إيلاف تستعرض الآراء لغياب البلدوزر
مشاعر الفلسطينيين تترنح بين الارتياح والتخوف لغياب شارون

سمية درويش من غزة : في استعراض لـ(إيلاف) ، حول مشاعر ومواقف الفلسطينيين من غياب ارييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي ، عن الخارطة السياسية الإسرائيلية وما ستؤول إليه الأمور في الساحة الفلسطينية ، لاسيما وان شارون صاحب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ، والحائز أيضا على سجل تاريخي حافل بالجرائم التي ارتكبها ضد الشعب الفلسطيني على مدار سنوات من الزمن. على الصعيد الشعبي ، بدا الفلسطينيون منقسمون بين الارتياح من غياب شارون الذي جسد القتل والاستيطان في أذهانهم ، ومتخوفين من وصول زعيم أكثر تطرفا لسدة الحكم في إسرائيل ، في حين تمنت قيادتهم في السلطة الوطنية الشفاء العاجل للبلدوزر اليهودي.

ورحبت أم الشهيد محمد البوجي في العقد الخامس من عمرها ، برحيل شارون عن الخارطة السياسية ، موضحة بان صواريخ شارون قتلت ابنها دون أي ذنب . وتمنت المواطنة الفلسطينية بان يصل لسدة الحكم في إسرائيل رجل يحب السلام ويعترف بحقوق الشعب الفلسطيني لإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف. بينما أعرب المواطن أبو احمد عن تخوفه من وصول زعيم أكثر تطرفا من شارون لرئاسة الوزراء ، لافتا إلى ان شارون رغم جرائمه إلا انه استطاع ان يجبر إسرائيل على الخروج من قطاع غزة . أما المنظمات الفلسطينية والصعيد الرسمي ، فمنهم من أعرب أيضا عن ارتياحه ، ومنهم من أشار إلى أن الأوضاع ستنقلب رأسا على عقب وستنعكس على السلطة الوطنية. وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، في بيان أرسلته لـ(إيلاف) ، بان شارون جلب الكوارث ونهر الدماء للفلسطينيين والإسرائيليين، وبقي طوال حياته رجل الحروب والدمار على مصر ولبنان وسوريا ، موضحة بان تاريخ شارون العدواني لا يشير أنه كان يوما رجل سلام.

وأكدت بان السلام الشامل المتوازن ، ووقف الحروب ودوامة العنف تتطلب قرارات إسرائيلية بالنزول عند الشرعية الدولية وتنفيذها، وهذا ما تنكر له شارون حتى يومنا.

رأسا على عقب

فيما رأت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ، بان العالم سيكون أفضل بدون شارون ، وان ما يجري لشارون يمثل قدر الله في الطغاة والأشرار والمنطقة ستكون أفضل من دون شارون والعالم على وشك ان يتخلص من احد ابرز قادة الشر في العالم. ويأتي غياب شارون عن الساحة السياسية ، والشعب الفلسطيني على أعتاب انتخابات تشريعية خلال الأسابيع القادمة ، حيث سيؤثر غيابة على بوصلة الخارطة السياسية ، وخصوصا ان الأمور مرشحة للانهيار قبل مرض شارون. وبدورها تتابع السلطة الفلسطينية عن كثب كل التفاصيل الواردة حول صحة شارون وتدرس بعمق النتائج المحتملة لمثل هذا الوضع الإسرائيلي الجديد والخطير على الوضع الفلسطيني ، حيث أكد عزام الأحمد عضو المجلس الثوري لحركة فتح ، أن غياب شارون عن الساحة السياسية الإسرائيلية سيقود إلى تحالفات سياسية جديدة ، بينما قال د. صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين بان الأوضاع ستنقلب راس على عقب وستنعكس على السلطة الفلسطينية.

حماس تحذر القيادة

كما ذكرت حماس في بيان تلقت (إيلاف) نسخة منه، بأنه يجب أن لا ينسى العالم أن شارون احترف القتل والإجرام بحق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وأنه مسؤول عن مجازر إبادة جماعية ضد شعبنا لعل أبرزها مجزرتي صبرا وشاتيلا ومخيم جنين. وأكدت حماس إن أي تغيير في الكيان الصهيوني يجب أن تتم قراءته بدقة ، معربة عن أملها بان لا يندفع البعض لقراءته بشكل غير موضوعي كما حصل في حالات عديدة سابقة. وشددت على ضرورة ان يكون قادة الشعب الفلسطيني حذرين من أن يدفع الشعب الفلسطيني ثمن هذا التغيير ، لأن أي بديل عن شارون سيسعى لإثبات أهليته من خلال مزيد من العدوان على الشعب.

الجهاد مرتاحة

من جهتها أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن المقاومة الفلسطينية مستمرة ، ما دام الاحتلال باق ، موضحة أن مشروع المقاومة غير مرتبط برحيل شارون أو بقائه في سدة القرار الصهيوني. وأوضح خالد البطش احد قادة الجهاد في تصريح صحافي ، quot;أن ما حصل للمجرم سفاح صبرا وشاتيلا ومرتكب مجزرة جنين هو أن الله تعالى قد سأم منه ومن جرائمه فأراد أن يريح البلاد والعباد منه ، حيث أمد الله شعبنا بوسائل أسرعت في القضاء عليه quot;. ويشار إلى ان جميع صلاحيات شارون نقلت بعد تدهور صحته إلى نائبه وزير المالية إيهود أولمرت الذراع الأيمن والذي يعتبر من أكبر المقربين لشارون.
وكان أولمرت البالغ من العمر 61 عاما ، قد أبدى كامل الدعم لخطة شارون للانسحاب من قطاع غزة ، كما أنه وقف إلى جانب شارون في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عندما ترك حزب الليكود اليميني لإنشاء حزب كاديما المحسوب على تيار الوسط الصهيوني.