قرر حذف أسماء مسؤولين سوريين "على افتراض البراءة"
ميليس يتراجع عن توجيه الاتهام لآصف شوكت
وعبر ميليس خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الامم المتحدة في نيويورك، عن اسفه لوجود "عدة نسخ" عن تقريره ولتوزيع نسخة "اولية" تتضمن الاسماء قبل حذفها على الصحافيين.
وقال والارتباك باد عليه ان "النسخة النهائية والوحيدة كان ينبغي ان تكون تلك التي سلمت الى الامين العام (للامم المتحدة كوفي انان) وبعثات دول مجلس الامن وتلك التي نقلت اليكم على الورق".
ولا تتضمن النسخة "على الورق" للتقرير اسماء خلافا لنسخة وزعتها بعض البعثات عبر الانترنت على بعض الصحافيين.
واوضح الجهاز الاعلامي في الامم المتحدة ان "خطأ معلوماتيا" ادى الى ارسال نسخ مختلفة عن التقرير الى البعثات الدبلوماسية. وتابع ميليس "اريد ان اوضح ان اي اختلاف بين النسخ الاولية والنهائية للنص ناتجة عن عملية الصياغة التي اجراها فريقي بادارتي وهو بالتالي من مسؤوليتي".
واكد ميليس امام اصرار الصحافيين ان حذف المقاطع المعنية لا يمت بصلة الى الرقابة. وقال ردا على سؤال حول تدخل محتمل لانان "لم يمل اي كان ايا من هذه التعديلات".
واضاف مشددا "لم يمارس اي كان خارج فريق اللجنة تاثيرا على هذه التعديلات ولم يطلب الامين العام او اي كان في الامم المتحدة اي تعديل (..) لست من النوع الذي يرضخ للضغوط".
وتتضمن النسخة غير المعدلة للتقرير افادة شاهد تشير الى ضلوع فردين من عائلة الرئيس السوري بشار الاسد في اغتيال الحريري وهما شقيقه ماهر الاسد وصهره آصف شوكت.
وحذفت الاسماء التي ذكرها هذا الشاهد من النسخة "الرسمية" للتقرير الصادرة عن الجهاز الاعلامي للامم المتحدة.غير ان التقرير يذكر في صيغتيه تورط سوريا ولبنان في اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير.
رايس
ومن الاباما قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اليوم ان تقرير لجنة التحقيق الدولية "مقلق للغاية"، مشيرة الى ان مجلس الامن الدولي سيكون "نقطة محورية" لتحرك اميركي.
وقالت رايس في تصريح ادلت به في مسقط رأسها بولاية الاباما حيث تستضيف وزير الخارجية البريطاني جاك سترو "هناك اشارة الى تورط مسؤولين سوريين (..) في اغتيال رفيق الحريري". واضافت ان هناك "مؤشرات واضحة الى ان الحكومة السورية لم تكن تتعاون" مع التحقيق الدولي في اغتيال الحريري.
وقالت "ان التقرير مقلق للغاية حتى عند قراءة اولية". وتابعت "اما في ما يتعلق بخطواتنا اللاحقة، فسيتحتم علينا مناقشة الامر" مضيفة انه "يجب ان يكون مجلس الامن نقطة محورية" لاي تحرك.
كما افادت رايس عن "مشاورات جارية مع الفرنسيين على مستويات معينة في ما يتعلق بالعملية" الواجب اتباعها.
وكانت فرنسا لعبت دورا كبيرا في التحركات التي جرت اثر اغتيال الحريري في 14 شباط/فبراير.
وقالت وزيرة الخارجية ان الولايات المتحدة تؤيد تمديد مهمة قاضي التحقيق الالماني ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية.
من جهته، وصف سترو التقرير بانه "مقلق جدا" موضحا ان فرنسا تشارك في مشاورات جارية بشأن الخطوات الواجبة بعد صدور التقرير. وقال سترو "ان هذا التقرير مقلق جدا" مضيفا انه يشكل "دليلا اضافيا على النظرة المدهشة للنخبة السورية الى لبنان". واضاف "انهم يعتبرونه مقاطعة تابعة لهم". واكد ان "الاسرة الدولية ستتعامل مع (التقرير) بكثير من الجدية".
مسؤول في البيت الابيض عكس ايضا "القلق العميق" الذي تشعر به الولايات المتحدة بشان نتائج تقرير الامم المتحدة الذي يشير الى تورط مسؤولي امن سوريين كبار في اغتيال الحريري.
واضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "نحن قلقون للغاية بشان النتائج الاولية وسنناقش المسالة مع حلفائنا وغيرهم من افراد المجتمع الدولي". وردا على سؤال حول ما اذا كانت الولايات المتحدة قد قررت كيفية التعامل مع التقرير، قال "يجب ان نتشاور مع كل حلفائنا للتوصل الى نوع العمل الذي سنقوم به".
جمعية المشاريع الاسلامية تنفي
في المقابل نفت جمعية الخيرية المشاريع الاسلامية التي ورد اسم احد مسؤوليها في تقرير لجنة التحقيق الدولية اي علاقة لها بالاغتيال الذي وقع في 14 شباط/فبراير.
