الأعرجي تحدثت لـ quot;ايلافquot; عن مأساة لاجئي مخيم أزنا
الرئاسة العراقية تسعى لانقاذ حياة 1007 لاجىء

أسامة مهدي من لندن : أكدت الرئاسة العراقية انها مهتمة بالاوضاع المأساوية التي يعيشها 1007 عراقيا من عرب واكراد الشيعة العراقيين في مخيم للاجئين في ايران منذ 24 عاما وتقديم المساعدة لهم لانقاذ حياتهم المهددة في ظروف شتائية قاسية ومحاولة اعادتهم الى بلدهم وذلك بعد اطلاقهم نداءات استغاثة تبنتها الدكتورة بيان الاعرجي رئيسة جمعية الاحسان الخيرية في لندن لدى كبار المسؤولين العراقيين في حين اعتبر المجلس العام للكرد الفيلية مبادرة الرئاسة غير كافية متهما وزيرة الهجرة والمهجرين بإنفاق خزينة وزارتها للتسوق لنفسها من مدينة مانشستر البريطانية .

أكدت الرئاسة العراقية انها مهتمة بالاوضاع المأساوية التي يعيشها 1007 عراقيا من عرب واكراد الشيعة العراقيين في مخيم للاجئين في ايران منذ 24 عاما وتقديم المساعدة لهم لانقاذ حياتهم المهددة في ظروف شتائية قاسية ومحاولة اعادتهم الى بلدهم وذلك بعد اطلاقهم نداءات استغاثة تبنتها الدكتورة بيان الاعرجي رئيسة جمعية الاحسان الخيرية في لندن لدى كبار المسؤولين العراقيين في حين اعتبر المجلس العام للكرد الفيلية مبادرة الرئاسة غير كافية متهما وزيرة الهجرة والمهجرين بإنفاق خزينة وزارتها للتسوق لنفسها من مدينة مانشستر البريطانية .

الاعرجي المقيمة في العاصمة البريطانيةوالتي قامت بزيارات ميدانية عدة الى ايران للاطلاع على احوال العراقيين اللاجئين هناك والذين يقيمون في 17 مخيما ووصل عددهم في عام 1991 الى حوالي مليوني لاجيء تحدثت لـ quot;ايلافquot; اليوم عن مأساة الف وسبعة عراقيين يعيشون في ظروف قاسية بمعسكر ازنا (600 كم شمال شرق ايران) تحت درجات حرارة قارسة وصلت الى 35 تحت الصفر في منطقة جبلية وعرة يقيمون فيها منذ 24 عاما وقد اوقفت الامم المتحدة المساعدات الانسانية التي كانت تقدم لهم .. فأشارت الى ان السلطات الايرانية قامت بعد تصاعد اعداد العراقيين اللاجئين الى ايران بتوزيعهم على معسكرات تنتشر داخل الاراضي الايرانية وخاصة بعد الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السابق صدام حسين في اذار (مارس) عام 1991 اثر هزيمته في حرب الكويت وانسحاب القوات العراقية منها بشكل غير منظم .
واضافت الاعرجي ان معسكر ازنا يتصف بظروف لاجئيه القاسية جدا وعدم تمكنهم من توفير احتياجات معيشتهم وخاصة متطلبات التدفئة في برد الشتاء القارس وعدم تمكنهم من العودة الى بلدهم وقالت ان النظام السابق كان هجر سكان المخيم ومعظمهم من الاكراد الشيعة الذين يطلق عليه quot;الفيليةquot; بداية ثمانينات القرن الماضي حيث جمعهم في شاحنات ورماهم على الحدود مع ايران من دون السماح لهم بحمل أي وثيقة تثبت عراقيتهم اضافة الى اعتقال ابنائهم من الشبان الذين قيل ان النظام استخدمهم في تفجير حقول الالغام المزروعة في المناطق الحدودية المشتركة خلال الحرب بين البلدين التي استمرت بين عامي 1980 و1988 .

