من موفد "إيلاف" الى طهران علي ال غراش: خالف الناخبون الايرانيون جميع التوقعات الداخلية والخارجية التي اكدت مسبقا ضعف المشاركة في الاقتراع، إذ شهدت مراكز الاقتراع حضورا قويا منذ الساعات الاولى للتصويت للمرشحين السبعة في جميع المناطق,اضافة الى اختيار عضو مجلس الشورى الاسلامي عن مدينة طهران من متنافسين اثنين هما علی رضا محجوب و السیدة زینب كدخدا زاده, ولو ان التوقعات تميل لفوز محجوب بالمقعد . وهذا النجاح الكبير للمشاركة في الاقتراع غير المتوقعة للقيادة الايراينة والانتخابات يشكل نجاحا وارتياحا للقيادة الايرانية وضربة قوية للمخالفين الذين كانوا يأملون توجيه صفعة قوية للنظام من خلال عدم المشاركة.
وكان عدد الحضور عند افتتاح مراكز الاقتراع ضعيفا الا انه شهد حركة قوية بعد ساعة، حيث ازداد الحضور بشكل كبير ومكثف من خلال مشاركة جميع الشرائح والفئات، كما شهدت المدن والقرى مشاركة جيدة وفعالة. ولا يزال المرشح الاقوى هاشمي رفسنجاني يستحوذ على النسبة الاكبر من الاصوات. كما خط الترشيح وبقوة غير متوقعة المرشح احمدي نجاد بحصوله على نسبة كبيرة من الاصوات في المدن الكبيرة مثل قم وطهران وباقي القرى.
ويرى المتابعون للانتخابات ان نسبة المشاركة حتى الان جيدة وقوية حيث تتجاوز نسبة الخمسين بالمائة، وان عدد المقترعين تجاوز 20 مليونا، ما يعني انها قد تحسم بأن تحسم من خلال الجولة الاولى .
ومن خلال جولة إيلاف على عدد من مراكز الاقتراع، تبين ان الشارع الايراني لايزال غير متفق على مرشح واحد وان هناك منافسة قوية بين المرشحين، كما أن هناك عدد من الناخبين الذين لا يزالون مصرين بعدم المشاركة . وعن سبب ارتفاع أعداد المصوتين للمرشح احمدي نجاد قال احد المقترعين ان نجاد رجل اداري وصاحب تقوى ومن الطبقة الفقيرة وهو بالتالي اكثر المرشحين شعورا بما يعانيه الفقراء .
واضاف احد رجال الدين في الحوزة العلمية في مدينة قم أن الدكتور أحمدي نجاد حصل على تأييد ودعم من قبل رجال بعض علماء الحوزة العلمية لأنه رجل نظيف وصاحب ايمان وتقوى ولم يروج خلال حملته الانتخابية آراء تخالف آراء علماء الحوزة العلمية.
وقال احد المقترعين انه اعطى صوته للمرشح أحمدي نجاد لأني سمعت بأنه الأفضل بالرغم عدم معرفتي وإقتناعي به .
وحضر بعض الناخبين الى مراكز الاقتراع بشكل جماعي من رجال ونساء وشباب وشابات للمشاركة في الاقتراع والتصويت حيث أكدوا بأنهم سيصوتون لصالح المرشح السيد أحمدي نجاد.
اما مقترع اخرهو حسن ياسري فقال : لقد اعطيت صوتي للشيخ رفسنجاني لأنه الاقدر على قيادة البلد وتحسين الوضع الاقتصادي في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والمنطقة.
وتقول الطالبة الجامعية ناديني : سوف أعطي صوتي للمرشح المحافظ الدكتور محمد باقر قاليباف لأنه رجل ناجح واداري بارع ويتميز يجاذبية وشخصية قوية .
أما شاهناز وهي موظفة فتقول بأن افضل المرشحين هو الدكتور مصطفى معين (الاصلاحي) لأنه رجل أكاديمي ويتطلع لتطوير الثقافة واعطاء المزيد من الحريات للشعب .
ويقول اجتهادي وهو موظف ايضا انه يؤيد رفسنجاني لأنه رجل خبير ويتمتع بعلاقات قوية مع السيد القائد علي الخامنئي وبعلاقات مميزة مع العديد من المسؤئولين في الخارج.
أما مهدي كبيري هو سائق أجرة فقال انه ممتنع عن المشاركة في الانتخابات لأن جميع هؤلاء (المرشحين) غير صادقين وغير جديرين بالثقة .. وبالذات رفسنجاني الذي استلم الرئاسة لمدة ثمان سنوات سابقا ولم يحقق شيئا لعامة الشعب وأن المستفيد من رئاسته السابقة طبقة رجال الأعمال.
ويخالفه الرأي علي أصغر قائلا بإن المشاركة واجبة وهو حق وطني لكل مواطن وعلى المواطن أن يعطي رأيه ويشارك بأمانة ووطنية لوصول مرشح يستحق منصب رئاسة الجمهورية مضيفا بأنه لا أرى بان المرشحين على مستوى الطموح الا انني سأشارك بالاقتراع لاختيار الافضل بينهم.
وتحدثت أحد السيدات رافضة ذكر اسمها فقالت أنها ترفض المشاركة بالاقتراع لأن المرشحين لا يستحقون التصويت لأنهم يستخدمون الكذب والشعارات الزائفة خلال حملاتهم الانتخابية لخداع الناخب الايراني ويتعاملون في حملاتهم الاعلامية وكأن الرئيس القادم بيده كل شيء ويستطيع فعل ما يريد!
ويتوقع المراقبون للانتخابات أن تشهد مراكز الاقتراع في الساعات المتبقية مشاركة قوية من قبل الناخبين وان يتم تمديد الوقت المحدد للاقتراع لاعطاء فرصة أكبر للمشاركة بأعداد أكبر وهذا ما تسعى اليه القيادة الايرانية.
- آخر تحديث :
التعليقات