"إيلاف" تعيش في نيوجرسي(1-4)
باترسون: نساء عربيات بإيشاربات مثقوبة


عبدالله المغلوث من باترسون: تعلق في ملابسك رائحة طبق "المنسف" وأنت تدور في شوارع مدينة باترسون، ثالث أكبر مدن ولاية نيوجرسي(شرق أميركا)، كأنك تسير في الكرك(جنوب الأردن)... نحو 53 ألف عربي يقطنون المدينة التي يتزحلق على كتفها شلال "جريت فالس ذا باسيك ريفر" حولوها إلى مائدة طويلة... فور أن تعبر مدخل باترسون ستعتقد أن هناك من ركلك إلى دولة عربية، فوجوه الرجال مزدحمة بالشوارب، ورؤوس النساء مغطاة بإيشاربات ملونة ومثقوبة، مطاعم عربية متلاصقة كأنها ستؤدي الصلاة، مكتوب على لافتاتها ألقاب أربابها بالإضافة الى اسمائها.
يقول الأميركي من اصل أردني زايد عربيات (50 عاماً) الذي حط رحاله في باترسون عام 1978:"عندما جئت إلى هنا كان عدد العرب لا يتجاوز 100 شخصا لكن الآن لا استطيع حصرهم".

عربيات الذي يبتسم كلما سألته وسط محل التحف العربية الذي يملكه وسط باترسون كاد أن يعود الى مسقط رأسه عام 1990 :" لأني أشبه الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بحاجبيه السميكين وحركة أطرافه البطيئة". لكن عربيات تراجع عن قراره وصمد أمام عزوف وتهكم الزبائن وصمت السلطات. قبل أن نغادر محل زايد ودعتنا المحاسبة الأردنية ختام ببقلاوة طازجة التصقت مكسراتها بأسناننا... انتقلتُ مباشرة إلى محل مجاور لبيع الأشرطة والاسطوانات الغنائية العربية وبطاقات هاتفية مسبقة الدفع، تفوح منه أغنية "لمني بشوق" للفنان الكويتي عبدالله الرويشد، بينما يتفاوض البائع الأردني لورانس السرحاني مع شاب مصري -يرتدي نظارة شمسية في تمام الساعة الثامنة مساءً- حول ثمن اسطوانة للفنان المصري عمرودياب.
بعد ان اشتريت (3) بطاقات هاتفية مسبوقة الدفع دعاني الشاب الأنيق سائد رباح الى مكتبه القريب الذي التقيت في داخله شقيقه والكاتب السوري غازي حميد المزعل.

زايد عربيات في وسط محله
الحوار الذي امتد الى نحو ساعة تركز على المستجدات الدولية ،المواقع المحجوبة في سوريا والمسلسل السعودي"طاش ماطاش". انحدرت بعدها الى أسفل المكتب حيث ينتظرني صديق، توجهنا بواسطة مركبته الى مطعم عربي متخصص في المشويات، في الطريق استوقفتنا فتاة تركية ترتدي بنطلون من الدانتيل مطرز بالوردي وفانلة ضيقة مكتوب عليها عبارة"أكرهك"، فتح لها صديقي نافذة سيارته فقالت له:" ما رأيك بتسريحة شعري؟".