ترحيب دولي بالانتخابات العراقية:
الجعفري قد يمنح أنصار الصدر دورا سياسيا إن فاز
بغداد، لندن، عواصم، وكالات: ألمح رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايتهإلى انه سيمنح الى انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصد دورا سياسيا في حال فوز لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية المحافظة التي يقودها في الانتخابات التشريعية، فيما تتواصل عملية فرز الأصوات في الانتخابات التشريعية العراقية وسط ترحيب في عدة عواصم عالمية بهذه الانتخابات. إلا ان فريد إيار عضو المفوضية العليا للانتخابات العراقية قال إن النتائج النهائية للانتخابات لا ينتظر ظهورها قبل أسبوعين.
الجعفري
وقال الجعفري في حديث بثه تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان انصار الصدر الذين يشغلون مناصب في البرلمان الحالي والحكومة quot;يقومون بدورهم بشكل جيد من وجهة النظر السياسيةquot;.
وردا على سؤال عن امكانية مشاركتهم في الحكومة الجديدة، قال الجعفري quot;اعتقد انهم كسب لناquot;. واضاف quot;عندما يحمل السياسيون اقلامهم او يشاركون في الحكومة فليس هناك اي خطر بأن يحملوا السلاح بدلا من القلمquot;. وقد شاركت قائمة الائتلاف العراقي الموحد التي فازت في الانتخابات السابقة في كانون الثاني/يناير، في الاقتراع الذي جرى الخميس بحزبيها الرئيسيين -- المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق حزب الدعوة الذي يقوده الجعفري -- الى جانب تيار الصدر الذي انضم اليها هذه المرة.
من جهة اخرى، قال الجعفري ان تشكيل الحكومة المقبلة سيستغرق وقتا اقصر من الحكومة السابقة، لان العراقيين اصبحوا يملكون خبرة اكبر في الديموقراطية بوجود برلمان ودستور. وكان تشكيل الحكومة السابقة احتاج الى ثلاثة اشهر. واعترف الجعفري بان اي تأخير يمكن ان يستغله المتمردون، لكنه اكد ان quot;فرص النشاط الارهابي ستتراجعquot; بقدر تقدم الحكومة في بناء شكلها وامتلاك ادوات السلطة.
ورفض رئيس الوزراء العراقي التكهن بموعد انسحاب القوات الاجنبية من العراق. وقال ان quot;القوات المسلحة العراقية -- الشرطة والجيش -- ستحدد الجدول الزمني للانسحاب. في بعض المناطق لم نعد بحاجة الى قوات التحالفquot;. وقال quot;نأمل ان تكون الفترة اللازمة لتغطية احتياجات المناطق الباقية قصيرة وان تكون قادرة عن الاستغناء عن قوات التحالف بشكل كامل وان تغادر هذه القوات العراق عندما تطلب منها الحكومة المنتخبة ذلكquot;.
ترحيب دولي بالانتخابات العراقية
وتتواصل عملية فرز الأصوات في الانتخابات التشريعية العراقية وسط ترحيب في عدة عواصم عالمية بهذه الانتخابات. إلا ان فريد إيار عضو المفوضية العليا للانتخابات العراقية قال إن النتائج النهائية للانتخابات لا ينتظر ظهورها قبل أسبوعين. وصوت العراقيون بأعداد وصفت بالكبيرة في أول انتخابات عامة تمهد لحكومة غير مؤقتة في بلادهم منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.
وذكرت اللجنة الانتخابية العراقية أن عملية التصويت مددت ساعة في بعض المناطق بسبب الإقبال من الناخبين، كما نفدت استمارات الانتخاب في بعض المراكز. وأشارت الأنباء إلى أن إقبال الناخبين تزايد خلال اليوم وتسارع، ووقف المواطنون في صفوف طويلة في انتظار الإدلاء بأصواتهم، وقد شمل ذلك معاقل للمسلحين ومناطق سنية قاطعت الانتخابات السابقة مثل الرمادي والفلوجة.
وبالرغم من تشديد الإجراءات الأمنية وقعت بعض الهجمات المتفرقة وأعمال العنف، كما لم تفتح بعض مراكز التصويت خشية العنف، إلا أن المراسلين قالوا إن أجواء الانتخابات كانت تتميز بتفاؤل مشهود.
ترحيب عالمي
وفي واشنطن وصف البيت الأبيض اليوم بأنه تاريخي لتقدم الحرية. وخلال استقباله لعدد من العراقيين الذين ادلوا بأصواتهم في الولايات المتحدة، قال الرئيس الأميركي جورج بوش إن الانتخابات انجزت خطوة رئيسة في مسيرة الديمقراطية.وأضاف انها خطوة كبيرة أيضا باتجاه قيام دولة تكون حليفا في الحرب ضد الارهاب وتكون مثالا قويا لأطراف اخرى في المنطقة مثل إيران وسوريا.
