لندن- ايلاف: ذكرت مصادر إستخباراتية أميركية، أن وكالات أمنية في الولايات المتحدة ستتعاون مع الأجهزة البريطانية في الأيام المقبلة لتحديد هوية مرتكبي إعتداءات لندن ومعرفة الجهات التي تقف وراءهم.
وقالت المصادر إن ما حصل في لندن كان مفاجئا ولم تكن تتوقعه أجهزة الأمن البريطانية ولاسيما جهازي الـ MI5 والسكوتلنديارد. ورأت أن عمليات إرهابية كهذا الحجم ترسل عادة إشارات إستخباراتية ممكن كشفُها من خلال عمليات التنصت والمراقبة الدورية للرسائل البريدية الإلكترونية ولنشاطات الخلايا الأصولية المشبوهة وتحركاتها في أوروبا، وهذا ما لم يحدث في تفجيرات لندن، مما يعني أن التخطيط لهذه العمليات والتحضير لها جرى منذ وقت بعيد ليس أقل من عشرة أشهر.
ونقلت قناة "الحرّة" الاميركبة عن هذه المصادر قولها أن عمليات من هذا النوع ترتكز على معطيات ثلاث :
أولا - الرسالة المراد توجيهها
ثانيا - المعاني التي تحملها العملية
ثالثا - النتائج التي يُتوخى تحقيقُها.
في المعطى الأول، تحسم المصادر إن تفجيرات لندن رسالة موجهة الى الولايات المتحدة من خلال إستهداف أبرز حليف إستراتيجيّ وسياسي لها، فضلا عن الدور الرياديّ سياسيا وعسكريا الذي تؤديه حكومة طوني بلير في أكثر من نقطة في العالم وتحديدا في أفغانستان والعراق.
أما المعطى الثاني، فتعتقد المصادر أن المعاني التي هدف اليها المخربون تتمثّل بتأكيد جدوى تهديدات "القاعدة"، التي توعّدت مرارا ضرب أوروبا، وهي نجحت حتى الآن مرتين، الأولى في مدريد والثانية في لندن.
وفي ما يتعلّق بالنتائج – وهي العنصر الأبرز – وصفتها المصادر بالـ "مفصلية"، معتبرة أن مرحلة ما بعد إعتداءات لندن ستكون شبيهة بمرحلة ما بعد الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001. من هنا لا يُستبعد أن توجّه أصابع الإتهام هذه المرّة الى إحدى الدول المصنفة بالـ "المارقة" وتاليا على المجتمع الدولي إنتظار رد الفعل أو الخطوة المقبلة.
وعن إختيار لندن هدفا لهذه العمليات، فتعزوه المصادر لأسباب عدة أبرزها أنها تشغل حاليا الرئاسة الدورية للإتحاد الأوروبي وتستضيف حكومتها قمة الثماني فضلا عن إختيارها الدولة المستضيفة للألعاب الأولمبية لسنة 2012 .
وتحذّر المعلومات، التي أوردتها "الحرة" من وقوع أوروبا ضحية إعتداءت أخرى، كونها الأقرب جغرافيا ًً الى الشرق الأوسط "الكبير" – الذي يمتد الى حدود باكستان-، إضافة الى أنها القارة الأكثر إحتواء ً للجماعات الإسلامية الراديكالية والتي تقدّر الإستخبارات الأميركية أنصارها بالملايين، موزّعين في ألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وخصوصا في بريطانيا.
وتحدثت معلومات وثيقة بمكافحة الإرهاب، أن يكون نوع المتفجرات الذي إستُعمل في إعتداءات لندن اليوم – ودائما وفق معطيات غير نهائية – من نوع SENTEX وهو من فصيلة متفجرات الـ HMX البلاستيكية والذي يحتوي على مكوّنات غازية شبيهة بتلك التي إستعملت في تفجير طائرة الـ PANAM عام 1988.
وفي خطوة هي الأولى منذ إعتداءات الحادي عشر من سبتمبر، أعلنت قيادة سلاح الطيران الأميركي رفع حال التأهب في قواعدها في أوروبا من درجة BRAVO الى CHARLY، وهذا يعني عسكريا وضع أسراب الطائرات على شتى أنواعها في حال تأهب قسوى تحسبا لمهمة طارئة قد تُستجد في أي لحظة.