واوضحت الاعرجي ان اللاجين العراقيين في ايران يجدون صعوبة بالغة في العودة الى بلدهم .. فهم اضافة الى عدم وجود أي جهة تساعدهم على تحقيق رغبتهم فانهم لا يملكون الاموال اللازمة لهذه العودة او تأمين عمل لهم في العراق وقالت انها زارت المعسكر اخر مرة في ايار (مايو) من العام الماضي وكانت رغبة لاجئيه في ان تتولى الحكومة العراقية اعادتهم الى مناطقهم الاصلية ومنحهم اراض صغيرة لبناء دور لهم ومبلغ من المال يبدأون به حياتهم . وفي هذا المجال طالبت الاعرجي الحكومة العراقية بتحويل القصور التي كان يسكنها قادة النظام السابق في مناطق العراق المختلفة والتي استولى عليها السياسيون العراقيون الجدد الى شقق سكنية لاسكان هؤلاء اللاجئين لدى عودتهم الى بلدهم .
وعن المساعدات التي يتلقاها اللاجئون العراقيون في مخيم ازنا والاخرى في ايران اشارت الاعرجي الى ان الامم المتحدة كانت تمنحهم مساعدات انسانية كما ان جمعية الاحسان الخيرية التي تترأسها دأبت منذ عام 1992 على توزيع اغطية وبطانيات ومدافئ وكميات من المحروقات للتدفئة على سكان المخيم .
ومعروف ان عدد اللاجئين العراقيين في ايران الذين وصل عددهم الى حوالي المليونين مطلع التسعينات هاجر عدد كبير منهم الى دول عربية و اوروبية فيما عاد معظم الاكراد اللاجئين الى اقليم كردستان وعدد اخر الى مناطقهم الاصلية في وسط وجنوب العراق بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003.

وكانت الدكتورة الاعرجي تلقت الاسبوع الماضي نداء استغاثة من لاجئي مخيم ازنا البالغ عددهم 1007 عراقيا يشكون فيها من تردي اوضاعهم المعيشية وظروفهم الحياتية القاسية فبادرت بدورها الى توجيه مذكرة الى الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الحكومة ابراهيم الجعفري اضافة الى رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم دعتهم فيها الى العمل على مساعدة هؤلاء اللاجئين وانقاذ حياتهم المهددة .. وفيما يلي نصها :

بسم الله الرحمن الرحيم
quot; و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنونquot;

سماحة السيد عبد العزيز الحكيم المحترم
السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني المحترم
السيد رئيس الوزراء الدكتور ابراهيم الجعفري المحترم
لقد تسلمت اليوم نداء إستغائة عاجل من اللاجئين العراقيين في مخيم أزنا في إيران ، و أكثرهم من الأكراد الفيلية العراقيين ، و عوائل عربية عراقية من المهجرين من مناطق الاهوار الساكنين في مخيم ازنا في إيران ، حيث تـنخفض درجات الحرارة الى 35 خمس وثلاثين مئوية درجة تحت الصفر .
إن عدد الساكنين في هذا المخيم هو 1007 الف و سبعة أشخاص من الرجال و النساء و الاطفال حيث يعيشون فيه منذ اكثر من 24 عاما و ليس لديهم سكن في العراق و لا يملكون حتى اجور العودة اليه .. ان هؤلاء الضحايا بحاجة ماسة الى المساعدة المستعجلة :

فهم في حاجة ماسة الى شراء مادة الكيروسين و النفط الاسود للتدفئة حيث يرتجفون من البرد القاسي ، كما انهم يفتقرون لاساس الحياة وهو طبخ طعامهم ولا يوجد عندهم وسيلة سوى تقديم المساعدات المادية المستعجلة لهم.
و كذلك فقد قطعت عنهم المواد الغذائية منذ فترة ولا يتسلمون مساعدات تذكر و حتى الامم المتحدة فانها قد اوقفت هذه المساعدات عنهم منذ فترة كما ان الحكومة العراقية لا تقدم لهم اي عون حتى تاريخ كتابة هذه الإستغاثة.
استحلفكم بالله يا سادة أن تمدوا لهم يد العون بواسطة السفارة العراقية في طهران او اية وسيلة أخرى ، باسرع و قت و الا سوف تزهق أرواح فهم مواطنون عراقيون مغلوبون على أمرهم
عانوا من ظلم الدكتاتور السابق ، الكثير ، و فقدوا اولادهم في زنزاناته و تصوروا انه بذهاب صدام و حكمه سوف تتحسن احوالهم و لكن ... لحد الآن لا يزالون يعانون ، و بالرغم من مرور ما يقارب 3 سنوات على رحيل الطاغية لم يطرأ عليهم اي تحسن بل زادت احوالهم سوءا..انا واثقة ان هؤلاء هم اخوتكم و ابناءؤكم و بناتكم ... ينتظرون منكم ان تنظروا اليهم بعين الرحمة فهل نتركهم يعانون من البرد و الجوع معزولون عن العالم يقتلهم البرد القارس في درجة حرارة تحت 35 مئوية و يعانون الجوع و العوز و بدون مواد غذائية.

