محادثات جنبلاط في باريس تقرر تفاصيلها
خطة إستخبارية غربية مشتركة لحماية أمن لبنان
نصر المجالي من لندن: علمت إيلاف أن خطة أمنية مشتركة شاركت في وضعها ثلاثة أجهزة استخبارات غربية لحماية أمن لبنان غداة الانتخابات التشريعية ،وتوقع تعيين رئيس جديد للوزراء ورئيس للجمهورية خلفا للعماد إميل لحود. وهذه العملية الأمنية المشتركة ستساهم فيها اجهزة استخبارات أميركية وفرنسية وبريطانية. والمعلومات التي توفرت لدى خزنة (إيلاف) تشير إلى أن تفاصيل الخطة ستكون من أبرز الموضوعات التي يبحثها الزعيم اللبناني وليد جنبلاط مع القيادة الفرنسية التي رأت ضرورة زيارته لباريس على نحو عاجل بعد اغتيال الكاتب في جريدة النهار والأكاديمي المعارض لسورية سمير قصير.
وما كشفته المعلومات التي وصلت إلى إيلاف عبر مصادر من باريس وواشنطن ولندن تحادثت معها عبر الهاتف و البريد السريع الالكتروني هو أن كلا من فرنسا وبريطانيا بدعم من الولايات المتحدة معنية في أمن لبنان غداة الانتخابات التشريعية، وكذلك فإن هذه البلدان الثلاث عازمة على التعاون مع الزعامة اللبنانية على توفير اقصى الظروف الأمنية وصولا إلى تحقيق الاستقرار الشامل، وتوفير الأرضية الأمنية الصلبة المستقرة لحكومة جديدة محتمل أن يترأسها سعد الحريري وهو نجل رئيس الوزراء الراحل الشيخ رفيق الحريري الذي اغتيل في شباط (فبراير) الماضي وتدور الشبهات حول تورط نظام الحكم السوري في الاغتيال.
وقالت مصادر المعارضة السورية في باريس، وهي تتابع الحدث اللبناني جيدا، من بوابة التطورات اللبنانية إن الزعيم اللبناني الدرزي "المحتمل أن يكون عراب الحكومة المقبلة برئاسة سعد الحريري"، سيطلب من الرئيس جاك شيراك أن يرمي بثقله للحيلولة دون اتخاذ قرار من مجلس الأمن ، بناء على طلب واشنطن ، لشمول قضية اغتيال سمير قصير بتحقيقات اللجنة الدولية المكلفة بالتحقيق في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وأضاف المصادر، إن الزعيم اللبناني جنبلاط تلقى معلومات مصدرها السفارة الأميركية في بيروت تفيد بأن واشنطن تعتزم الطلب من مجلس الأمن توسيع مهام لجنة التحقيق الدولية الخاصة بقضية اغتيال الحريري لتشمل قضية اغتيال سمير قصير "، وقال المجلس الوطني للحقيقة والعدالة وهو حركة سورية معارضة تتحرك في بيروت وباريس ودمشق إن فرنسا لا تتفق مع مبدأ توسيع مهمات لجنة التحقيق الدولية بحيث تطال قضية اغتيال الكاتب المغدور سمير قصير.
وعزا المصدر أسباب الممانعة الفرنسية المحتملة إزاء توسيع مهمات اللجنة إلى " أسباب تتصل بالوضع اللبناني الداخلي ، وحرص باريس على عدم استغلال هذه القضية من قبل هذا الطرف اللبناني أو ذاك في الخلافات السياسية المستعرة الآن بين عدد من القوى السياسية اللبنانية " .
وأخيرًا، فإن كل التقارير المتوفرة لدى إيلاف، تشير إلى أن جهات استخباراتية غربية مشتركة بدأت التوافد على العاصمة اللبنانية ليس من أجل التحقيق في قضيتي اغتيال الرئيس الحريري والكاتب قصير، بل من أجل وضع تفاصيل الخطة الأمنية الشاملة لحماية الحكومة المنتظرة التي ينتظر أن يتم تعيينها خلال أسابيع قليلة، ومحتمل أن تعهد ولاية الحكومة إلى سعد الحريري الذي فاز بالتزكية في الأسبوع الماضي عن مقعد سني في بيروت، مكرسًا وراثته لزعامة والده الراحل.
التعليقات