أسامة العيسة من القدس :بدأ مجلس الوزراء الإسرائيلي الذي التأم اليوم الأحد، اجتماعه، بالاستماع إلى تقييمات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختصة لما وصفته مصادر إسرائيلية quot;التلميحات الواردة من سوريا بشان رغبتها في استئناف المفاوضات مع إسرائيلquot;. ويأتي ذلك مع طرح الموضوع السوري على طائرة البحث مجددا في دهاليز السياسية الإسرائيلية، وداخل الأحزاب.

وقال عامي ايالون، عضو الكنيست والمرشح لرئاسة حزب العمل، بأنه على إسرائيل التحدث مع أي جهة تريد السلام، في إشارة إلى سوريا، رغم تأكيده بان إسرائيل لن تستطيع الانسحاب من هضبة الجولان في السنوات المقبلة. واكد ايالون، في لقاء مع صحيفة يديعوت احرنوت، على أهمية بدء الحوار مع سوريا دون شروط مسبقة.

وحذر ايالون الذي تولى مناصب أمنية بارزة في إسرائيل، من عدم استبعاد خيار الحرب مع سوريا قائلا quot;قد نجد أنفسنا في حالة حرب مع سوريا خلال فترة زمنية قصيرةquot;. واضاف ايالون quot;القائد الحقيقي ليس فقط من يعرف كيف يرسل الجنود إلى الحرب، ولكن من يجيد ايضا استخدام كل الوسائل لتجنب الحرب، والاختبار النهائي للقيادة هو كيفية تفادي الحربquot;. ويتمسك ايالون بما يراها أسسا للتفاوض مع سوريا، قائلا انه quot;قبل بدء المفاوضات، سوريا بحاجة إلى التخلي عن الإرهاب، وان تعلم بأنه لا يمكن لإسرائيل أن تنسحب من الجولان في السنوات القادمةquot;.

وكانت مفاوضات سورية-إسرائيلية أجريت برعاية أميركية عامي 1999-2000، ولكنها لم تفض إلى نتيجة. وتطالب سوريا بانسحاب إسرائيلي كامل من هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967، ولكن إسرائيل تصر على وجود ترتيبات أمنية في الهضبة ذات الموقع الاستراتيجي الهام. ودعا عضو الكنيست من حزب العمل داني ياتوم، الحكومة إلى الاستجابة إلى الدعوات التي قدمها وزير الخارجية السوري للحوار مع إسرائيل دون شروط مسبقة.

ورفض شمعون بيرس، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي هذه الدعوة، قائلا بان لدى إسرائيل شروطا مسبقة تتعلق بتخلي سوريا عن ما اسماه الإرهاب وطرد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من دمشق. أما بنيامين بن اليعازر وزير البنى التحتية الإسرائيلي فقال quot;ليس كافيا أن يدعو السوريون للمحادثات، سوريا بحاجة للتوقف عن إرسال الصواريخ لحزب الله، والمشكلة ليست في المفاوضات بدون شروط مسبقة، ولكن في سوريا التي تدفع الأمور إلى نقطة اللاعودةquot;.

أولمرت

من جهتها رفضت اسرائيل اليوم الاحد الدعوة التي وجهها الرئيس السوري بشار الاسد لاجراء مفاوضات مؤكدة ان هذا العرض لا يمكن ان يؤخذ على محمل الجد الا اذا توقفت دمشق عن دعم حزب الله اللبناني وحركة حماس عسكريا. وقالت ميري ايسين الناطقة باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لوكالة فرانس برس quot;من الصعب اخذ تصريحات سوريا على محمل الجد طالما ان هذه الدولة لا تزال تقدم دعما للارهاب عبر مساعدة حزب الله في لبنان وحماس لدى الفلسطينيينquot;.

وكان الرئيس السوري قال في مقابلة نشرتها صحيفة quot;لاريبوبليكاquot; الايطالية الجمعة quot;اقول اذا لاولمرت: ليقم بمحاولة لرؤية ما اذا كنا نخدعquot; واستند كذلك الى تقرير لجنة بيكر حول العراق لدعوة واشنطن الى الحوار. وكان هذا التقرير الذي اعدته لجنة شارك في رئاستها وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر دعت ايضا الى انسحاب اسرائيلي من هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل عام 1967 ثم ضمتها مقابل اتفاق سلام بين البلدين.

وفي مقابلة مع صحيفة quot;واشنطن بوستquot; قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم من جهته ان بلاده لا تطلب من اسرائيل ان تلتزم اعادة الجولان كشرط مسبق لبدء مفاوضات. وقال المعلم في هذه المقابلة quot;ليس هناك من شروط مسبقة. اي حوار بناء يجب ان يبدأ بدون شروط مسبقةquot; مضيفا في الوقت نفسه ان الهدف لا يزال quot;استعادة كل الاراضي السورية المحتلةquot;.