طهران: يتوجه الناخبون الايرانيون اليوم الجمعة الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد بين مرشحين، البراغماتي المعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني والمحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد، في معركة يكتنفها الغموض.

وهذه المرة الاولى التي تجري فيها دورة ثانية في الانتخابات الرئاسية في تاريخ الجمهورية الاسلامية. وجدد النظام الايراني دعوة الناخبين للمشاركة بكثافة في العملية الانتخابية في محاولة لتأكيد شرعيته واتساع قاعدته الشعبية لا سيما في مواجهة الولايات المتحدة التي انتقدت الانتخابات مرارا.

ويمكن لايران نتيجة هذه الدورة ان تسلك اتجاهين مختلفين تماما بعد سنوات الاصلاحات النسبية التي ارساها حكم الرئيس الايراني الحالي محمد خاتمي (1997-2005). ويقول عدد من المراقبين ان الرجلين يتنافسان بشدة، ما يجعل من الصعب جدا التكهن بهوية الفائز.

وقد اعلن عدد من المسؤولين في النظام الايراني بوضوح دعمهم لرفسنجاني، بينهم وزير النفط والمسؤولون عن الملف النووي، داعين الى منع وصول التطرف. كذلك دعا خاتمي ضمنيا الى دعم رفسنجاني والتصويت "من اجل عدم العودة الى الوراء". ولم يعلن القسم الآخر في النظام موقفا علنيا. الا ان خصوم احمدي نجاد يتهمونه بانه يحظى بدعم مجلس صيانة الدستور، الهيئة الرئيسية في النظام الاسلامي، وحراس الثورة (الباسدران) والميليشيات الاسلامية (الباسيج).

ويقول المحلل السياسي في صحيفة "رسالت" المحافظة امير موهبيان ان الانتخابات جعلت المواجهة "بين قطبين: التطرف والاعتدال". وقال "عن صواب او عن باطل، يقدم احمدي نجاد على انه رمز التطرف ويقدم هاشمي على انه رمز الاعتدال. وهكذا نشأ حزبان غير رسميين: حزب ضد هاشمي وحزب ضد احمدي نجاد". واضاف "هذه المرة لا يصوت الناس من اجل شخص انما خوفا من شخص".

وتزيد من غموض المسار الذي ستسلكه هذه الدورة الثانية الشكوك التي احاطت بالدورة الاولى لجهة حصول عمليات تزوير. وقد امر الرئيس الايراني محمد خاتمي الخميس حكومته بالعمل بشتى الوسائل لمنع حدوث اي تزوير في الدورة الثانية.

وقال في رسالة نشرتها وكالة الانباء الطلابية (ايسنا) "آمر وزارات الداخلية والاستخبارات والعدل بالعمل بشتى الوسائل لحماية اصوات الناخبين وتنظيم انتخابات نظيفة ومنع حدوث ادنى مخالفة".

واصدرت وزارة الداخلية تعليمات الى كل مراكز الشرطة لمنع وجود افراد من انصار احد المرشحين في مكاتب التصويت لتشجيع الناس على انتخاب مرشحهم من دون ضغوط.

وفي حال فوز احمدي نجاد، يكون الاصلاحيون خسروا كل الهيئات المنتخبة في البلاد، بينما يسيطر المحافظون اصلا على المجالس غير المنتخبة التي تلعب دورا اساسيا في النظام الايراني.