الدكتورة بيان الاعرجي
مسؤولة جمعية الاحسان الخيرية

وقد ردت الرئاسة العراقية على مذكرة الاعرجي مؤكدة اهتمامها باوضاع هؤلاء اللاجئين وتقديم المساعدات لهم .
وقال محمد رضا محمد حسن مستشار الرئيس طالباني لشؤون المهجرين والمهاجرين في رسالته ان الرئيس امر بشمول اللاجئين بالحصة التموينية المخصصة للشعب العراقي داخل العراق من خلال منحهم مبلغ عشرة دولارات للفرد الواحد شهريا وتم تنفيذ ذلك الأمر وتوزيع المبلغ لشهري تشرين الثاني وكانون الأول الماضيين كما وجه بضرورة اجراء دراسة ميدانية حول مدى إمكانية عودتهم الى وطنهم الأم وتم إعداد الدراسة وتقديمها له اضافة الى تبرع الرئيس بمبلغ يعادل 10 آلاف دولار بتوسط السفارة العراقية في طهران لغرض شراء النفط والمواد الغذائية الضرورية الأخرى لهم وتم توزيعها بالفعل .. وفيما يلي نص الرسالة :

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة الدكتورة بيان الأعرجي المحترمة
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود إحاطتكم علما بأن مخيم أزنا والذي يحتوي على 1007 لاجيء عراقي نصفهم تقريبا من الإخوة الأكراد الفيلية ونصفهم الباقي من محافظات العراق الجنوبية هو محط عنايتنا واهتمامنا.
لقد كانت آخر زيارتي لهم ممثلا لرئيس الجمهورية وقد استغرقت زيارتي أكثر من 12 ساعة اعتبارا من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الثامنة والنصف مساء من يوم الخميس المصادف 5 / 1/ 2006م وكان الطقس باردا جدا (- 8 ) ونسبة الوفر تراوحت بين 10 و 15 وكان دواعي زيارتي لسببين هما :

أولا : حسب أمر السيد الرئيس جلال الطالباني شمولهم جميعا بالحصة التموينية المخصصة للشعب العراقي داخل العراق من خلال منحهم مبلغ عشرة دولارات للفرد الواحد شهريا وتم تنفيذ ذلك الأمر وتوزيع المبلغ لشهري تشرين الثاني وكانون الأول لسنة 2005م .
ثانيا : حسب أمر السيد الرئيس إجراء دراسة ميدانية حول مدى إمكانية عودتهم الى وطنهم الأم وتم إعداد الدراسة وتقديمها للسيد الرئيس بهذا الموضوع .
لقد تبرع السيد الرئيس اضافة لذلك بمبلغ يعادل ( 10 ) آلاف دولار بتوسط السفارة العراقية في طهران لغرض شراء النفط والمواد الغذائية الضرورية الأخرى لهم وتم توزيعها بالفعل بتوسط السيد فؤاد الشهرستاني ممثل لجنة الإغاثة في طهران وقد حملني أهل المخيم شكرهم وتقديرهم للسيد الرئيس والى السفير العراقي بطهران.
راجين التفضل بالاطلاع .
ونحن مستعدون للاجابة عن كل سؤال أو استفسار يخص اللاجئين العراقيين المتواجدين في مخيمات المملكة العربية السعودية وإيران فقد زرتهم مؤخرا للفترة من 12 / 12 / 2006م لغاية 10 / 1/ 2006م

وفقكم الله وإيانا لكل خير ودمتم مسددين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور محمد رضا محمد حسن
مستشار رئيس الجمهورية العراقية
لشؤون المهجرين والمهاجرين

لكن المجلس العام للكرد الفيلية اعتبر مبادرة طالباني لمساعدة لاجئي مخيم أزنا متاخرة وقال انها جاءت على شكل مكرمة وليس اجراء قانونا .
ودعا المجلس في بيان له اليوم الدولة والحكومة العراقية الى معالجة الامر ولا سيما وزارة الهجرة والمهجرين التي قال انها انشئت لمعالجة مآسي هؤلاء المساكين وتوأتها وزيرة (شيعية فيلية) هي سهيلة عبد جعفر انفقت اخر دولار في خزينة وزارتها على حفلات تسوقها في اسواق مانشستر.دون ان تحاسب عما يعاني منه المهجرون امثال سكنة مخيم ازنا او رفحاء وغيرها من اماكن النكبة العراقية الكبرى كما قال وطالب الحوزات العلمية والشخصيات السياسية الذين يدعون تمثيلهم لابناء الشعب العراقي ان يتحملوا مسؤلياتهم الدينية والوطنية تجاه هذه الماساة وفيما يلي نص البيان :

