بهية مارديني من دمشق: نفت الحكومة التركية شراء الولايات المتحدة أراض شاسعة في جبال أمانوس التي تفصل تركيا عن سوريا خارج منطقة الأسلاك الشائكة بين البلدين وقيامها ببناء رادارات اميركية للتنصت على سوريا ومراقبتها. واعلنت تركيا ان الرادارت الموجودة قرب مدينة أنطاكيا الحدودية مع سوريا تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)ومخصصة لحماية امن تركيا فقط ، وهي في طور الانشاء ولم يتم استخدامها الفعلي ، واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، نامق طان، أن لا علاقة للولايات المتحدة برادارات قيد الإنشاء في منطقة كيسيشيك تبه في محافظة الاسكندرون، كما انه لا يوجد أي عنصر أجنبي فيهم.
وشدد المتحدث باسم الخارجية التركية أنه يجري بناء الرادارات من الصندوق المشترك لحلف شمالي الأطلسي وهم تابعون لقيادة القوات الجوية التركية، مضيفا انهم جزء من منظومة الدفاع الأمنية لتركيا ولم يكتمل العمل فيهم بعد، واعتبر انه من الطبيعي ألا تكون للولايات المتحدة صلة بهما، وألا يتواجد فيهم أي عنصر أجنبي.
وكانت تقارير صحافية اكدت أن مهمة الرادارت التجسس على سوريا، مشيرة إلى أن تمويلهم يتم من الصندوق المشترك لحلف شمالي الأطلسي، ولكن الحلف نفى بدوره أية علاقة له بهذه الرادارات ، مشيرا إلى أن أميركا هي المسؤول المباشر عنهم بالاتفاق مع تركيا ، حيث اكد دبلوماسيا أوروبيا في حلف شمالي الأطلسي في تصريحات صحافية انه ليس للحلف أية صلة ببناء أميركا لمركز تجسس ومراقبة فوق الأراضي التركية او بناء رادارات للتنصت ، منوها ان أميركا هي المسؤول المباشر عنه بالاتفاق مع تركيا.
وافاد الدبلوماسي الاوروبي ان تركيا عضو في الحلف، غير أن دول الحلف لها الحرية في استخدام إمكانياتها العسكرية على نحو فردي ، مشددا أن عملية بناء مركزا للتجسس على دمشق داخل الأراضي التركية لا يخضع لاتفاقيات الحلف مع دول اخرى.
هذا واتهم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض امس الخميس حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان بأنها سمحت للولايات المتحدة باتخاذ مجموعة من الإجراءات الميدانية داخل تركيا استعدادا لهجوم محتمل على إيران وسوريا.
وطالب عبد العزيز بازار النائب في حزب الشعب، وعضو جمعية الصداقة التركية السورية، الحكومة التركية بفتح نقاش برلماني شفاف ومفتوح حول الاستعدادات الأميركية للهجوم على سوريا وإيران في البرلمان لإتاحة الفرصة للرأي العام للحصول على معلومات كاملة عوضا عن حصر ذلك داخل مجلس الوزراء التركي.
واعتبر بازار إن حكومة أردوغان تعلم وبشكل كامل بكافة الاستعدادات الأميركية للهجوم على إيران وسوريا عن طريق تركيا، ولفت إلى أن حكومة حزب العدالة سمحت للولايات المتحدة بالقيام بهذه الاستعدادات الموجهة ضد إيران وسوريا.
وراى البرلماني التركي أنه من المستحيل ألا تكون الحكومة التركية على علم بتخزين الولايات المتحدة آلاف المتفجرات وكميات هائلة من وقود الطائرات ونصبها رادارات على جبال أمانوس بين تركيا وسوريا باسم الناتو.وكانت صحيفة جمهوريت التركية قالت quot;إن الولايات المتحدة تقوم حالياً بأعمال مكثفة لنصب رادارات قرب مدينة إنطاكيا الحدودية مع سوريا، للتجسس على دمشق، ومراقبتها باسم حلف شمال الأطلسي quot;.
واكدت الصحيفة أن quot; الولايات المتحدة كانت قد اشترت قبل عامين أراضيَ شاسعة في جبال أمانوس، التي تفصل تركيا عن سوريا، خارج منطقة الأسلاك الشائكة بين البلدين، وتقوم حالياً بنصب رادارات في هذه المنطقة، عبر استخدام عمال من اسطنبول وأنقرة quot; .
ونوهت الصحيفة إلى أن quot;الأعمال مستمرة في المناطق الجبلية الواقعة ما بين إنطاكيا والاسكندرون، بالقرب من قرية كيسيشيك لنصب الرادارات، وبالتالي التنصت على سوريا ومراقبتهاquot; .
التعليقات