تناقض في مواقف واشنطن حيال الحركة المتشددة
أميركا تقاطع حلفاء quot;حماسquot; المسيحيين

أسامة العيسة من القدس: وصلت جانيت ميخائيل، المربية المتقاعدة، إلى رئاسة بلدية رام الله، بدعم من أعضاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ونافس ميخائيل على مقعد الرئاسة مرشح quot;فتحquot; الدكتور غازي حنانيا، لكن أصوات quot;حماسquot; في المجلس البلدي حسمت الرئاسة لمصلحتها. وميخائيل، الليبرالية التي حظيت في الانتخابات بدعم quot;الجبهة الشعبية لتحرير فلسطينquot;، ثاني رئيس بلدية لمدينة رئيسية في الضفة الغربية، يوصله تحالفه مع quot;حماسquot; إلى الرئاسة، فقبلها وصل مرشح quot;الجبهة الشعبيةquot; الدكتور فكتور بطارسة بالتحالف مع كتلة quot;حماسquot; إلى رئاسة بلدية بيت لحم المدينة المهمة للعالم المسيحي، لوجود كنيسة المهد فيها، والتي يعتقد أنها شيدت في المكان الذي شهد ولادة السيد المسيح.

وحسب قانون الانتخابات الفلسطيني، ومن ضمن كوتا، يجب أن يكون رئيسا بلديتي رام الله، وبيت لحم من المسيحيين.
ولم يمض وقت طويل على انتخاب ميخائيل لرئاسة بلدية رام الله، التي ينظر إليها كعاصمة سياسية للسلطة الفلسطينية، لتعرف إذا ما كانت الولايات المتحدة الأميركية اتخذت موقفا منها ومن مجلسها البلدي بسبب تحالفها مع quot;حماسquot;، فهي انتخبت في الجولة الأخيرة من الانتخابات البلدية التي جرت في الضفة الغربية في منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أما بطارسة فانتخب في أيار / مايو الماضي.
وتقاطع الولايات المتحدة بطارسة والمجلس البلدي لمدينة بيت لحم، الذي شكل أنصار حركة quot;حماسquot; الكتلة الأكبر فيه.

ورفضت القنصلية الأميركية في القدس المشاركة في حفل استقبال دعا إليه بطارسة، بينما شارك قناصل الدول الأخرى المعتمدون في القدس، وقالت الناطقة باسم القنصلية لصحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; الأميركية، أن لا اتصالات مع الدكتور بطارسة بسبب توجهاته السياسية وتحالفه مع حركة quot;حماسquot;.
وكان الهدف من الدعوة إلى حفل الاستقبال الذي دعا إليه بطارسة، هو توجيه تطمينات إلى الدول التي يمثلها القناصل، إلى وضع مدينة بيت لحم تحت قيادة مجلسها الجديد، وبأنها ستحافظ على طابعها المسيحي، وليحافظ على الدعم الذي تتلقاه مشاريع المدينة من هذه الدول، وآخرها مشروع لم يستكمل لمعالجة النفايات الصلبة بقيمة 4 ملايين دولار.
ويواجه بطارسة حملة مما يعتبره quot;صحافة صفراءquot;، واصدر بيانا ندد فيها بتقارير نشرتها صحف أميركية هاجمته لانه يدير quot;إحدى أقدس المدن لدى المسيحية، من خلال تحالف تسيطر عليه حماس الموضوعة على لائحة الإرهاب السوداء من الولايات المتحدة وأوروباquot;.

وقال بطارسة ان العمل داخل المجلس البلدي لا يتم على أساس سياسي، أو وفقا للانتماءات الحزبية، بل يرمي إلى خدمة المدينة وسكانها.
وبعد انتخابه جال بطارسة في دول عدة ، والتقى بابا الفاتيكان، وطمأنه إلى وضع بيت لحم، وزار مدنا ترتبط باتفاقات توأمة مع مدينة بيت لحم.
ونجح بطارسة وحركة quot;حماسquot; بتنظيم احتفالات مميزة بمناسبة أعياد الميلاد هذا العام، هي الأولى من نوعها منذ خمس سنوات.
وقال بطارسة quot;نحن أول مجلس منتخب منذ نحو 30 عاما، والناس توقعوا منا شيئا مميزا، وبالتعاون مع مؤسسات في المدينة استطعنا تنظيم احتفالات جميلة بعيد الميلادquot;.
وبالإضافة إلى ما يعتبر حملة في الخارج، خصوصا من داخل الولايات المتحدة الأميركية ضد بطارسة، واجه جملة من المشاكل الداخلية، كان اخرها سيطرة مجموعة من كتائب شهداء الأقصى على مبنى البلدية مطالبين السلطة بتحقيق مطالب لهم.

وقال بطارسة ان البلدية ليست طرفا في الخلاف بين كتائب الأقصى والسلطة، وأنها ليست العنوان لما حدث.
وتواجه حركة quot;حماسquot; المتحالفة مع بطارسة حملة هي الأخرى، وكانت وزعت في المدينة بيانات باسم منظمة غير معروفة أطلقت على نفسها اسم (حراس المهد) انتقدت الحركة واتهمتها بالسعي إلى اضطهاد المسيحيين، ولكن القوى والفعاليات في المدينة اعتبرت هذه البيانات مدسوسة وأجمعت على أن الاحتلال يقف خلفها .

ويبرر حسن صافي عضو بلدية بيت لحم وحركة quot;حماسquot; التحالف مع بطارسة بأنه quot;رجل مستقيم ونظيف اليد، ويحظى باحترام، ونحن نمد يدنا للتعاون مع أي شخص يريد أن يخدم الناسquot;.
وحصل صافي على أعلى الأصوات في الانتخابات التي جرت في أيار /مايو الماضي، ومن بينها أصوات مسيحيين، وتعرض للخطف من كتائب شهداء الأقصى، بعد مهاجمة منزله في شهر رمضان الماضي، وأطلق سراحه بعد تحمليه رسالة تحذير إلى quot;حماسquot; من الخاطفين.

ويعتبر الدكتور بطارسة ان الولايات المتحدة ستجد نفسها في موقف حرج في المستقبل، وان موقف المقاطعة لن يقتصر عليه، مشيرا إلى ان معظم البلديات الفلسطينية تضم أعضاء من حماس، أو ممثلين لها، ويسأل: هل ستقاطع أميركا كل هذه البلديات؟
ولاحظ المراقبون ما اعتبروه تناقضا في موقف أميركا بين مقاطعتها حركة quot;حماسquot;، ودعمها في الوقت نفسه مشاركة هذه الحركة الإسلامية الراديكالية في الانتخابات التشريعية التي ستجري في آخر كانون الثاني/ يناير الجاري.

وبدأ أمس الأربعاء مبعوثان من الإدارة الأميركية، زيارة لإسرائيل وللسلطة الفلسطينية، ويعتقد ان الولايات المتحدة ستمارس ضغوطا على إسرائيل للقبول بمشاركة quot;حماسquot; والمقدسيين في الانتخابات.