كانبيرا: قال وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر يوم الخميس إن معلومات استخباراتية تلقتها قوات التحالف في العراق قادت الى الوصول الى الرهينة الاسترالي دوجلاس وود الذي عثر عليه في منزل في بغداد. واضاف داونر قائلا للتلفزيون الاسترالي "كانت هناك معلومات استخباراتية ... قادتهم مباشرة الى الموقع"

ومضى قائلا "كان هناك بعض العراقيين في المنزل وحاولوا منع الجنود العراقيين من تفتيش المنزل وحدث اشتباك بالاسلحة النارية. ولم يقتل أحد وتم العثور على دوجلاس وود".

وتتناقض تعليقات داونر مع ما قاله ضباط عسكريون أميركيون يوم الاربعاء من أن جنودا عراقيين عثروا على وود بالصدفة.
وقال الضباط الأميركيون ان وود الذي عثر عليه مقيدا ومغطى ببطانية أطلق سراحه قبيل الساعة 1100 بتوقيت بغداد (0700 بتوقيت جرينتش) يوم الأربعاء لكن ذلك اكتشف اثناء غارة على مخبأ اسلحة مشتبه به.

ولم يشأ داونر ان يعقب على المصدر الذي جاءت منه المعلومات. لكن قيصر تراد المتحدث باسم الشيخ تاج الدين الهلالي مفتي مسلمي استراليا الذي سافر الى بغداد سعيا الى نيل حرية وود قال ان خاطفي الرهينة الاسترالي أبلغوا الشيخ بمكان وجوده وأنه نقل تلك المعلومات الى السلطات. واضاف تراد قائلا للتلفزيون الاسترالي "على قدر ما فهمه فان هذا كان افراجا جرى التفاوض عليه من موقع امن".

وقال داونر ان وود وهو مهندس مدني يبلغ من العمر 63 عاما يبدو في حالة جيدة بدنيا وان حالته النفسية تتحسن بشكل سريع جدا. وقال فيرنون وود ان شقيقه تحدث بالهاتف الى اشقائه الثلاثة في استراليا ليل الأربعاء وانه بدا في حالة جيدة.

وبعد ساعتين فقط من تحرير وود أعلن رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد النبأ في البرلمان وقد بدا مسرورا لهذه النهاية السعيدة بعد أن رفضت استراليا مطالب خاطفي وود لسحب قواتها من العراق أو دفع فدية.

وقال هاوارد "أريد ان أعبر عن امتنان استراليا للحكومة العراقية والقوات العراقية وكذلك اصدقائنا الأميركيين لما فعلوه والفرحة التي تغمر البلاد بأسرها لهذه النهاية السعيدة". واضاف ان فريقا استراليا للمهام الخاصة يرعى وود الان تحدث اليه في البداية بالهاتف عقب تحريره وتأكد من شخصيته بأن سأله عن اسم الكلب الذي كانت الاسرة تحتفظ به عندما كانت تعيش في مدينة جيلونج الاسترالية.

وقال فيرنون وود ان شقيقه الاخر مالكولم تلقى اتصالا هاتفيا من داونر واتصالا اخر من هاوارد لابلاغ الاسرة باطلاق سراح وود لكنه ليس متأكدا متى سيعود الى الوطن. واضاف قائلا "الامر يتوقف الى حد كبير على صحته... كما أن القرار سيكون لزوجته (الأميركية) التي نعتقد أنها ستكون معه قريبا".

صحف بريطانية
كما استأثر نبأ "تحرير الرهينة الأسترالي في العراق" دوجلاس وود باهتمام الصحف البريطانية كلها، ففي صفحة الشئون العربية بصحيفة الغارديان ، نشرت الصحيفة صورة لوود، وهو يجلس مرتديا "جلابية"، يضحك سعيدا بعد إطلاق سراحه، وإلى جوارها صورة أخذت من موقع الانترنت الخاص بالخاطفين عقب الإعلان عن اختطافه، وقد صوبت فوهة بندقية إلى رأسه. وأبرزت الصحيفة تصريح رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد أمام البرلمان في كانبرا قائلا: "إنه من غير المعهود أن يتم انقاذ رهينة بعملية عسكرية، ..ومن المحزن أن مصير من سبقوه من الرهائن كان أسوأ... وانه سعيد لهذه النتيجة". و مع تفصيلات غير مصورة لعملية تحرير وود، أوردت الصحيفة رواية أخرى وإن لم تسلط عليها كثيرا من الضوء، وهي على لسان الناطق باسم مفتي أستراليا، الشيخ تاج الدين الهلالي، الذي كان قد توجه إلى العراق في محاولة للتفاوض مع الخاطفين، لإطلاق سراح وود.

وقال الناطق إن الشيخ الهلالي قد "فهم أن الجانبين اتفقا على مكان آمن لتسليم الرهينة في الرمادي، وأن الموقف كان يحتاج لتأمين ولم يكن يستدعي شن غارة عسكرية على المكان". وقد أغفلت الصحف الأخرى مثل الديلي تليجراف، التي نشرت تقارير مشابهة عن الإفراج عن وود هذه الرواية إغفالا كاملا.

وأضافت الصحيفة أن عشرات الأجانب اختطفوا وقتلوا في العراق منذ الاطاحة بصدام حسين، وأن بعضهم مثل رجل الأعمال الأمريكي نيك بيرغ والمهندس البريطاني كين بيغلي قتل بقطع الرأس، والبعض الآخر كعاملة الإغاثة مرغريت حسن قتلت بالرصاص، أما البعض الآخر فكان أسعد حظا إذ أفرج عنهم مقابل دفع فدية مالية.