نصر المجالي من لندن: يواجه سفير إسرائيل لدى بريطانيا فضيحة دبلوماسية بعد ان كشفت معلومات أنه ساعد بإطلاق سراح ابنته من السجن في بيرو حيث كانت تقضي عقوبة مدتها ست سنوات لتورطها بتهريب المخدرات، وشنت مجموعات يهودية بريطانية حملة ضد السفير زئيفي حيفيتز (48 عاما) وهو محام من أصول روسية وكان أحد أباطرة الإعلام، متهمة إياه بقلة الخبرة الدبلوماسية وعدم تمكنه من اللغة الإنجليزية، إضافة لاستغلال نفوذه في قضية ابنته.
ولوحظ أن صحيفة (صنداي تلغراف) اليمينية البريطانية ذات الميول الإسرائيلية، ساهمت في الحملة ضد السفير، وقالت إنه متورط أيضا بفضيحة أخرى هي غسيل الأموال. وذكرت الصحيفة أن السفير حيفيتز كان قد استدعي من جانب وزارة الخارجية الإسرائيلية للتحقيق معه قضائيا في الربيع الماضي في هذه القضية، ولكن لم توجه إليه أي تهم.
وحسب تقرير الصحيفة، فإن السفير الإسرائيلي يواجه الآن فضيحة أخرى متعلقة بابنته ليزا (21 عاما) التي كانت حكمت بالسجن من جانب محكمة في بيرو في أميركا اللاتينية لتورطها بتهريب ما زنته 5 .4 كيلوغرامات من الكوكايين من بيرو إلى هولندا، وتبلغ قيمة هذه المادة حوالي نصف مليون دولار أميركي.
وقالت الصحيفة إن السفير خلال إجراءات تعيينه في منصبه الحالي دعا الصحافة الإسرائيلية إلى كتابة تقارير صحافية لصالح ابنته وتبييض سمعتها مستغلا بذلك وظيفته الجديدة وكذلك كونه مالكا لعديد من الصحف. وكانت ليزا حازت لقب ملكة الأناقة بعد عشرة أشهر من سجنها في سجن سانتا مونيكا في العاصمة ليما، ونشرت الصحف الإسرائيلية صورها الأسبوع الماضي، وهي تعتمر التاج الفضي الخاص بملكات الأناقة.
يذكر أن ابنة السفير أفرج عنها قبل شهرين بعد قضائها 18 شهرا من عقوبتها التي كانت خفضت في شباط (فبراير) الماضي إلى ثلاث سنوات. وزار السفير الإسرائيلي في لندن ابنته في سجنها وكان يصر في كل مرة على القول إن تورطها بتهريب المخدرات لن يؤثر على مستقبله الدبلوماسي. ونقلت عنه صحيفة (صنداي تلغراف ) قوله اليوم "لن استقيل من منصبي".
وفي إطار الحملة في أوساط اليهود البريطانيين، فإن نائب رئيس المجلس اليهودي البريطاني جيري لويس قال "هناك كثير من المآخذ الخطيرة على السفير حيفيتز وابنته ليزا، ولقد آن الأوان لذهابه من منصبه"، لكن السفير رد بقوله "لم يطلب مني أحد من الحكومة الإسرائيلية أن أقدم استقالتي".
وفي الختام، فإن إطلاق سراح ابنة السفير بتأثير من والدها، لن يشوه فقط سمعة السفير، بل إنها ستطال رئيس بيرو ألجينادرو توليدو الذي ساهم في تلك العملية، ووجه الخصوم السياسيون لتوليدو المتزوج من بلجيكية لأم يهودية، الاتهامات له بالتورط في المساعدة بالافراج عن ابنة السفير، كما كشف المعارضون أيضا أن رئيس جهاز أمن القصر الرئاسي في بيرو آفي دان أون عمل في السابق في جهاز الموساد الإسرائيلي.
التعليقات