سلطان القحطاني من الرياض: ووري جثمان الراحل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز الثرى بعد عصر (الثلاثاء) في مقبرة العود ،في مراسم تشييع شارك فيها جموع من المواطنين السعوديين يتقدمهم أخيه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

وأهال المشيعون التراب على قبر الراحل تحت حرارة الشمس القائظة التي حاولوا إتقائها بالمظلات الواقية، في الوقت الذي انتهت فيه مراسم الدفن البسيطة دون مناحٍ إستعراضية كالتي تتبع جنازات الحكام الآخرين، وهو تقليد سعودي محافظ تلتزم به الأسرة المالكة منذ اكثر من نصف قرن.

ودفن خامس الملوك السعوديين في مقبرة العود في الجزء المخصص للعائلة السعودية المالكة، سواءً أكانوا ملوكاً أو أفراداً، ولم يحوِ قبره أي مشاهد تختلف عن القبور الأخرى للمواطنين السعوديين.

وأنهى السعوديون يتقدمهم ملكهم الجديد الصلاة على العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز رفقة الوفود العربية التي شارك رؤساائها في أداء الصلاة،وخرج جثمان الفقيد إستعداداً لدفنه في مقبرة العود.

وظهرت علامات الحزن على محيا الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي أدى صلاة العصر متكأ على كرسي أحضر له،بينما توالت إطراقاته الحزينة على وفاة أخيه الملك الراحل،قبل تأدية صلاة الميت وبعدها.

وكان الأميران محمد بن فهد وعبدالعزيز بن فهد يرافقان نعش أبيهما قبل دخوله إلى المسجد للصلاة عليه، انضم إليهما الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، والأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز.

هدت مقبرة العود منذ ساعات توافداً من قبل مواطنين سعوديين يريدون المشاركة في دفن ملكهم الراحل، برفقة أعضاء الأسرة الحاكمة، الذين تناوبوا على حمل جثمان الفقيد قبيل التوجه به إلى مثواه الأخير، ملفعاً بعبائته التي كان يلبسها مؤخراً.

ووصل سابقاً جثمان الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز قبل قليل إلى جامع الأمام تركي بن عبدالله وذلك تمهيداً للصلاة عليه بعد تأدية فريضة صلاة العصر،ونقله إلى مثواه الأخير في مقبرة العود،وذلك في غضون الساعتين المقبلتين.

وكان جثمان الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز قد غادر قبل ذلك المستشفى التخصصي في موكب يحوي سيارات عدة، متوجها نحو الجامع الكبير بجوار قصر الحكم،حيث سيتم غسله،ومن ثم الصلاة عليه،قبل التوجه إلى مثواه الأخير في مقبرة العود،حيث سيواري جثمانه الثرى هناك.

وضربت قوات الأمن السعودية طوقاً أمنياً محكماً حول الجامع الكبير، جامع الأمام تركي بن عبدالله، تحضيراً لتسيير الجنازة بسلاسة، بعيداً عن الإكتظاظ المتوقع نتيجة توافد زعماء ورؤساء وفود دولية وعربية، وجمعاً من المواطنين الذين يريدون الصلاة على فقيدهم.

إلا أنه لن يكن بوسع جموع المواطنين الصلاة في الجامع على الرغم من بدء توافدهم منذ اللحظة إلى موقع قصر الحكم، وسيكون بمقدورهم تأديتها خارجاً نظراً لأن السعة الإستيعابية للجامع لن يكون بمقدورها تلبية العدد الهائل من الحضور.

وستؤدي جميع المناطق السعودية صلاة الغائب على الفقيد.ومازالت العاصمة الرياض تستقبل ضيوفها الحزانى من رؤوساء الدول الذين أتوا للتعزية، إذ احتشد مطار الرياض بالطائرات التي تحاذي أولاها تاليها، والتي تقل المعزين ووفودهم.

ووصل وفدان عراقيانفي وقتين متتابعين، ضم الأول رئيس الجمهورية العراقية جلال ا لطالباني، وضم الوفد الثاني نائب رئيس جمهورية العراق الشيخ غازي الياور. كما وصل الرئيس المصري حسني مبارك.

ووصل الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية، ووصل الى الرياض قبل قليل الأمير رشيد بن الحسن الثاني والوفد المرافق له، والرئيس الهام عالييف رئيس جمهورية أذربيجان ورئيس الوزراء بجمهورية العراق الدكتور ابراهيم الجعفري والوفد المرافق له.

كما ووصل دولة نائب رئيس جمهورية السودان علي عثمان طه والوفد المرافق له،و وصل جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والوفد المرافق له.وكان الرئيس حامد كرزاي رئيس جمهورية أفغانستان وصل، ونائب الرئيس الأندونيسي يوسف كالا والوفد المرافق له، كما وصل السلطان حسن بلقيه سلطان بروناي والوفد المرافق له .

وصل الرئيس معاوية ولد الطايع رئيس الجمهورية الموريتانية والوفد المرافق له، كما وصل الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين والوفد المرافق له، ووصل الرئيس عدنان ترانتيف رئيس جمهورية البوسنة والهرسك والوفد المرافق له، كما وصل الريئس عياض الدين أحمد رئيس جمهورية بنجلاديش والوفد المرافق له.

تستمر السلطات الأمنية السعودية في فرض التعزيزات برجال الأمن السعوديين منذ وقت مبكر من فجر اليوم، لضمان نسبة أمن كبرى للوفود الرئاسية القادمة، خصوصاً في ظل الإزدحام الكبير المتوقع خلال التشييع وتأدية البيعة للملك الجديد غداً.

وكان السواد على الصفحات الأولى السمة المشتركة للصحف الصادرة صباح اليوم(الثلاثاء) وعليها صور للعاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز. واحتلت هذه الصور المطبوعة على ورق صقيل، أماكن بارزة من سيارات السعوديين.

وعلى الرغم من مشاعر الحزن التي تغمر السعوديين إلا ان الحياة بدأت تعود لطبيعتها في السعودية،وشهدت الدوائر الحكومة نسبة اقبال طبييعة من قبل موظفيها،الذين لم تسجل حالات تغيب بحقهم،ولم يتم أيضاً إلغاء حجوزات سفر.

ولكن كثيرا من السعوديين بدأوا هجرة معاكسة للعودة إلى بلادهم إثر ساعات قلائل من إعلان وفاة الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز،وأغلبهم مسؤولون سعوديون كانوا يهمون بقضاء إجازاتهم السنوية،ولكنهم قطعوها للمشاركة في التشييع.

ومازالت قوافل الزعماء ووفودهم تتوالى في الوصول إلى العاصمة الرياض حتى الآن.

* الصور خاصة بإيلاف