خدامواثق من أنالسوريين سينتفضون لإنهاء نظامهم الأمني
الأسد يهاجم نائبه السابق ويتهمه بالتخطيطضد الوطن
القاهرة:نفى الرئيس السوري بشار الاسد اتهامات نائبه السابق عبد الحليم خدام بانه هدد رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري قبل اغتياله. في المقابل، انتقدخدام في مقابلة خاصة مع quot;العالم الآنquot; النظام السوري واتهم الأسدوإميل لحود بالعمل على إخضاع لبنان لسيطرة الأجهزة الأمنية
والتصريحات التي ادلى بها الاسد لصحيفة الاسبوع المصرية هى اول رد للرئيس السوري على الهجوم الذي شنه عليه خدام الشهر الماضي. ونفى الاسد في وقت سابق نفس الاتهامات عندما ساقها اخرون. واتهم الاسد خلال المقابلة خدام المقيم حاليا في باريس بانه كان ضالعا في quot;مخططquot; ضد سوريا قبل استقالته في يونيو حزيران وألمح ايضا الى انه كرئيس لسوريا يتمتع بالحصانة من المثول امام الفريق الدولي الذي يحقق في واقعة اغتيال الحريري في فبراير شباط.
وعندما سئل عن اتهامات خدام بانه هدد الحريري قال الاسد quot;هذا امر لم يحدث. الهدف من ترويج هذه الادعاءات هو ربط التهديد بعملية الاغتيال. واللعبة واضحة.quot;
وقال الاسد في المقابلة التي حصلت رويترز على نسخة منها قبل نشرها في طبعة الاثنين القادم بصحيفة الاسبوع quot;اود ان اقول هنا ان اللقاء الاخير بيني وبين الحريري لم يحضره احد سوانا فمن اين جاءوا بهذه الادعاءات.quot;
وطلب فريق الامم المتحدة الذي يحقق في اغتيال الحريري مقابلة الاسد ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع. وقال دبلوماسيون يوم الاربعاء ان سوريا وافقت على استجواب الشرع وتبحث موقفها بشأن الاسد.
وقال الاسد ان سوريا عبرت في السابق عن استعدادها للتعاون مع التحقيق اذا كان الطلب يستند الى quot;قاعدة قانونيةquot;.
وقال الاسد في المقابلة التي اجراها معه مصطفى بكري رئيس تحرير صحيفة الاسبوع quot;هذا الطلب ليس هو الطلب الاول. هناك طلب سابق.. عندما طرحت اللجنة ان تأتي الى سوريا في نهاية الصيف الماضي لتستمع الى شهود سوريين كما اسموهم. وفي هذا الوقت طلبوا اللقاء مع الرئيس بشار ورئيس الجمهورية لديه حصانة دولية.quot;
وقال الاسد انه في المرة السابقة دعت سوريا اللجنة quot;لزيارة دمشق وتوقيع بروتوكول مع اللجنة يحدد الية التعاطي مع سوريا على كل المستويات.quot;
وكان خدام قد هاجم الاسد في مقابلة تلفزيونية واتهمه بتهديد الحريري ثم كرر هجومه خلال حديث صحفي نشر يوم الجمعة.
وابلغ خدام الذي كان مساعدا مقربا من الزعيم السوري الراحل حافظ الاسد وموضع ثقته على مدى نحو 30 عاما صحيفة الشرق الاوسط ومقرها لندن انه يعمل من اجل اسقاط الحكومة السورية.
وعندما سئل هل كان خدام يعمل ضد سوريا قبل تنحيه عن منصبه قال الاسد quot;باعتقادي انه ضالع في المخطط من قبل وهو طرف اساسي فيه ولكن ليس لدينا تفاصيل محددة حتى الان.quot;
ولم تذكر الصحيفة الموعد الذي اجريت فيه المقابلة لكنها قالت انها جرت في دمشق.
خدام: أنا واثق من أن الشعب السوري سينتفض لإنهاء النظام الأمني
وقال خدام: تخليت عن الملف اللبناني منذ اختيار العماد إميل لحود رئيسا للبنان، لأنني كنت أعترض عليه باعتبار أن الحياة السياسية في لبنان والمجتمع اللبناني لا يحتملان رئيسا عسكريا. جاء العماد لحود وفي ذهنه أن يكون رئيسا كما هو الرئيس في سوريا.
