سنغافورة: يعتبر المحللون ان قدرة شبكة القاعدة على التاثير على المتطرفين وتوجيههم في العالم تعززت خلال السنوات الماضية بسبب الحرب على العراق، رغم الضربات التي تلقتها بنيتها التنظيمية.

ونجحت القاعدة في اجتذاب مجموعات تتحرك بالطريقة نفسها رغم اضعاف هذه الشبكة بعد القاء القبض على العديد من المسؤولين فيها منذ الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.

ويعتبر الخبير الامني في معهد الدفاع والدراسات الاستراتيجية في سنغافورة اندرو تان ان "الخطر لم يعد محصورا في القاعدة". ويضيف "اصبح الخطر ايديولوجيا اكثر شمولية مع ظهور مجموعات متمركزة في اماكن محددة اعتنقت ايديولوجية القاعدة واتبعت طريقة عملها".

ويقول زكاري ابوزا الخبير في المعهد الاميركي للسلام ان منفذ الاعتداءات في لندن هو على الارجح خلية مستقلة متاثرة بشبكة القاعدة. ويتابع قائلا ان "هؤلاء الاشخاص ينتمون على الارجح الى شبكة مهمشة ومعزولة تتكون من افراد الجالية المحلية وتعمل بشكل مستقل".

ويعتبر هذا الخبير ان العالم يواجه اليوم نموذج "الحادي عشر من آذار/مارس"، اشارة الى المجموعة الصغيرة التي وضعت عشر عبوات في مدريد في الحادي عشر من آذار/مارس 2004 ادت الى مقتل 191 شخصا. ويؤكد ان "خلية مدريد اصبحت قادرة على التحرك في اقل من سنة. وبحسب معلوماتي، فان القاعدة لم تنظم هذه الخلية ولم تمولها بل كانت فقط مصدر الهامها".

ويقول ان هذه الخلية "جيشت عناصرها من خلال التحريض على كره الغرب ورفض لما يعتبر احتلالا للاراضي المسلمة من قبل الغرب". ويضيف ان عدد هذه الخلايا يزداد انما يصعب جدا تقديره، ويؤكد ان اسامة بن لادن، اينما اختبأ، ما زال يتمتع بقدرة واسعة على توجيه الحركات الارهابية والتاثير عليها .

ويقول زكاري ابوزا "اعتقد ان القاعدة اثبتت فعلا انه يمكن لعدد صغير من الاشخاص ضرب العدو بامكانيات مادية محدودة وبايمان وقناعة وتنظيم كبير".

وقد يكون تم اضعاف بن لادن حاليا وهو اكثر رجل مطلوب في العالم . لكن الباحث يؤكد ان "ما يقوله يتحقق دائما."

ويقول "عندما دعا (بن لادن) الى الجهاد في العراق، لم يحدث ذلك فورا لكنه حدث فعلا. وعندما دعا الى ضرب المصالح الاقتصادية حصل ذلك بالفعل. وعندما يسمي الدول المستهدفة، يتم الاعتداء عليها".

ويتفق الخبيران على القول ان الحرب على العراق ساهمت كثيرا في تشجيع الارهابيين في كل انحاء العالم.

ويقول اندرو تان ان القاعدة لم تكن بحاجة حتى لاقناع المسلمين بالتمرد: "الولايات المتحدة اجتاحت ارضا مسلمة وبالتالي دخلت في لعبة بن لادن".

ولا احد يعرف ما يخبئه المستقبل خصوصا ان العراق يشكل ارضا اكثر خصوبة من افغانستان لولادة ارهابيين جدد بسبب تدفق المقاتلين الاجانب لمحاربة المحتل الاميركي. وهم مدعوون الى نشر مفاهيمهم في العالم اجمع بعد تراجع المعارك في العراق.

ويقول ابوزا "في افغانستان، كانوا يتصرفون كرجال حرب عصابات، اما في العراق، فاصبحوا ارهابيين متخصصين في حرب المدن".

ويختم اندرو تان "في السنوات المقبلة، سيتبين لنا شيئا فشيئا تاثير اولئك الذين اتوا للقتال في العراق. وبالطبع فان النتيجة ستكون خطرا شاملا على المدى الطويل من شأنه تعزيز القدرة على القتل".