إيلاف من الرياض: تناول وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز في معرض إجاباته على أسئلة رؤساء ومديري التحرير ووسائل الإعلام التونسية تطورات الأحداث على الساحة العربية والدولية والعديد من المسائل الأمنية ومواقف المملكة تجاه قضايا الساعة والجولة التي يقوم بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز حاليا في عدد من الدول الآسيوية وما حققته من نتائج.

فحول فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات الفلسطينية ذكر أن الانتخابات هي التي أتت بحماس إلى ذلك المكان واعتقد انه من المفروض أن يكون مثل هذا الشيء متوقعا.

وشدد على أن القضية يجب أن تكون بالنسبة للجميع اكبر من التوجهات الفكرية .وضرورة أن تتفق جميع الفصائل الفلسطينية.وقال:quot; لا بد للعقل أن يتغلب والحكمة أن تتغلب في هذا الموضوع ونرجو ألا نجد في الإخوة الفلسطينيين ما يسيئنا جميعا كعربquot;.

وعن المشروع النووي الإيراني قال:quot;ما نسمعه من الإيرانيين انه لإغراض سلمية وانه موجود لهذا السبب ونرجو أن يكون كذلك.منطقتنا ليست في حاجة لهذا الشيء ويجب ألا يكون .ويجب على الجهات المعنية بهذا أن تتأكد من هذه الأمورquot;.

وأعرب عن أسفه لما يبدى من حرص على المنطقة ومنع وجود أسلحة نووية فيها مع وجود تلك الأسلحة لدى إسرائيل وقال:quot; هذا شيء يطرح علامة استفهام كبيرة ليس أمام العرب فحسب بل أمام العالم أجمع.وهذا مبرر لكل دولة في أن تفكر في إيجاد سلاح نووي.

وعن التطاول على مقام النبي محمد وتعرض المملكة لضغوط من بعض الجهات بشأن موقفها من هذا الأمر قال الأمير نايف بن عبد العزيز:quot; ليس هناك من يستطيع أن يضغط على المملكة في أي شيء لتغير موقفها من أمر أساسي مثل هذاquot;.

وأضاف:quot;المملكة تحترم الرأي . ولكل أن يبدى رأيه. ولكن أن تصل الأمور إلى هذا الحد وان يساء إلى رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام فهذا أمر مرفوض. وليس المملكة من ترفض فحسب بل يرفض ألف و400مليون مسلم وكل العالم الإسلامي وجميع الأديان لأن الأنبياء والرسل مقدسون وفوق كل شيء. ولا اعتقد أن هناك مسلما مؤمنا يستطيع أن يمس أي نبي أو رسول بشيء مثل هذاquot;.

وتابع يقول:quot; إذا وصلت الحرية إلى هذا الحد فاعتقد انه أمر غير مقبول مهما كان. وإذا كان مثل هؤلاء أحرار في أن يقترفوا حتى مثل هذا الأمر فان الآخرين بالتأكيد أحرار في أن يرفضوه رفضا كاملا . ولا اعتقد انه من العقل أن تعترض الصحافة العالمية أو أي مؤسسة أو دولة على ما تتخذه أي دولة عربية أو إسلاميةquot;.

وأعرب عن تطلعه إلى أن تقول المراكز الدينية مثل الفاتيكان رأيها في الموضوع وان تشجب مثل هذا الأمر.

وعن ظاهرة الشباب العربي الذين يقاتلون في العراق ثم يعودون إلى بلدانهم قال:quot;بالنسبة لبعض الشباب الذين يذهبون للعراق ويعودون للمملكة للأسف هذا الواقع وبالفعل قبض على أشخاص ذهبوا للعراق ورجعوا.ومن المتوقع أن كل من يذهب للعراق ويعود للبلاد سيكون بهذه الصفة. ولذلك نحن نتابعهم ونحاول مع الأشقاء العراقيين ومع السلطات الموجودة في العراق الآن أن يسلموا لنا أي سعودي يصل للعراق لأنه يعمل خطأ وبلده أولى أن يعاد إليها ويخضع للإجراءات النظامية والقضاء.ونرجو أن نصحح لهم مفهومهم وأفكارهم ونعيدهم مواطنين صالحينquot;.