وخلال اجتماع في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، عبر قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال جورج كايسي مساء أمس عن ارتياحه لمستوى المشاركة في الانتخابات العراقية لكنه حذر من ان التمرد لن يهزم بسرعة في العراق، فيما اكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد ان الانتخابات في العراق تشكل quot;نجاحا تاريخياquot; سيجعل من العراق quot;اول ديموقراطية حقيقية في العالم العربيquot;. ورفض رامسفلد اي انسحاب سريع للقوات الاميركية من العراق، معتبرا ان الحرب التي شنها الاميركيون في العراق جعلت الولايات المتحدة quot;اكثر اماناquot;.(التفاصيل)
ويفترض ان يتخذ الكونغرس الاميركي اليوم موقفا من بقاء القوات المنتشرة في العراق، لدى البحث في اقتراح قرار للاكثرية الجمهورية رفعته عشية الانتخابات النيابية العراقية.(التفاصيل)
واشادت كندا امسبـquot;شجاعةquot; الشعب العراقي وquot;تمسكه بالتغيير الديموقراطيquot;، بعد الانتخابات النيابية التي لم تتخللها حوادث كبيرة. وذكرت السلطات الكندية في بيان quot;نشيد بالشجاعة التي اثبتها الناخبون والمرشحون طوال فترة الانتقال الى الديموقراطية في العراق.(التفاصيل)
وفي بروكسل، قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو، الذي يشارك في القمة الاوروبية في بلجيكا انه يوم عظيم للعراق، الذي أظهر شعبه انه يرغب في العيش تحت حكم ديموقراطي.
واشاد المتحدث باسم الخارجية الروسية بالتصويت وقال انه بمثابة فتح صفحة جديدة في تاريخ العراق.
وقالت الحكومة التركية إن الانتخابات مرحلة هامة في العملية السياسية للبلاد.
وفي هذه الأثناء أعلنت ايطاليا خفضا إضافيا في قواتها الموجودة في العراق.
أول برلمان دائم منذ صدام
وقد تنافس 6655 مرشحا و 307 أحزاب و19 تحالفا على الانتخابات التي ستحدد تركيبة البرلمان الذي تمتدّ ولايته أربع سنوات، وهو أول برلمان دائم في البلاد منذ غزو العراق والإطاحة بالرئيس السابق صدام حسين. وكان الرئيس العراقي جلال طالباني الذي أدلى بصوته صباحا قد دعا المواطنين للادلاء بأصواتهم وجعل من الانتخابات يوما للوحدة الوطنية وللاحتفال.
وبخلاف الانتخابات السابقة، شارك العرب السنة في التصويت فيما قد يُسفر عن برلمان أكثر توازنا من شأنه التأثير على تشكيل الحكومة المقبلة والتي تخضع حاليا لسيطرة الاحزاب الإسلامية الشيعية.
وكان رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري قد قال في حديث مع بي بي سي إن هذه الانتخابات تختلف عن سابقاتها لأنها quot;جاءت في وقت يضع العراق على عتبة جديدة وهو الانتقال من المرحلة الانتقالية إلى المرحلة الدائمة، كما أنها ستولّد برلمانا دائما وحكومة دائمةquot;. وأعرب الجعفري عن أمله في ألا تختلف الأحزاب العراقية بشأن تعيين الحكومة العراقية الجديدة كما حدث في مطلع العام الحالي.
كما أشاد الجعفري بالدستور العراقي الدائم الذي اقر مؤخرا مضيفا أنه يضع الإطار quot;لسياسات بناءةquot; ومؤكدا في الوقت نفسه انهم في طريقهم للانتصار في الحرب ضد المسلحين.
تشديد أمني
وجرت الانتخابات وسط تشديدات أمنية كبيرة إذ تم حظر سير المركبات التجارية والخاصة في الشوارع، مما اضطر الناخبين للتوجه لمراكز الاقتراع سيرا على الاقدام. وقام نحو 150 ألف جندي ورجل شرطة عراقيين بدوريات لضمان الأمن، كما تم إغلاق حدود العراق لأيام.
ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، فقد وقعت عدة حوادث عنف أهمها انفجار مدو قرب المنطقة الخضراء محكمة التحصين في قلب العاصمة بغداد بعد وقت قصير من افتتاح المراكز الانتخابية الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (الرابعة صباحا بتوقيت غرينيتش). كما سُمع دوي انفجار في وسط بغداد في غضون دقائق من بدء الاقتراع. وقالت الشرطة إن الانفجار ناجم عن سقوط قذيفة هاون قرب المنطقة التي تضم مقار الحكومة العراقية وعددا من السفارات الغربية، حسبما قالت وكالة أسوشييتدبرس للأنباء.
ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات من جراء الانفجار.
أنان:quot;فرصة تاريخيةquot;
وعشية الانتخابات العراقية، دافع الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش عن الغزو الذي تزعمته بلاده للإطاحة بصدام حسين، قائلا إن إرساء الديمقراطية في العراق سيترك تأثيره في أنحاء الشرق الأوسط.
وقال بوش quot;ستلهم الحرية في العراق الإصلاحيين من دمشق إلى طهرانquot;. وقد ناشد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان العراقيين التصويت قائلا: quot;أشجعكم جميعا على الإقبال لممارسة حقكم الديمقراطي في التصويت كخطوة أولى نحو بناء عراق مستقر وموحد ومزدهر سوياquot;. كما دعا الأمين العام العراقيين لـquot;نبذ العنف وأي فعل من شأنه الإضرار بالعملية الديمقراطيةquot;.
التعليقات