لقد ناشدت داعية حقوق الانسان المعروفة السيدة بيان الاعرجي اصحاب الضمائر الحية بالالتفات الى مأساة
شريحة واسعة من ابناء العراق الغيارى المهجرين والذين مازالو ولفترة تجاوزت الربع قرن يعيشون فى اوضاع مزرية في مخيمات اقامتها لهم الجمهورية الاسلامية الايرانية محرومين فيها من ابسط الحقوق التي خصها الله سبحانه وتعالى لبني البشر حين كرمه( وكرمنا بني آدم).
والحق يقال ان من بين من استجابوا لهذا النداء من( اصحاب الضمائر) الحية لحد هذه اللحظة هو فقط سيادة رئيس الجمهورية مشكورا. وبالرغم اننا ككورد فيلية لا نهمل التفاتته هذه ولكننا لسنا راضين عنها اولا لانها جاءت متاخرة وثانيا لان التفاتته هذه هى مكرمة وليست اجراءا قانونيا صادرا عن الدولة العراقية يعالج هذه الماساة الانسانية وتبعاتها معالجة جذرية وقانونية كفيلة باحقاق حقوق ابناء هذه الشريحة كاملة وغير منقوصة وثالثا كان على السيد رئيس الجمهورية الطلب من الحكومة العراقية واجهزتها المختصة الاهتمام الاكبر بمواطينها وخصوصا المحرومين منهم لوضع حلول عاجلة وجذرية لمأساتهم ولاسيما ان العراقيين من سكنة المخيمات في ايران يندرجون تحت مسمى ( المنكوبين) الذين يتطلب وضعهم استنفارا عاما حكوميا وشعبيا وخصوصا ( اصحاب الضمائر الحية ) منهم.

نامل ان تقوم الدولة والحكومة العراقية بمعالجة الامر ولا سيما وزارة الهجرة والمهجرين التي انشأت لمعالجة مآسي هؤلاء المساكين وتبؤتها وزيرة (شيعية فيلية) انفقت اخر دولار في خزينة وزارتها على حفلات تسوقها في اسواق مانشستر... دون ان تحاسب عما يعاني منه المهجرون امثال سكنة مخيم ازنا او رفحاء وغيرها من اماكن النكبة العراقية الكبرى.
كما اننا نطالب الحوزات العلمية والشخصيات السياسية الذين يدعون تمثيلهم لابناء الشعب العراقي ان يتحملوا مسؤلياتهم الدينية والوطنية تجاه هذه الماساة.
اما الذين حضروا مؤتمر اربيل للكرد الفيلية الذي اقيم فوق ارض كردستان قبيل الانتخابات عليهم الاسراع بتوصياتهم والعمل بالقرارات التي استشرعوها لابناء هم انفسهم لابناء جلدتهم وهذا اقل ما هو متوقع منهم.
واخيرا شكرا للسيدة بيان الاعرجي التي نبهت للماساة وشكرا لكل من كتب حول هذه المأساة وكل من آزر مظلوما لرفع حتى ولو جزءا من مظلوميته.

المجلس العام للكرد الفيليين

وفي وقت سابق امس قال رئيس الوزراء الدكتور إبراهيم الجعفري خلال استقباله لمجموعة من الاكراد الفيليين ان وجود وقيمة الاكراد في المركّب الإجتماعي العراقي ينطلق من المفهوم الإسلامي للإنسانية الذي لم يجعل اية حدود بين شخص واخر الا بالتقوى .. فهم تحركوا في إطار الإسلام وحملوا لواءه وضحّوا من اجله واثروا المسيرة السياسية الوطنية بأحزابهم وحركاتهم وقياداتهم .

واضاف ان الأكراد الفيليين تعرضوا الى مظالم ثلاث، الأولى لكونهم اكراداً ،والثانية لأنهم شيعة ، والمظلمة الثالثة تمثلت في نظرة لا يستحقونها من بعض الأكراد ورغم ذلك فإنهم تميزوا بوجود وثقل كبيرين على الصعد كافة معتزين بكرديتهم بلا عنصرية وبشيعيتهم بلا تعصب طائفي وفكروا بمستقبلهم ضمن إطار مستقبل المكونات العراقية الأخرى .