وتوقف عند نقطة وصفها بأنها مهمة وهى أن مثل هؤلاء الشباب لا يسيئون فقط لأنفسهم بل ولأسرهم التي تعانى معاناة كبيرة من هذا الأمر. وأكد أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين للجهات المعنية تقضى بان تعتني بالأسر وتهتم بها وتؤمن كل احتياجاتها وترعاها حتى لا تهتز ظروفهم خاصة في حال ما إذا كان من أولئك الأشخاص من يعول أسرة أو يمثل مصدر دخل لهاquot;.

وحول مكافحة المملكة للإرهاب وجهود رجال الأمن في استئصال الفئة الضالة ومدى رضا سموه عما تم انجازه في هذا الشأن أجاب قائلا :بالتأكيد نحن راضون وواثقون كل الثقة إن شاء الله في قدرات الأمن السعودي ورجال الأمن من حيث القدرة الذاتية ومن ناحية الخبرة والقدرة على التعامل مع هؤلاء .والتصميم أكيد وكذلك مواجهة هذه الأمور مهما كانت والتعامل معها بأقل خسائر ممكنة بالنسبة للبشر الذين يكونون حول المواقع أو بالنسبة لرجال الأمن أنفسهم وحتى هؤلاء الأشخاص الضالون مطلوب القبض عليهم أحياء. ولكن هؤلاء الضالين يقومون بتفجير أنفسهم أو تكون هناك رماية مستمرة مع رجال الأمن.لذلك لا بد أن تستعمل معهم القوة. أما أن نقول انه لازالت هناك خلايا تسمى بالنائمة أو أننا انتهينا من هذا الشيء.اعتقد انه لا نستطيع أن نقول أبدا إننا طهرنا البلد من هؤلاء مادامت هناك جهات تستقبلهم وتدربهم وتمولهم وتضللهم بتوجيهات لا تمت للإسلام بصلة وتشحنهم بأفكار ضالة فستكون تلك الفئة موجودة ولكن نحن مصممون بمشيئة الله على المواجهة والحسم بكل قوة ولن نتوانى عن هذا الأمر مهما طال الوقتquot;.

وأضاف يقول:quot; لقد استطاع الأمن السعودي بحمد الله أن يفشل ما لا يقل عن تسعين بالمائة مما خطط له أن يعمل في البلاد.وكادت تعمل إعمال أكثر من هذا بكثير.وأكد إن ما يقوم به رجال الأمن في المملكة من جهود للتصدي للإرهاب مهم جدا مضيفا أن المملكة تعمل على إقامة علاقات تعاون مع كل دول العالم. وقال :quot; إن العالم الآن يكافح الإرهاب ولكن يجب أن تكون المكافحة أكثر من هذا quot;.

وأضاف:quot;إن وزراء الداخلية العرب دعوا اليوم إلى أن يكون هناك ميثاق أو اتفاق دولي على مستوى منظمة الأمم المتحدة وان يكون هناك تعاون ايجابي. والحقيقة مادامت منابع الإرهاب ومصادره موجودة فسيظل الإرهاب موجودا مالم تجفف هذه المنابع والمصادر وتقل المبررات التي تدفع لان يجد هؤلاء من يظللهم . وان يتم البحث عن المصادر الأساسية وعن الموجهين والممولين أكثر من التركيز على الفاعلين أو ما يماثلهمquot;.

وأكد انه رغم المواجهة التي تمت من أواخر 2003م والى الآن إلا إن كل هذه الأعمال الإجرامية لم تؤثر على استقرار البلاد ولا على المواطن السعودي فالحركة كانت طبيعية ولم نجد أنفسنا مضطرين لان نعلن الأحكام العرفية أو منع التجول أو حالة طوارئ لم يحصل هذا أبداquot;.

وقال:quot;إن اكبر دليل ومقياس على الاستقرار والأمن هو النشاط الاقتصادي . فالنشاط الاقتصادي و السيولة المالية في الأسواق في المملكة العربية السعودية أكثر من أي دولة وهذا معروف ومشاهد. واعتقد أن النشاط المالي والاقتصادي هو اكبر دليل على الاستقرار والثقة والأمن لان رأس المال جبان لا يتحرك في بيئة غير آمنة quot;.

وعن المحتجزين السعوديين في معتقل غوانتنامو قال :quot; هذا الموضوع اخذ أقصى درجات الاهتمام بالنسبة لنا وهناك من يتابع هذا الموضوع وهناك محامون سعوديون يعملون ونحن على اتصال دائم بالسلطات الأميركية وموعودون إن شاء الله أننا نستطيع أن نعيدهم جميعا إلى المملكة ونرجو أن لا يطول الوقت quot;.

