بغداد، الدوحة: دانت دول خليجية اليوم الخميس العمليات الانتحارية الدامية التي استهدفت ثلاثة فنادق في عمان ودعت الى "تضافر الجهود الدولية" لوضع حد لمثل هذه "الاعمال الارهابية" التي تهدد السلام الاقليمي والدولي. وفيما يلي ردود فعل عربية:

دول خليجية تدين
ونقلت وكالة الانباء القطرية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية قوله ان "دولة قطر اعربت عن ادانتها واستنكارها لحوادث التفجيرات التي وقعت مساء الاربعاء (...) وراح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى المدنيين". وعبر المصدر المسؤول عن "تعازي دولة قطر ومواساتها لاسر الضحايا والمصابين وتضامنها مع المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة".

من جانبها، اعلنت وكالة الانباء الكويتية اليوم الخميس ان رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بعث برقية تعزية الى نظيره الاردني عدنان بدران "اعرب فيها عن استنكار دولة الكويت وادانتها الشديدة لاعمال التفجيرات التي وقعت في عدد من الفنادق في العاصمة عمان". واضافت الوكالة ان الشيخ الصباح "اكد موقف الكويت الرافض لمثل هذه الاعمال الارهابية التي تتنافى مع كافة القيم والاعراف الانسانية".

ومن جهته، دان رئيس دولة الامارات العربية الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان "بكل قوة وشدة الاعتداءات الارهابية الاجرامية التي عصفت بالعاصمة الاردنية عمان هذه الليلة" بحسب وكالة الانباء الاماراتية. واضافت الوكالة ان رئيس الدولة "اعرب عن وقوف دولة الامارات العربية المتحدة الكامل الى جانب المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة ووضع كل امكانياتها الى جانبها".

ومن جهته، دان اليمن "العمل الارهابي" الذي استهدف عددا من الفنادق في العاصمة الأردنية. ونقلت الوكالة اليمنية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية اليمنية قوله ان "الجمهورية اليمنية تدين العمل الارهابي الاجرامي المشين الذي تعرض له عدد من الفنادق في العاصمة الاردنية عمان".
واضاف المصدر "ان الجمهورية اليمنية تؤكد على أهمية تضافر الجهود الدولية من اجل القضاء على الارهاب بما يضمن امن واستقرار وسلامة المنطقة والعالم".

العراق
دانت الحكومة العراقية ومسؤولون عراقيون اليوم الخميس الهجمات التي استهدفت ثلاثة فنادق في عمان اسفرت عن مقتل 57 شخصا وعبروا عن املهم في ان "توقظ هذه الضربات الشارع الاردني على حقيقة ما يجري في العراق من أذى" الشبكات الارهابية. وقال الرئيس العراقي جلال طالباني في بيان ان "هذه الانفجارات دليل اخر على ان الارهاب الذي يعاني منه الشعب العراقي اصبح آفة عالمية ينبغي على الدول العربية ودول المنطقة والمجتمع الدولي بأسره التصدي له ومواجهته بحزم من اجل دحره".

من جهته، قال ليث كبة المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري في مؤتمر صحافي "ندين ونشجب بشدة هذه الهجمات". وشدد على ان الاعتداءات "وقعت بعد اسبوع واحد من زيارة رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري لهذا البلد والتفاهم الذي حصل في العمل المشترك بين البلدين لمحاربة التكفيريين والارهابيين". واوضح ان "هذه ضربة موجهة لكل الاردن والمواطن الاردني ولعلها ضربة توقظ الشارع الاردني على حقيقة مايجري في العراق من اذى من هذه الشبكات الارهابية التي تخرب في العراق بعد التعاطف مع شبكات التكفيريين والصداميين الموجودين في العراق". واضاف "ليس هناك في مدننا اخطر من مثل هذه الشبكات". وقال ان "ما تجهله الكثير من العواصم العربية هو خطورة هذا الوباء وهذا الداء".