وفي بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، نفت الجمعية المعروفة باسم "الاحباش" ايضا "جملة وتفصيلا اي علاقة لها بجريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه وعدد من المواطنين".
واكدت انها "اليوم اشد اصرارا وتمسكا بكشف الحقيقة ومعرفة المنفذين والمخططين وجميع المتورطين وانزال اشد العقوبات بهم".
وقال تقرير رئيس لجنة التحقيق ديتليف ميليس ان "الشيخ احمد عبد العال هو وجه معروف في جمعية الاحباش (جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية) (...) ثبت انه شخصية ذات دلالة في ضوء علاقاتها باوجه عدة من هذا التحقيق، وخصوصا عبر هاتفه النقال الذي تبين انه اجرى عبره اتصالات عدة بجميع الشخصيات المهمة في هذا التحقيق".
وتابع النص ان "احمد عبد العال كان على اتصال دائم بشقيقه محمود عبد العال الناشط ايضا في جمعية الاحباش". واشار الى ان محمود عبد العال "اجرى اتصالا بالهاتف النقال لرئيس الجمهورية اميل لحود قبل دقائق من الانفجار وتحديدا في الساعة 12.47، وبعد دقيقتين اجرى اتصالا بالهاتف النقال لريمون عازار" مدير المخابرات السابق في الجيش الموقوف حاليا.
واكد بيان جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية ان السيد احمد عبد العال "برىء من اي مشاركة في جريمة الاغتيال وهو على العكس حاول المساهمة من خلال التعاون مع بعض مؤسسات الدولة والشخصيات المعنية في كشف بعض المعلومات التي توصل الى كشف الحقيقة". واضاف ان الجمعية "لم تنتهج في اي يوم من الايام هذه الممارسات والاعمال الدموية الارهابية، بل هي ضدها من منطلق ديني عقائدي فقهي".
والاحباش هو مذهب اسلامي اسسه عبد الله الحبشي الذي قدم من الحبشة في 1950 الى لبنان. وقد خلفه الشيخ نزار الحلبي على رأس الحركة الاسلامية السنية المتطرفة.
وازداد نفوذ الاحباش بعد العملية العسكرية السورية في لبنان في 13 تشرين الاول/اكتوبر 1990 التي اطاحت بالعماد ميشال عون من السلطة. وكان لهم نائب في البرلمان اللبناني السابق الذي كانت غالبية اعضائه موالين لدمشق.
الجبهة الشعبية -القيادة العامة تنفي اي تورط لها
من جهتها نفت ايضا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة (بقيادة احمد جبريل) اليوم ما ورد من اتهامات ضدها في تقرير لجنة التحقيق الدولية.
وجاء في بيان صادر عن الجبهة ان "زج اسم الجبهة في هذا التقرير لا يستند الى اي دليل وان لجنة التحقيق لم تتصل بالجبهة ولم تسأل عن اي عنصر من عناصرها".
وكان احمد جبريل قال في حديث لقناة "العربية" الفضائية انه "فوجئ" بتقرير رئيس اللجنة الدولية القاضي الالماني ديتليف ميليس. وقال "نحن ننفي نفيا باتا جملة وتفصيلا اي تورط لاي من عناصرنا في هذه القضية". وتابع "فوجئنا بتقرير ميليس الذي يقول ان هناك شاهدا يشهد ان هناك عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة قدمت دعما لهؤلاء الجنرالات" المشتبه بهم.
وقال "لا نعرف ما هو هذا الدعم ومن هي هذه العناصر" وتساءل "اليس كان على ميليس ان يقول فلان او فلان ومن الذي قدم هذا الدعم من اجل اغتيال رفيق الحريري؟". واعتبر ان "هذا الموضوع يظهر ان هناك قضية سياسية اكثر ما هي قضية جريمة".
وقال بيان الجبهة ان "كل ما ورد في تقرير السيد ميليس في ما يخص الجبهة الشعبية-القيادة العامة "محض افتراء وتجن. وسبق للجبهة الشعبية-القيادة العامة ان تعرضت لمثل هذا الافتراء والتجني في حادثة طائرة لوكربي الشهيرة واثبتت التحقيقات في ما بعد براءة الجبهة من تلك الحادثة". وكان ورد اسم الجبهة بعد الحادثة التي قضى فيها 270 شخصا في انفجار طائرة بان-اميركان فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية عام 1988 قبل ان تتهم ليبيا.
وجدد البيان ما قاله جبريل لجهة "استعداد الجبهة للتعاون لاجلاء الحقيقة وانها على استعداد لتقديم اي رفيق من عناصر الجبهة يرد اسمه للمثول امام اي هيئة تحقيق لبنانية او لجنة التحقيق الدولية".
واعتبر جبريل ان تقرير ميليس ذكر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة "لانها عنوان من عناوين الممانعة في وجه المخططات لتصفية القضية الفلسطينية". واضاف "ذلك ليس مخفي على احد، فالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين متحالفة مع سوريا لان سوريا تقف مع قضية الشعب الفلسطيني وقفة صامدة".
التعليقات