وأشار إلى أهمية هذه الزيارات في المجال السياسي والتفاهم السياسي تجاه القضايا العربية وجميع ما يهم العالم العربي.وقال:quot;إن هذه الزيارات ناجحة بكل المقاييس. وان شاء الله سنلمس آثارها ليس للمملكة العربية السعودية فحسب بل لعالمنا العربي كلهquot;.

وعن دور الإعلام في نشر قيم التسامح والوسطية وتنوير الناشئة ضد الأفكار الهدامة وكذلك مواجهة الحملة الشرسة المعادية للإسلام والتعريف بحقيقة الإسلام قال:إن دور الإعلام مهم جدا وأساسي ولابد أن يتفاعل الإعلام مع واقع الأمور . و وزارة الداخلية في المملكة والجهات الأمنية تقول وتؤكد دائما أنها لا تستطيع أن تعمل بمفردها فلا بد أن يكون معنا من يقوم بمهمة التوعية والتوجيه الصحيح والإعلام والإعلاميون في المقدمة بالإضافة إلى رجال العلم الشرعيquot; .

وأضاف:quot; على المفكرين أن لا يتركوا هذه الأمور بهذا الشكل يجب أن يوجهوا الناس وان يشرحوا الأمور وان يصححوا المفاهيم لأنه ليس القضية هي قتال أو قبض أجهزة الأمن على أشخاص ضالين. القضية أن نصحح أفكار الناس وان تنتزع هذه الأفكار الضالة من هؤلاء الشباب ويوجد لهم أفكار أفضل منها وان تكون هناك عناية بالفكر العربي والإسلامي لما فيه أولا صلاح شبابنا وبلداننا. وثانيا أن لا نظهر بالصورة السيئة أمام العالم ونقبل أن يحمل العرب والمسلمين المساوئ التي قد تكون بفعل جهات أخرى تريد أن تسيء إلى الإسلام أو العرب أو تريد أن تشغل بعضهم ببعض حتى تضعف قدراتهم وبدلا من أن يتجهوا إلى التنمية والى البناء يتجهوا إلى قتال بعضهم بعضاquot;.

وأضاف quot;لذلك دعونا إلى اجتماع بين وزراء الداخلية ووزراء الإعلام وتم ذلك قبل العام الماضي ولم نر للأسف حتى الآن تحركا إعلاميا مثلما كنا نتوقع ولكن لنا أمل وهذا شيء لابد منهquot;.

وناشد وسائل الإعلام العربية ورجال الإعلام بصفتهم مواطنين عرب أن يؤدوا واجبهم وجهودهم في هذا المجال بما يصحح أفكار هؤلاء الشباب وquot;ان ينتزعهم من الضلال إلى الصوابquot; .

وحول العمالة الأجنبية في دول مجلس التعاون الخليجي وما قد يعتبره البعض ظاهرة خطرة في حال التوسع بها أفاد بان هناك توجه عام لتقليل أعداد المستقدمين ليس لأنهم غير مواطنين بل لاحتمالات وجود بطالة.

وشدد على ضرورة أن يجد كل مواطن عملا وان ترتفع قدرات المواطن في دول مجلس التعاون الخليجي مشيرا إلى أن استقدام جنسيات أخرى لحاجة العمل أمر طبيعي وليس بمستغرب في أنحاء العالم.

ورأى انه من غير المناسب أن تتواصل عمليات الاستقدام مع وجود مواطنين عاطلين عن العمل مشيرا مرة أخرى إلى أهمية أن يجد كل مواطن عملا وان تسد حاجة البلاد وبصفة خاصة من التخصصات الفنية والحرفية.

وأشار إلى أن الخشية من التوسع في عمليات الاستقدام في دول مجلس التعاون الخليجي تنطلق من أن يكون غير المواطنين أكثر من المواطنين أنفسهم ورأى أن هذا الأمر يشكل خطورة.

وأكد ضرورة أن تتحرك الأعمال وفق قدرة البلد وان لا يشكل موضوع العمالة الأجنبية جانبا سلبيا مضرا بدلا من كونه في مصلحة البلد وألا يرتبط هذا الأمر بمصلحة أشخاص أو شركات أو كسب مالي بل ينظر للدولة كدولة بشكل عام حتى لا تحدث ثغرات وسلبيات نتيجة اجتهاد قد يكون غير صائب.