مطالبته بتنفيذ صفقته مع براون ومعركة تحتدم
بلير "الجمنازيوم" : أنا باق ولا أتنحى

نصر المجالي من لندن: وجد رئيس الحكومة البريطانية توني بلير نفسه محاصرا بضغوط من عدد من أركان حزبه بضرورة تنفيذ صفقته التي كان عقدها مع وزير الخزانة غوردون براون قبل الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو (أيار) الماضي، وبموجب الصفقة التي لم تتأكد في شكل رسمي من جانب بلير، فإن يتعين على هذا الأخير التنحي عن منصب رئاسة الحكومة وزعامة الحزب بعد عام واحد من الانتخابات لصالح وزير الخزانة الذي سيقود الحزب للانتخابات المقبلة. ولكن بلير رد بأن صحته قوية وهو يذهب على "الجمنازيوم" لتأهيل نفسه بدنيا كل يوم.

وجاءت المطالبة من مارغريت بيكيت وزيرة البيئة التي تقف في الجانب المناهض لسياسات بلير في الحكومة والحزب سواء بسواء، وهي صرحت بشكل علني أمس مطالبة رئيس الحكومة بإخلاء موقعه في 10 داونينغ ستريت سريعا لإفساح المجال أمام وزير الخزانة وإعطاءه الوقت الكافي للاستعداد لمعركة الانتخابات المقبلة زعيما للحزب.

وحسب ما لاحظته صحيفة (ديلي تلغراف) اليمينية، فإن دعوة الوزير بيكيت لرئيس الحكومة جاءت بعد 24 ساعة من تحذير وجهه وزير إصلاح الإنعاش الاجتماعي فرانك فيلد للسيد بلير من استمرار"مشاكسته لوزير الخزانة"، وقال فيلد "لا أدري إلى أي حد ممكن أن يحافظ بلير عل صحته مقابل تجديد مماحكته المستمرة مع براون".

وفي رد من بلير خلال مشاركته في قمة الكومنولث التي ختمت أعمالها أمس في مالطا على المطالب والانتقادات، فإنه مع تناسيه لموضوع وضعه الصحي وطرحه جانبا عن النقاش والجدل، أكد عزمه على البقاء في السلطة من أجل تحقيق إصلاحات شاملة في جهاز الخدمات الاجتماعية. وقال مازحا لشبكة سكاي نيوز "أنا أمارس تدريباتي يوميا في الجمنازيوم" للحفاظ على لياقتي البدنية.

وفي حديثه في فاليتا، وجه بلير انتقادات طفيفة لخصمه في حزب المحافظين ديفيد كاميرون الذي كان صرح في وقت سابق بأنه سيكون "خليفة بلير" في إشارة إلى أنه سيهزمه في الانتخابات المقبلة، وقال بلير في كلام لا يخلو من التهكم "كاميرون ليس سياسيا مقنعا بالنسبة لي أساسا"، وأضاف "في الحقيقة يتعين على حزب المحافظين أن يصلحوا أنفسهم ويحدّثوا سياساتهم بالطريقة التي انتهجها حزب العمال في تسعينيات القرن الفائت".

وكانت وزير البيئة وجهت انتقاداتها ومطالبتها لبلير بالتنحي خلال حديث مع مقدم البرامج الحوارية الشهير جوناثان ديمبلبي في برنامج خاص له بثته القناة المستقلة (آي تي في) وقالن "الوقت بيد السيد بلير وعليه أن يستعد للرحيل، وارى أن الوقت الحالي هو الملائم لصالحه ولصالح الحكومة وحزب العمال وبريطانيا سواء بسواء".

اخيرا، فإن وزير الخزانة نفسه بدأ معركته مع رئيس الحكومة من خلال تأكيده العزم على إدخال إصلاحات واسعة على قانون التقاعد الذي يشكل أحد الهموم الكبيرة بالنسبة للحكومة العمالية. وكان بلير رد من جانبه بالإشارة إلى اختلافه الدائم مع براون طوال 11 عاما حول قضايا كثيرة، وقال "لكن في النهاية فإن كل رئيس حكومة يجب أن يتغير".