واعرب المتحدث العراقي عن اسفه لان "البعض يحاولون تحميل العراقي هذه العمليات وليس تنظيم القاعدة او الصداميين". وقال ان "هذا أمر مؤسف حقا". وحول ماذا كانت لهذه الهجمات علاقة بزيارة الجعفري الاخيرة الى الاردن، قال كبة ان "هذه الهجمات تتزامن مع محكمة (الرئيس العراقي المخلوع) صدام (حسين) وكلها متزامة وقد تكون مترابطة". واشار الى ان "بصمات تنظيم القاعدة واضحة في هذه الهجمات". وقال كبة "قد تكون هذه هي ردود الفعل القوية التي وعد بها تنظيم القاعدة ما لم تتوقف عملية القائم" غرب العراق. وقد اعلن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي يتزعمه الاردني ابو مصعب الزرقاوي مسؤوليته عن هذه الاعتداءات.

وكان التنظيم نفسه اعلن الثلاثاء اطلاق "غزوة ثار" في غرب العراق بعد انتهاء المهلة التي منحها للقوات الاميركية والعراقية لوقف حملة "الستار الفولاذي" التي تشنها قرب الحدود مع سوريا. ومنح التنظيم الاثنين القوات الاميركية والحكومة العراقية 24 ساعة لوقف عملية "الستار الفولاذي"، مهددا باستهداف بيوت الجنود العراقيين والمناطق التي تدعم الحكومة العراقية.

من جهته، دان جواد المالكي الرجل الثاني في حزب الدعوة الاسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري الاعتداءات التي وقعت في عمان ورأى انها دليل على ان "الارهاب تمادى في العراق واصبح خطرا يهدد بمداهمة دول اخرى". وقال المالكي لوكالة فرانس برس اليوم الخميس "ندين هذه التفجيرات". لكنه اضاف ان هذه الاعتداءات "لم تفاجئنا ولن تفاجئنا ان وقعت في مناطق اخرى من المنطقة لان الارهاب تمادى في العراق واصبح خطرا يهدد بمداهمة دول اخرى حتى تلك التي كانت داعمة لمجموعات الارهاب".

وبعد ان حذر من ان "الارهاب ليس له اخلاق ومذهب ودين وحدود"، رأى المالكي ان "ما حصل هو جرس انذار خطير ليس للاردن وحده بل لكل اشقائنا العرب لان يعوا ان الارهاب صاحب نوايا توسعية". وتابع "كان عليهم ان يدركوا ما كنا نتحدث عنه منذ زمن ونقول لهم تعاونوا كي لا تتعرض دولكم لحملات ارهابية كالتي تحصل في العراق الان".

ورأى المالكي ان ما حصل هو "رد عقابي للحكومة الاردنية والاردن بعد تحسن العلاقات بين البلدين وبعد ان اصبح الاردن ممرا للمسؤولين والبضائع العراقية"، مشيرا الى ان "الارهابيين لا يرغبون بتحسن هذه العلاقات". واتهم المالكي "الزرقاوي والبعثيين بالوقوف وراء هذه الهجمات". وقال "يقولون ان الهدف من وراء هذه الهجمات فتح بوابة لمقاتلة اسرائيل"، معتبرا انها "بالطبع كذبة قديمة يتحدث عنها البعثيون منذ زمن بعيد". وردا على سؤال عن تصريح مصدر امني اردني ان عراقيا قد يقف وراء احد هذه التفجيرات، قال المالكي "اعتقد ان تنفيذها جاء بخبرة تسربت من الساحة العراقية".
واضاف "نعم ممكن ان يكون عراقي شارك فيها هذا ممكن جدا لان البعثيين قلقون من تطور العلاقات بين البلدين لذا فانها بكل تأكيد عقوبة للحكومة الاردنية". وقال احد موظفي فندق "غراند حياة" ان الانتحاري الذي فجر نفسه كان يتحدث بلهجة عراقية.