؤولين ونواب لبنانيين تتهم الحريري ومروان حماده وغيرهما بصناعة القرار الدولي (...).

وعن التنفيذ قال ان المخططين درسوا كل الاحتمالات: ممرات الحريري الإجبارية، طرق عبوره يوميا، وطرق نزهاته التي جرى رصدها. وجمعوا المعلومات كاملة عن المواكبة والسيارات وجرى التحضير لاصطياده في مكان الجريمة أو في حال مروره في اماكن اخرى . وقال ان الموكب كان مراقبا منذ لحظة صعود الحريري الى السيارة امام مجلس النواب، وخلال مروره عبر طرق بيروت وصولا الى مكان التفجير، وذلك للتأكد من عدم انتقال السيارة التي كان يستقلها من الأمام الى الخلف. ونفذ عملية المراقبة فريق سوري على رأسه المدعو عبد الكريم ع، في حين تولى الضابط ظافر ي. الاختصاصي في المسائل الالكترونية تعطيل عمل أجهزة الاتصال والتشويش والتنسيق. وجرى ارسال هؤلاء الضباط في دورة تدريبية للتمويه الى لبنان لكنهم تمركزوا في شكل دائم قرب مكان الجريمة . وأدت اجهزة التشويش وتعطيل الإرسال دورا رئيسيا في العملية.

كما قدم معلومات عن تجهيز السيارة الانتحارية في منطقة الزبداني في سورية وقال انها اشتريت من السوق الحرة السورية. وان "ابو عدس" الذي أعلن تبنيه تنفيذ الجريمة كان متوجها الى العراق للانخراط في العمليات العسكرية هناك، لكنه اعتقل وجرى اقناعه بأن الحريري أميركي وصهيوني وأنه متعاون مع رئيس الحكومة العراقية السابق إياد علاوي ويجب القضاء عليه. وطُلب منه تلاوة التصريح الوارد على شريط الكاسيت وبعد ذلك جرت تصفيته ووضعت جثته في البيك آب. أما سائق السيارة الانتحاري فهو عراقي يدعى نور الدين، وقد جرى انتقاؤه هو أيضا من المتطوعين الذين كانوا في سورية تمهيدا للانتقال الى العراق واقنعه الضباط المكلفون بالعملية بأن الحريري حليف لعلاوي وعلى اتفاق معه، وهذا يكفي سببا للقتل(...).