في تلك الفترة استلم الرئيس بشار الأسد الملف اللبناني وعمل مع لحود على بناء النظام الأمني السوري-اللبناني المشترك. وعوضا عن تعامل دمشق مع السياسيين مباشرة أصبح التعامل مع السياسيين اللبنانيين عبر جهاز الأمن في عنجر. وبالتالي لبنان قطع أشواطا بعيدة كي يكون تحت حكم نظام أمني.
وردا على منتقديه في سوريا الذين يتهمونه بأنه كان جزءا من النظام الفاسد تحداهم بإبراز أية وثيقة تدينه، قال خدام: أتحدى أي مسؤول في الإدارة السورية الحالية أن يأتي بملف واحد يكون لأحد أولادي أي علاقة به. أنا كنت في القطاع السياسي ولم أكن في قطاع السلطة التنفيذية، والفساد يكون في الوزارات التي تبرم العقود والمناقصات. أتحداهم أن يأتوا باسم شركة واحدة لها علاقة بالدولة السورية ولأحد أولادي علاقة بها.
هذا جزء من الافتراء لتشويه السمعة والسوريون يعرفون ذلك تماما.
كلهم يعرفون من كان وكيل الشركات التي نفذت المشاريع في سوريا كمحمد مخلوف ورامي مخلوف شريكي بشار الأسد ومحمد حمشو شريك ماهر الأسد وكمال الأسد وأولاد عمة بشار الأسد رياض بشاليش وزهير بشاليش، هؤلاء جميعا كانوا يستولون على المشاريع في الدولة. وأعتقد أن هؤلاء هم شركاء لبشار (الأسد) من جهة وجباة من جهة ثانية.
وأعرب خدام عن قناعته بأن الشعب السوري سينتفض على غرار الشعب اللبناني، وأضاف: لقد دفع اللبنانيون الذين عارض بعضهم أو استطاع أن يعارض ثمن هذه المعارضة لأنهم قالوا لا للنظام الأمني السوري-اللبناني. وقد أدى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري إلى انتفاضة اللبنانيين من أجل إنهاء هذا النظام الأمني في لبنان. وأنا واثق من أن الشعب السوري سينتفض لإنهاء النظام الأمني في سوريا لأنه إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر، وإرادة الشعوب هي أقوى من كل شيء.
ونفى نائب الرئيس السوري السابق سعيه ليكون بديلا للرئيس السوري بشار الأسد، وقال: أنا لا أبحث عن ذلك أبدا. ليس الموقع هو المهم، تبوأت مواقع رفيعة لفترة طويلة من الزمن. إن ما يهمني هو خلاص سوريا.
وقد بذلت كثيرا من أجل بلدي ولا أستطيع أن أنام إلا وأفكر بمستقبل سوريا ومستقبل السوريين الذين فقدوا البسمة، الذين يتطلعون الآن بكثير من الأمل إلى الإنتقال إلى مرحلة جديدة حتى تستطيع سوريا أن تستعيد مكانتها ودورها وأن يستعيد السوريون نشاطهم وقدراتهم في النهوض ببلدهم وفي التعاون مع أشقائهم في الدول العربية. وأكد خدام أنه يستمد قوته quot;من الله سبحانه وتعالى ومن الشعب السوري.quot;
من جهة أخرى، تحدث المعارض السوري رياض الترك لـquot;العالم الآنquot; مرحبا بتصريحات نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، إلا أنه نفى علمه بأي اتصالات له مع المعارضة. وقال: quot;أنا لا أعلم إذا كان الأستاذ خدام على علاقة مع المعارضة، لكني أرحب بأقواله وأقول له quot;صح النومquot;!
ولفت الترك النظر إلى أن الانتقال إلى صفوف المعارضة يترتب عليه عدد من الالتزامات تتعدى انتقاد السلطة، لافتا النظر إلى أن نائب الرئيس السوري السابق متهم بالفساد، لأن الفساد كان ملح هذا النظام.
وقال الترك إن أهم مواقف خدام هو انسحابه من مسؤولياته ضمن هذا النظام، كاشفا عن خشيته من أن يكون خدام يطرح نفسه بديلا للرئيس.
التعليقات