زيارته المفاجئة تزامنت مع زيارة مثيلة لرامسفيلد
بلير يصالح أهل جنوب العراق قبل الوداع

نصر المجالي من لندن: محتمل أن تكون زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وهي الرابعة المفاجئة له لجنوب العراق من بعد إسقاط حكم صدام حسين في إبريل من العام 2003 الأخيرة قبل شروع القوات البريطانية بالانسحاب من جنوب العراق، حيث كانت مهمة القوات البريطانية محددة هناك في إطار التحالف العسكري مع القوات الأميركية التي مهماتها في مناطق عراقية أخرى من بينها العاصمة بغداد ومحيطها ومناطق شمالية وفي الغرب أيضا. وخلال زيارته التي تزامنت مع زيارة مفاجئة لوزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أبلغ الصحافيين المرافقين له عن إمكان وضع جدول زمني لانسحاب القوات من جنوب العراق.

وتعتبر زيارة رئيس الحكومة البريطانية بمثابة إجراء مصالحة مع أهل الجنوب العراقي، حيث كانت القوات البريطانية انتشرت لمهمة إسقاط الحكم السابق، وخاصة بعد المصادمات العسكرية بين تلك القوات ومواطنين عراقيين كانوا ارتهنوا جنودا بريطانيين في مركز للشرطة، واضطرت القوات البريطانية إلى مهاجمة المركز لإخلائهم سالمين.

وإذ حيا بلير القوات البريطانية العاملة في العراق وما تقوم به من مهمات، ووصف عملها بأنه أكثر من رائع. قال متحدث باسم مقر 10 داونينغ ستريت في حديث عبر الهاتف لـ (إيلاف) أن quot;زيارة السيد بلير تاتي مبادرة من الحكومة البريطانية نحو الشعب العراقي الذي كان جريئا في تجريته الانتخابية الأخيرة، فهو أظهر مستوى عال من تحمل المسؤولية في بناء العراق وإعادة الاعمار هناك عبر صناديق الاقتراع بحرية كاملةquot;.

واضاف المتحدث قوله quot;رئيس الوزراء راغب إظهار امتنانه وامتنان الشعب البريطاني لأفراد القوات البريطانية الموجودة في العراقquot;، يشار إلى أن عديد القوات البريطانية في العراق يقدر بنحو 8500 فرد، وهؤلاء يشاركون تحت مظلة القوات متعددة الجنسيات، التي تقودها الولايات المتحدة التي كانت اعتزمت إسقاط حكم الديكتاتور العراقي السابق صدام حسين الذي يحاكم حاليا أمام محكمة جنائية عراقية بجرائم انتهاكلت حقوق الانسان.

وكان بلير زار في مثل هذا الوقت من العام الماضي في كل مفاجئ للعراق قبل عيد الميلاد بأيام قليلة، وكان بلير وصل بلير في زيارته التي بالسرية التامة إلى مطار البصرة على متن طائرة عسكرية من طراز (راف هيركوليز) آتيا من الكويت الجارة للعراق، وتوجه رأسا لإجراء مباحثات مع المسؤولين السياسيين والعسكريين.

وخلال زيارته أشاد بلير بالقوات البريطانية في العراق، وقال إنه بالإمكان عودتها لبريطانيا حينما تصل القوات العراقية للقوة المطلوبة. وبينما لم يحدد بلير جدولا زمنيا للانسحاب، إلا أن السفير البريطاني السابق في بغداد، السير جيرمي غرينستوك قال إنه يتوقع خفض القوات خلال العام القادم.

وقال رئيس الحكومة البريطاني quot;إذا استقرت الأمور في العراق وأصبح العراق ديمقراطيا، فسوف تصبح المنطقة أكثر أمنا، وستصبح بلدنا أكثر أمناquot;، وأضاف أنه لن يحدد ما وصفه بـquot;جدول زمني عشوائيquot; للانسحاب، وأضاف بالقول quot;نقيم متى تنتهي المهمة المطلوبةquot;.

وقال إن الانتخابات التي جرت في العراق الأسبوع الماضي تعني أن هناك quot;موقفا مختلفا تماما عن الموقف الذي كان قبل عامquot;، ولكنه أضاف أن quot;تحديات ضخمةquot; مازالت باقية. وتابع قائلا quot;الأمر المهم هو محاولة مساعدة هذا البلد في أن يصبح البلد الديمقراطي الذي يبغيه سكانهquot;.

وقال بلير quot;لأنه إذا استقرت الأمور في العراق وأصبح العراق ديمقراطيا، فسوف تصبح المنطقة أكثر أمنا، وستصبح بلدنا أكثر أمنا، لأن ضربة ضخمة ستكون قد وجهت للإرهاب الدوليquot;.
وهذه هي الزيارة الرابعة من نوعها التي يقوم

وتزامنت زيارة بلير المفاجئة بزيارة مماثلة لوزير الدفاع الأميركي رامسفيلد بزياة لم يسبق الإعلان عنها للعراق الخميس لتفقد القادة الميدانيين والجنود. وخلال الزيارة ألمح رامسفيلد في مقابلة على متن الطائرة التي نقلته من أفغانستان لبغداد، إلى احتمال خفض حجم القوات الأمريكية في العراق.

وأخيرا، قال رامسفيلد أن مستوى القوات الأميركية سينخفض قريبا إلى ما دون 138 ألف جندي، وهو المستوى الذي ظلت عليه القوات أغلب عام 2005. وأشار الوزير الأميركي إلى خطة لإلغاء الانتشار المخطط له للواءين من الجيش الأميركي المتمركز مناطق في العراق. وتأتي زيارة رامسفيلد المفاجئة بعد زيارة أخرى قام بها خلال عطلة الأسبوع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني.