موسى في العراق : موسىمؤتمر للمصالحة العراقية بمقر الجامعة عمرو موسىيتوجه الى العراق حاملا مبادرة عربية محمد مشموشي: لكي تنجح مهمة عمرو موسى«الصعبة للغاية» .. موسى في العراق الاسبوع المقبل الجامعة تنفي طلب موسىمقابلة صدام موسى يسعى لإعادة البعث إلى الواجهة مصالحة موسى تصطدم بخلافات الفرقاء العراقيين جميل مطر: عمرو موسى: مهمة «صعبة وخطرة بغداد : لا حاجة لقوات عربية ومخاوف موسى مبالغ بها زيارة موسى خطر أمني ودعم للإرهاب عمرو موسى : العراق مهدد بحرب أهلية موسى: وفد الجامعة العربية الى العراق قريبًا الفيصل موسى :يزور العراق في أقرب وقت |
اتفاق غير معلن : بغداد تقبل "الوفاق" وموسى يستنكر "القتل"
مؤتمر عراقي في القاهرة بحضور80 شخصية
أسامة مهدي من لندن : يعقد بمقر الجامعة العربية منتصف الشهر المقبل مؤتمر عراقي للحوار الوطني تمهيدا لاخر موسع يعقد في بغداد للمصالحة الوطنية ، بعد ان اسفرت اللقاءات التي يجريها في بغداد حاليا مع كبار المسؤولين العراقيين الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن اتفاق غير مكتوب بين الطرفين يقضي بقبول العراقيين عقد مؤتمر للوفاق الوطني وليس للمصالحة الوطنية جاء موسى من اجله مقابل ادانته للارهاب الذي يستهدف العراقيين واستنكاره لعمليات قتلهم في مسعى لانقاذ مهمته من الفشل ، حيث سيغادر اليوم الى اقليم كردستان للاجتماع مع الزعيمين الكرديين مسعود بارزاني وجلال طالباني في وقت هاجم حزب البعث المنحل الزيارة وقال انها مدفوعة من واشنطن لانقاذ ورطتها في العراق .
وعلمت "ايلاف" ان 80 شخصية عراقية تمثل مكونات الشعب اضافة الى وزراء الخارجية العرب ستشارك في المؤتمر الاول للحوار الوطني الذي سينعقد بمقر الجامعة العربية وتحت اشرافها في الخامس عشر من الشهر المقبل ليكون مقدمة لعقد مؤتمر موسع يعقد في بغداد في وقت لاحق قبل الانتخابات التي ستجري منتصف كانون الاول (ديسمبر) المقبل . لكنه يبدو ان هذا المؤتمر سيكرس تشتت المواقف السنية من العملية السياسية بشكل اكبر ، ففي حين اعلن مجلس الحوار الوطني الذي يضم قوى وهيئات سنية عدة ومؤتمر اهل السنة موافقتهما على المشاركة فيه قدمت هيئة علماء المسلمين المرجعية الدينية للسنة العراقيين شروطا لحضوره يصعب تحقيقها في ظروف العراق الحالية من المؤكد انها ستقودها الى التنغيب عن المؤتمر المنتظر .
فبعد تأكيدات اطلقها موسى من مقر الجامعة العربية في القاهرة بانه ذاهب الى العراق بتكليف عربي لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية العراقية يعقد داخل العراق او خارجه يفترض ان تحضره جميع القوى العراقية المنخرطة في العملية السياسية او الرافضة لها .. بدأ موسى وبعد لقاءات عقدها مع رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري ورئيس البرلمان حاجم الحسني والنائب الاول لرئيس الجمهورية عادل عبد المهدي يتحدث عن مهمة يقوم بها من اجل حوار او وفاق وطني بعد ان قوبل برفض رسمي قاطع للاجتماع مع البعثيين او رموز النظام السابق الذين وصفهم الجعفري في مؤتمر صحافي مشترك مع موسى بهادري الدم العراقي .
ولذلك فان موسى ادرك بعد هذه اللقاء مدى شدة رفض الائتلاف الحاكم لاي نوع من المصالحة مع "البعثيين الصداميين والإرهابيين" وقبوله بعقد مؤتمر للوفاق الوطني بدل اخر للمصالحة موضحا ان المسؤولين العراقيين اعربوا لموسى عن رغبتهم بقيامه بدور فعال لاتخاذ خطوات عملية من شأنها تفعيل حضور الجامعة في الشأن العراقي ، كما ابلغوه تأييدهم لعقد مؤتمر للوفاق الوطني وليس مؤتمراً للمصالحة ، وانهم يرفضون أي شكل من اشكال الحوار مع البعثيين الصداميين والإرهابيين وان على الامين العام أن يتفهم هذا الموقف .
