الرئيس اللبناني يهاجم إيلاف ويصرّ على الحكم
مكتب لحود: هذه النشرة تختلق الاخبار

فداء عيتاني من بيروت: كذب رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود عبر مكتب الاعلام في الرئاسة ما ورد في إيلاف مساء الاربعاء من معلومات حول مفاوضته الولايات المتحدة الاميركية للحصول على ضمانات تعفيه من الاتهام في جريمة اغتيال الرئيس الاسبق للحكومة رفيق الحريري في مقابل انسحابه من سدة الرئاسة واخلائه لمقعد رئاسة الجمهورية ولقصر بعبدا قبل انتهاء الفترة الممددة من حكمه والتي يفترض ان تستمر لعامين اخرين. واتهم الرئيس اللبناني إيلاف باختلاق المعلومات وبالكذب في الوقت الذي تعيد إيلاف التأكيد على ما جاء في سياق تقريرها من معلومات.

ويتعرض نفي رئاسة الجمهورية إلى إيلاف بالاتهامات، اضافة إلى اوصاف لا يصح صدورها عن موقع يشكل بالنسبة للبنان واللبنانيين مقاما فوق النزاعات والمهاترات السياسية الضيقة، كما انه يمثل البلاد وهو يفترض ان يكون الضنين على الدستور اللبناني الذي يكفل حرية الرأي، كما انه هو الحكم لا الخصم، علما انه في الرد على إيلاف تعرض إلى عدد من الشخصيات اللبنانية تلميحا، كما إلى وسائل اعلامية لبنانية بالاسم، مما يكاد ينفي عن مقام الرئاسة المصان دستوريا (وطائفيا) احدى اهم صفاته وميزاته.

وان كان الرد على إيلاف استدعى التشهير بمن يقيمون في الفنادق، علما ان زوجة الرئيس، وبحسب المعلومات المتوافرة لإيلاف، وبحال حصول الرئيس اميل لحود على الضمانات الاميركية اللازمة، لن تكون بعيدة عن مصير من يقطنون حاليا في الفنادق، وحيث سيبدو المشهد اقرب إلى لعبة الكراسي الموسيقية، حيث وجود قتلة رفيق الحريري احرارا يمنع الكثير من القيادات السياسية من السكن في منازلهم، ويجعلهم "يختارون الفنادق الفاخرة للاقامة فيها" بحسب تعبير بيان المكتب الاعلامي، في وقت لم يعد يتوفر فيه في بلادهم الامن الضروري الذي يسمح لهم بالسير على الطرقات.وستستكمل لعبة الكراسي الموسيقية حين يغادر الرئيس الحالي سدة الرئاسة ويوضع المتورطون في مقتل رفيق الحريري في السجن مما سيستح لمن هم حاليا اسرى الفنادق او اسرى منازلهم من السياسيين اللبنانيين الخروج الى العلن والعودة الى البلاد والتجول بحرية في وطنهم.

وان كان شعار العهد الذي مدد له الرئيس السوري بشار الاسد من ولايته ثلاثة اعوام اضافية، هو "الامن ممسوك" فان الامن الممسوك ادى إلى وقوع عمليات تفجير، ربما هي من ضرورات الامساك بالامن، طالت وزراء وروساء وحزبيين وصحافيين، من مروان حمادة إلى رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي، اضافة إلى ان الجيش اللبناني صار يعثر على العبوات هنا وهناك، عداك عن خمسة تفجيرات طاولت المناطق المسيحية من بيروت وجبل لبنان. ليكون معها شعار العهد هو" الامن ممسوك لولا ان هناك رزالة من البعض". علما ان التحقيقات في تفجيرات معينة اظهرت نتائج مدهشة للغاية على هذا الصعيد.

النفي

وجاء في النفي الذي وزعه مكتب الرئيس حرفيا كما ورد في الوكالة الوطنية للاعلام (التابعة لوزارة الاعلام اللبنانية) "صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي:" بثت نشرة "إيلاف" وعممت محطة تلفزيون " المستقبل" مساء اليوم (الاربعاء) معلومات كاذبة ومختلقة درجت هذه النشرة على ترويج مثيل لها خلال الاونة الاخيرة، تحدثت فيها عما سمته " ضمانات اميركية " لرئيس الجمهورية العماد اميل لحود قبل تركه منصبه، اضافة الى روايات مختلقة اخرى. ان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية اذ ينفي نفيا قاطعا كل ما ورد في هذه المعلومات الكاذبة، يلفت الرأي العام الى ان نشرة "إيلاف " عمدت في الاونة الاخيرة الى اختلاق اخبار وروايات لا اساس لها من الصحة بطلب من جهات سياسية لبنانية معروفة تتولى وسائل اعلامها توزيعها على مؤسسات الاعلام اللبنانية المرئية والمسموعة والمقروءة. واذا كان من غير المستغرب ان تروج هذه النشرة لمثل هذه الاخبار للاسباب المشار اليها اعلاه، فانه من المؤسف ان تعمد محطة " تلفزيون المستقبل " إلى تسويق هذه الأكاذيب من دون ان تكلف نفسها عناء التأكد من صحتها من المرجع المختص في رئاسة الجمهورية، مما يطرح اكثر من علامة استفهام حول الاسباب والدوافع، ناهيك عن الأصول المهنية التي لا يجوز في اي حال من الاحوال، تجاهلها احتراما للرأي العام قارئا كان او مشاهدا او مستمعا. في اي حال فان مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية يؤكد ان رئيس الجمهورية ملتزم احترام قسمه الدستوري وتحمله مسؤولياته حتى نهاية ولايته، ولا هو ولا اي من افراد عائلته يرضى عن وطنه بديلا للاقامة فيه، ويا ليت الاخرين يحذون حذوهم فلا يختارون الفنادق الفاخرة للاقامة فيها تحت ذرائع مختلفة بدلا من البقاء في وطنهم وبين ابناء شعبهم".

