الخرطوم : عاد الزعيم السابق للمتمردين الجنوبيين في السودان جون قرنق اليوم الجمعة الى الخرطوم بعد غياب دام 22 عاما، تطبيقا لاتفاق السلام التاريخي الذي وقع في كانون الثاني/يناير الماضي بين السلطات السودانية والمتمردين الجنوبيين.
ومن المقرر ان يقسم قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان اليمين الدستورية السبت كنائب للرئيس على ان يعمل جنبا الى جنب مع عدو الامس الرئيس السوداني عمر حسن البشير.
وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه كان في استقبال قرنق في مطار العاصمة الى جانب نحو مئة شخص شاركوا في استقبال الزعيم الجنوبي.
ووصل قرنق ترافقه زوجته ربيكا وضربت قوات الامن طوقا حول المكان وابعدت انصار قرنق عن المطار.
وتوجه بعدها قرنق مع الوفد المرافق له الى مقر الرئيس السوداني للالتقاء به وبقيادات حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وبعد لقائه البشير يتوجه قرنق الى الساحة الخضراء في قلب العاصمة حيث سيلقي كلمة امام تجمع شعبي يضم مئات الاف الاشخاص. وبث التلفزيون الرسمي دعوات الى السكان للتجمع في الساحة المذكورة لاستقبال قرنق.
ورفعت في شوارع العاصمة صور ضخمة لقرنق (60 عاما) واعلام بالوان الحركة الشعبية.
وتكرس عودة قرنق الى الخرطوم بداية مرحلة جديدة في عملية السلام بعد حرب دامية اودت بحياة نحو مليون ونصف مليون شخص وادت الى نزوح نحو اربعة ملايين اخرين.
وكتب على لافتات الترحيب بقرنق "اهلا بالدكتور قرنق" و"نعم للعدالة الاجتماعية" و"نعم للحرية". كما شوهدت سيارات رسمية وقد علقت على زجاجها صور قرنق.
واكد نحو 12 رئيس دولة وحكومة مشاركتهم السبت في احتفال تادية قرنق لقسم اليمين كنائب للرئيس والذي يتزامن مع رفع حالة الطوارىء في البلاد بعد فرضها طيلة 16 عاما واطلاق سراح السجناء السياسيين.
وسيكون في طليعة الحضور الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية روبرت زوليك.
وبعد ان يتسلم قرنق مهامه كنائب للرئيس تبدا رسميا الفترة الانتقالية من ست سنوات حسب اتفاقات السلام الموقعة بين الطرفين في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي في نيروبي.
وفي نهاية هذه الفترة يختار سكان الجنوب عبر استفتاء ما اذا كانوا يريردون الاستقلال او البقاء في اطار سودان موحد.
وكان النواب السودانيون اقروا الاربعاء الدستور الجديد الذي ينص على اجراء انتخابات عامة خلال السنة الرابعة من الفترة الانتقالية.
الا ان الحكومة المركزية في الخرطوم لا تزال تواجه اضطرابات اكان في شرق البلاد او في الغرب حيث ولاية دارفور.
- آخر تحديث :
التعليقات