وقد تجلت ذروة العتب العراقي على الجامعة في الاجتماع الذي عقده موسى مع السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم كتلة الائتلاف الشيعي الموحد الذي انتقد الدول العربية وهاجم الجامعة العربية "لموقفها المتأخر من العراق وما يعانيه الشعب العراقي من جراء الاعمال الارهابية" مشددا على "رفض امكانية الحوار مع الارهابيين أو التوافق معهم باي شكل من الاشكال لانهم أعداء للشعب العراقي" . وقال "ان عتبنا على الجامعة العربية يأتي من عدم حضورها الفاعل في العراق وعدم وجود مواقف واضحة من المجموعات الارهابية والتكفيرية والصدامية التي دمرت العراق والعراقيين وعدم ادانتها لهذه المجموعات وان كان بعضها يدعي المقاومة" ، منوها الى انه لا توجد مقاومة في العالم لا توجد لها قيادات تعلن عن نفسها كالمقاومة الجزائرية أو الليبية أو المقاومة الفلسطينية .
واكد الحكيم انه "لا مجال لامكانية الحوار مع المجموعات الارهابية التي تقتل المواطنين وقال ان "الجامعة لم تتخذ مواقف واضحة من المجموعات الارهابية والصدامية التي دمرت وذبحت العراقيين" واشار الى ان "بياناتها لا تدين المجرمين ، وخصوصا المجرم الارهابي الزرقاوي الذي يقتل العراقيين كما انها لم تستنكر امثال هذه المجموعات".
من جانبه قال عمرو موسى ان هذا الاجتماع يأتي في اطار العملية السياسية الشاملة في العراق مبديا أمله في نجاح مهمته التي تستهدف التوافق الوطني العراقي موضحا بان هناك تقاربا في وجهات النظر . وردا على سؤال حول موقف الجامعة العربية من الاعمال الارهابية التي ينفذها في العراق تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بقيادة الاصولي المتشدد ابو مصعب الزرقاوي قال موسى "نحن ضد أي موقف وعمل يكون موجها ضد العراقيين ولانقبل به مطلقا ولكننا نعلم ان هناك رفضا ومعارضة للاحتلال ويجب حل تلك الامور بطريقة سياسية شاملة تشمل كل العراقيين". ثم أدان موسى "كل من يحارب العراقيين الابرياء" مؤكدا في الوقت ذاته انه "لا بد من حل سياسي يشمل الجميع" ، وقال بوضوح "اننا ضد كل من يحارب العراقيين وكل من يتعرض للعراقيين الابرياء وهذا امر طبيعي".
ويبدو ان ادانة موسى هذه للعمليات الارهابية تاتي استجابة لمطالب قوى واحزاب وشخصيات عراقية اشترطت للتعاون مع موسى وتسهيل مهمته صدور ادانة علنية وواضحة منه لهذه العمليات الامر الذي شكل اختراقا لمحاولات افشال مهمته والحملة التي قادتها اوساط في الائتلاف الحاكم لدور الجامعة العربية في العراق انطلاقا من علاقاتها الوثيقة مع ايران التي ترى ان أي دور عربي في العراق هو بمثابة وقوف ضد الدور الايراني هناك .
وبرغم هذه الثقة التي تولدت بين موسى والمشككين في مهمته الا ان القوى المعارضة للعملية السياسية وضعت شروطا يصفها الائتلاف الحاكم بالتعجيزية لحضور مؤتمر الحوار ، حيث اشترطت هيئة علماء المسلمين السنية والمجلس التأسيسي العراقي المعارضين خلال اجتماع مع موسى تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية والاعتراف بمقاومة الاحتلال وحل المليشيات للدخول في أي مصالحة وطنية فيما اكد موسى ان عراق الامس انتهى والحديث هو عن عراق اليوم .
وقال مصدر في هيئة العلماء والمجلس التأسيسي من المعارضين للعملية السياسية انهما قدما شروطهما لاي مؤتمر مصالحة تعقده الجامعة وهي تتلخص بما يلي :
أولا : تحديد جدول زمني مكفول دوليا لانسحاب قوات الاحتلال (أصل المشكلة ).
ثانيا: المقاومة العراقية حق مشروع والإرهاب بكل أشكاله جريمة مرفوضة.
ثالثا: العمل على إعادة الجيش العراقي بعد إقصاء العناصر المسيئة منه وذلك وفق آلية يتم الاتفاق عليها لاحقا.
رابعا: حل المليشيات المسلحة ولاسيما تلك التي ترفع الطائفية السياسية شعارا لها .