وطبعا يلمح رد مكتب الرئيس اللبناني الى مجموعة من السياسيين المعارضين لحكمه، والذين استدعت ظروفهم الامنية الخروج من لبنان وربما اولهم نجل الرئيس الحريري، رئيس الكتلة البرلمانية الاكبر في مجلس النواب النائب سعد الحريري، اضافة الى عدد كبير من السياسيين اللبنانيين الذين حصلوا على وقائع تفيد بتهديدهم مباشرة من قبل قتلة الرئيس الحريري.

اضف الى ان رد مكتب الرئيس يذكر بنفي مكتب الرئيس السوري بشار الاسد، حيث تم نفي معلومات إيلاف حول عدم ذهاب الرئيس السوري الى نيويورك، وهو ما عاد واعلنه القصر الرئاسي السوري هذا المساء رسميا.

يذكر بان القصر الجمهوري اللبناني سبق ومنذ اعوام عدة ان نفى معلومات لإيلاف حول توقيع لبنان رسميا، وبشخص رئيسه اميل لحود على وثيقة الامم المتحدة حيث يعترف لبنان فيها بان القرار 425 القاضي بانسحاب اسرائيل من كل الاراضي اللبنانية قد تم تنفيذه بالكامل، وهو ما عاد على لبنان والمقاومة فيه بمشكلة قانونية كبيرة، حيث اعتبرت المقاومة غير مشروعة طالما ان لبنان الرسمي يعترف بانسحاب اسرائيل الكامل من اراضيه.وأدّى اعتراف لبنان عبر رئيسه بالانسحاب الإسرائيلي الكامل في ما أدى اليه الى صدور القرار الدولي الرقم 1559 الذي يرفضه الرئيس في كل مناسبة.

وخاض القصر الجمهوري في حينه حملة لتكذيب الخبر علما ان صورة الوثيقة نشرتها ايلاف ضمن الخبر حينها. بما يذكر بالحملة التي يقوم بها القصر الرئاسي في بعبدا الليلة لتكذيب معلومات ايلاف.

وكانت إيلاف سبق ونشرت الموضوع التالي الذي اثار مقام رئاسة الجمهورية في لبنان واستدعى الرد السالف:

لحود يريد ضمانات أميركية

إيلاف من باريس وبرلين وبيروت : قالت مصادر لبنانية، تراقب عن كثب تصرفات كبار المسؤولين لإيلاف إن الرئيس إميل لحود، الذي ما زال يدرس جدوى مشاركته في دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بعث برسالة غير مباشرة الى الادارة الأميركية فحواها أنه على استعداد لترك منصبه في حال حصوله على ضمانات أكيدة وواضحة بأنه لن يلاحق في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ويأتي هذا التطور في وقت تردد فيه ان عددا من المحققين الدوليين في فريق القاضي الالماني ديتليف ميليس اصبحوا في القصر الجمهوري للتحقيق مع عدد من موظفي القصر في حادث اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولم تستطع هذه المصادر تحديد رد الفعل الأميركي على عرض الرئيس اللبناني الذي تنتهي ولايته الممددة بعد سنتين من الآن، لكنها كشفت أنه بعث في الوقت ذاته بإشارات مماثلة الى البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير بغية التخفيف من لهجة بيان المطارنة الموارنة من التطورات الأخيرة ومن الرئيس شخصياً. ويبدو أن لحود نجح في ذلك الى حد ما.

وكشفت المصادر نفسها، وهي على اطلاع على ما يدور في أروقة القصر الجمهوري في بعبدا، أن المظاهر التي تشير الى اصرار لحود على التوجه الى نيويورك ، على الرغم من النصائح التي تدعوه الى العدول عن الرحلة، ترافقت مع اتخاذ زوجته السيدة أندريه ترتيبات للسفر الى لوس أنجليس والإقامة فيها في انتظار تطور الأوضاع في لبنان. وستمكث السيدة أندريه، وهي أرمنية، في لوس انجليس لدى مليونير ارمني يدعى ورطان بزديجيان. وتعتبر زوجة بزديجيان صديقة الطفولة للسيدة لحود. أما الرجل نفسه الذي تحوّل الى مقرب من الرئيس اللبناني، فهو يعمل في حقل بناء خزانات للوقود في دولة قطر.

وكان لافتا أن السيدة لحود ستأخذ معها الى لوس أنجليس كمية كبيرة من الأغراض بما يوحي بأنها تعد نفسها لإقامة طويلة خارج لبنان. كذلك كان ملفتا ان الرئيس لحود أصر على إدراج اسم مرافقها الشخصي العقيد وليد عبدالعال ضمن فريق مكلف التوجه الى نيويورك للإعداد للزيارة الرئاسية في حال حصولها. ويذكر ان شقيقا لوليد ينتمي الى تنظيم"الأحباش" خضع قبل أيام لاستجواب من لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري تركزت الأسئلة فيه على الاتصالات الهاتفية التي نشطت في الساعات القليلة التي سبقت تفجير موكب الحريري.
ويضم الوفد المقرر أن يتوجه غداً الى نيويورك من بيروت للتحضير لزيارة الرئيس لحود كلاّ من العقيد فادي غريب والمقدم سليم فغالي والمقدم رياض طه والنقيب جورج درزي. وقد طلب القصر الجمهوري من وزارة الخارجية اللبنانية تحمل كل نفقات السفر والإقامة لأعضاء الوفد.