بدأوا معركتهم الجدلية حول قانون الإرهاب
لوردات بريطانيا يتصادمون مع بلير

لوردات بريطانيا يحاصرون بلير
نصر المجالي من لندن: بدا مجلس اللوردات البريطانية معركة قانونية جدلية مع رئيس الوزراء توني بلير في شان قانون مكافحة الإرهاب والتعديلات المقترحة عليه حيث تقترح مدّ فترة اعتقال المشتبه بهم بتهم الإرهاب إلى 90 يوما من دون توجيه أية اتهامات قضائية. وحذر بلير الذي يخوض مع حكومة وأجهزة الأمن والاستخبارات حربا ضروسا في مواجهة الجماعات لإرهابية والمتشددين على الأراضي البريطانية مجلس اللوردات من مغبة تحدي الرأي العام بعدما عارض مسؤولون كبار بالشرطة البريطانية ومجموعة الضغط التي تدافع عن الحريات المدنية التعديل المقترح.

ونبه زعيم حزب المحافظين في مجلس اللوردات اللورد ستراثكلايد من أن المجلس يدرس القانون الجديد بتمعن مادة تلو الأخرى، بينما قال المتحدث باسم حزب الأحرار الديموقراطيين المعارض في اللوردات "القانون الجديد سيدرس بعمق". وسبق وعدل مجلس العموم في وقت سابق فصلا مهما من مشروع القانون حيث اصبح يسمح باعتقال المشتبهين بتهم الإرهاب دون محاكمة لمدة 28 يوما عوض 14، بينما كان المقترح الأصل يهدف إلى تمديدها إلى 90 يوما.

وحسب صحيفة (الغارديان) فان الاقتراح الذي كان تقدم به كبار قادة الأمن لهذه المادة من القانون لا تمتد إلى بقية مواد مشروع القانون، فقد سبق أن عارضت جمعية ضباط رجال الشرطة أربعة من المقترحات ألـ 14، قائلة أنها قد تعني عزل الجالية المسلمة عن بقية المجتمع البريطاني، كما اقترحت الجمعية اتخاذ إجراءات لتعزيز ثقة المسلمين بقوات الشرطة.

أما المقترحات الأربعة التي حظيت بدعم مسؤولي الشرطة فهي تعديل قانون حقوق الانسان حتى يتجنب العوائق امام قوانين الإبعاد التي سنت بعد هجمات لندن، وجعل تبرير الإرهاب وتشجيعه جريمة مهما كانت وأينما كان، والرفض التلقائي لطلبات اللجوء التي يتقدم بها أفراد مرتبطون بالجماعات الإرهابية أينما كانوا، وأخيرا حظر حزب التحرير والجماعات التي حلت بدل حركة "المهاجرون" التي كان يتزعمها المتشدد السوري عمر بكري الذي فر إلى لبنان في أغسطس (آب) الماضي خشية مواجهة العقاب من جانب حكومة لندن.

وقال اللورد المحافظ ستراثكلايد أن مشروع القانون الذي كانت تقدم به الحكومة بعد تفجيرات قطارات الأنفاق في السابع من يوليو (تموز) الماضي، مهم جدا وحيوي ولكنه "مثير للجدل سواء بسواء"، ومن جهتها قالت منظمة هيومان رايتس ووتش أن الفصل المتعلق بتمجيد الإرهاب من شأنه الحد من حرية التعبير في فصول الدراسة ووسائل الإعلام والمساجد.

وقال أحد مستشاري رئيس الوزراء توني بلير ان "اللوردات سيكونون بعيدين كل البعد عن الرأي العام إن هم أعاقوا هذا المشروع، وحالوا دون صدوره كما ترغب الحكومة". وصرح اللورد المحافظ بالقول ردا على المستشار بقوله "القانون مثير ولكن النقاش سيأخذ فترة طويلة قد تتعدى الأيام للنظر فيه بشكل متأن".

وإلى ذلك، فإنه فيما يتعلق بأوضاع الجاليات الإسلامية في بريطانيا بعد هجمات 7 يوليو الماضي الانتحارية في محطات قطارات الأنفاق اللندنية، نشرت صحيفة (الغارديان) مقالا موسعا بعنوان "صوت العقل يتكلم، لكن المسلمين مازالوا غاضبين".

وكانت الصحيفة نظمت ندوة للشباب البريطاني المسلم الاسبوع الماضي لمناقشة ما استجد في اوضاعهم، وقالت أنه تبين أن مشاعرهم منقسمة بين الرغبة في معالجة مشكلة التطرف داخل الجالية وعدم الرضا عن السياسية الخارجية البريطانية.

ويقول كاتبا المقال بولي كورتيس وجوزيف هاركر "قد تبدو الرسالة الهاتفية القصيرة (اس ام اس) طريقة عادية للتواصل، لكن كما يستعملها اجمل منصور، وهو احد الأئمة المسلمين البريطانيين البالغ من العمر 34 عاما، لمناقشة مواضيع دينية واجتماعية تخص المسلمين، فهي تصبح دليلا على عزم فئة جديدة من الشباب المسلم على تغيير وضعهم".

وأخيرا، تقول الصحيفة البريطانية أن البروفيسور الإسلامي المعتدل البارز طارق رمضان دعا الشباب الحاضرين في الندوة إلى الكف عن الشكاوى وتوخي الوضوح بخصوص مصادر مشاكلهم والنظام، ونبه رمضان الشباب المسلم إلى أن "قنابل لندن، على عكس أحداث باريس، كانت مشكلة دينية، فعليكم إذن مواجهة الامر". وأضافت الغارديان أن الاجتماع تطرق إلى أهمية حضور اكبر للمرأة المسلمة في الأمور الفقهية، ولكون خلق نظام تربوي إسلامي جديد في بريطانيا يهم المسلمين دون غيرهم.