خامسا: حل الإشكالات المترتبة على وجود الاحتلال وبخاصة قضايا المعتقلين بغير حق في سجون الاحتلال والحكومة العراقية .
سادسا: تشكيل لجان محايدة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها عناصر الأجهزة العراقية الأمنية وغيرها .
وقال موسى في ختام لقائه هيئة علماء المسلمين "من المؤكد ان هناك مصاعب والمسألة ليست سهلة" الا انه ابدى "اطمئنانه الى درجة جيدة من التجاوب". اضاف "ارجو ان تكون الخطوة المقبلة التحضير للمؤتمر الشامل للمصالحة او الوفاق الوطني".
ورفض موسى الرد على سؤال عما اذا كان متفائلا واجاب "انني مطئمن الى اننا على الطريق الصحيح والايجابي للتوافق في الرأي حول المبادرة" واعرب عن الامل في "نجاحها". ومازح رئيس الهيئة الشيخ حارث الضاري قائلا "ادع لنا يا شيخ ولا تضع الشروط فقط". واضاف "لا نريد للعراق ان يصل الى طريق مسدود ومن هنا اهمية العمل على بلورة توافق وطني حول اجندة تؤدي الى قيام عراق جديد مستقل".
من جهته قال الضاري "سنبذل كل ما يساعد عمله وسنعاونه في مهمته".
وكان موسى وصل الى بغداد الخميس في مهمة كلفه بها المؤتمر الوزاري العربي الذي انعقد في مدينة جدة السعودية في الثالث والعشرين من الشهر الماضي في مسعى لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية في العراق . ومن المنتظر ان يلتقي اليوم او غدا مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني في النجف بعد عودته من لقاء القيادات الكردية في اقليم كردستان الذي يزوره اليوم للاجتماع مع الرئيس العراقي زعيم الاتجاه الوطني الكردستاني جلال طالباني ، ورئيس اقليم كردستان رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني لتشجيع عقد مؤتمر للوفاق الوطني وبحث تطورات العملية السياسية والتحولات الديمقراطية الجارية في العراق.
وقال فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني" ان هذه الزيارة ستضعه في صورة واقعية افضل من تلك التى تصله عبر القنوات الاخرى ومن قبل الاعلام العربي الذي احيانا يتحيز إلى الجانب السلبي في العراق أكثر من الجانب الايجابي." واضاف "سنضعه ايضا في صورة مطمئنة بأننا حريصون على الاخوة العربية الكردية وعلى ان العراق عضو مؤسس وفعال في جامعة الدول العربية." وأشار الى ان "الاكراد لن يكونوا رأس الرمح أو المسبب الرئيسي في عزل العراق عن جامعة الدول العربية أو الاجماع العربي فيما حصل هذا الاجماع" ، واوضح " ان الاكراد يقيمون عاليا أهمية هذه الزيارة إلى الاقليم الكردي وسيطالبونه بمساعدة العراق في تصعيد وتيرة معاداة الارهاب والطلب من دول الجوار وخاصة العربية إغلاق حدودها بوجه الارهاب والتعاون مع العراق باستتباب الامن والنظام."
وتعقيبات على مهمة موسى اعتبر حزب البعث العراقي المنحل في بيان له اليوم انها تدخل ضمن " التوقيتات المنبثقة عن أجندة الاحتلال والمتولدة عن استحقاقاته الخائبة في العراق المحتل- المقاوم" وقال ان هذه هي التي حددت موعد وختمت تنفيذ زيارة أمين عام الجامعة العربية "الموظف الكبير" للعراق المحتل .
واضاف ان مايفهم من توقيت زيارة موسى انها تاتي من أجل تجبير المآزق الاحتلالية للولايات المتحدة في العراق "وبفعل تفوق المنظور الاستراتيجي للمقاومة العراقية المسلحة وأرجحية فعلها القتالي في الميدان لا بد وأن يرغم الولايات المتحدة من عكس أجزاء من حملها الثقيل في العراق المقاوم على النظام الإقليمي العربي".
وبعد ان هاجم الحزب موسى متهما اياه بتنفيذ الاملاءات الاميركية قال ان " المقاومة العراقية المسلحة لا تعترف بالعملية السياسية ومكوناتها ومشروعاتها الدستورية وغيرها في العراق المحتل وعليه يكون على "الموظف العربي الكبير" مثلما على وزيرة خارجية الولايات المتحدة أن يفهما ويتأكدا من أن البندقية المقاومة هي الطرف المقابل للاحتلال وسلطته والنظام الإقليمي العربي المدمج معهما في العراق المحتل".
التعليقات