بهية مارديني من دمشق: قرأت دمشق استقالة ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق في اغتيال رفيق الحريري قراءة مختلفة عما توصلت اليه الاوساط الدولية ، واعتبرتها نتيجة طبيعية لتطورات القضية برمتها ، فيما كشفت مصادر سورية ان لجنة التحقيق القضائية السورية تعتزم ارسال خطاب الى الجهات القضائية اللبنانية لمطالبتها" بمنع تصنيع شهود ضد سورية ".
وقال دبلوماسيون في الامم المتحدة امس ان ميليس يعتزم ترك وظيفته نهاية العام الجاري وانه سيقدم تقريره الى مجلس الامن في الثاني عشر من الشهر الجاري وبعدها سيتحدث الى المجلس وذلك في اخر مهمة له في الامم المتحدة ، واشارت المتحدثة باسم البعثة الالمانية في الامم المتحدة ان الحكومة الالمانية لم تطلب رسميا من ميليس التنحي ، ونوهت ان القرار يعود اليه في هذه المسالة. وفي هذا الصدد اكد احمد الحاج علي المحلل السياسي السوري لايلاف انه من الطبيعي ان تؤول الامور الى هذا النحو حيث حطت الوقائع على امرين اثنين الاول اضطراب وغموض تطورات القضية بكاملها من حيث التحقيق والمراحل المقبلة والامر الثاني هو استقالة ميليس واعتبر الحاج علي انه من الواضح ان هذه الوسائل التي اتبعت بمحدوديتها واعتمادها على وقائع وشهادات مجزوءة او غير صادقة وماتم وماتم التسرع فيه من تبني هذه الوقائع على انها تشكل ادانة قاطعة لسورية ثم مابني على ذلك من خلال التقارير المقدمة لمجلس الامن وقرارات مجلس الامن ذاته .
واكد الحاج علي ان كل ذلك كان لابد ان يتناقض ويتآكل من الداخل الامر الذي ادى الى المرحلة الراهنة واذا كنا بصدد شهادة الشاهد المقنع فهي مؤشر على حقيقة الحدث وان موضوع البراءة بالنسبة لسورية لاياتي بكليته من خلال الشهادة المزورة في ظروفها وفي مادتها المقدمة للجنة التحقيق وان المسالة اكبر من ذلك بكثير فهناك تصورات موضوعة سلفا وهناك سيناريوهات معتمدة ضد سورية وامام الرغبة الاميركية بالتسرع ما امكن لانهاء
المسالة باتهام سورية كان لابد ان يحصل هذا الذي نراه هذه الايام ، مشددا على انه تبقى براءة سورية منوطة بثقتها بنفسها وباعتقادها الجازم انها لاتمتلك اية رغبة او دافع بتنفيذ الجريمة المعروفة وبان مصالحها لاتتحمل عملا اخرق كالذي جرى عبر اغتيال الحريري .
واضاف الحاج علي اما عن المستقبل القريب فقد بدا الحال صعبا ومعقدا وسوف تحدث تداعيات كثيرة في الداخل اللبناني او في مجلس الامن اساسها اهتزاز المصداقية في الموضوع برمته وهذا ماسوف يكشف عن نقاط الضعف الكثيرة التي وقع فيها موضوع التحقيق باكمله. وفي غضون ذلك قال موقع الكتروني سوري نقلا عن مصدر مقرب من اللجنة القضائية السورية المكلفة بالتحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري أن اللجنة بصدد توجيه رسالة إلى القضاء اللبناني بضرورة العمل لوقف أعمال الترهيب والترغيب التي تمارسها بعض الجهات للضغط على بعض السوريين المقيمين في لبنان لدفعهم للشهادة ضد مسؤوليين سوريين بشكل يوفر مادة أولية مفبركة لإدانة سورية واتهامها بهذه الروايات المصنعة .
واكد موقع شام برس انه بحسب المصدر المقرب فقد توفر للجنة التحقيق القضائية السورية حقائق مفادها أن فرع المعلومات التابع للأمن اللبناني والتي قام بتصنيع هسام طاهر هسام يقوم هذا الفرع هذه الأيام بتكثيف عمله على بعض السوريين اللذين عملوا مع ضباط الأمن السوريين الذين عملوا في لبنان . وبناء على معلومات المصدر فإن اللجنة القضائية السورية باتت على علم بأن هناك عملية تصنيع لشهود جدد ليحلوا محل هسام طاهر هسام في عملية تركيب الأدلة لمواجهة المسؤولين السوريين في فيينا .
ولم يوضح المصدر المقرب ، بحسب الموقع ، فيما إذا كانت اللجنة السورية ستطالب الحكومة اللبنانية والقضاء اللبناني رسمياً بالتحقيق بأعمال فرع المعلومات تجاه تضليل اللجنة الدولية للتحقيق لتصنيع شهود زور يزيفون الحقيقة ويضيعون الجاني الحقيقي باتهام سوريين بشكل باطل ومصطنع ويدفع المنطقة لمزيد من التوتر والانفجار .
التعليقات