كتب نصر المجالي: حسم الأردن في رد واضح على جماعة الإخوان المسلمين التي تضم في صفوفها أردنيين وفلسطينيين مؤكدا أن علاقته مع الفلسطينيين غربي نهر الاردن عضوية وتاريخية ولا تقبل القسمة ولا المزاودة او الارتهان لظروف دولية او اقليمية، وجاء الرد على لسان رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت في جلسة البرلمان الذي يحتل الاسلاميون فيه 17 مقعدا يشكلون شوكة في خاصرة الحكم وآخر موقفها ما جاء على لسان زعيم التجمع الاسلامي البرلماني عزام الهنيدي الي فجرت تصريحات له السبت الماضي جدالا واسعا في الشارع الأردني وكادت تقسمه حين قال quot;ما جرى في الضفة الغربية وقطاع غزة سيجري في الأردنquot;، وذلك في اشارة الى الانتخابات التشريعية التي اكتسحت حركة حماس الإسلامية المتشددة غالبية مقاعده.
وقال الدكتور البخيت في مداخلة امام مجلس النواب الذي يضم 110 أعضاء من بينهم فلسطينيون يحملون الجنسية الأردنية quot;نحن مع تقوية هذه العلاقات وتعزيزها وهي اولوية ورغبة اردنية دعا اليها الهاشميون على الدوام وان الاردن بقيادته الهاشمية لم يكن الا العون والنصير للفلسطينيين ولقضيتهم العادلة في كل مفاصلها وجزئياتها مثلما اكد ان الهم الفلسطيني هو هم اردني ولم تكن اقامة الدولة الفلسطينية الا مصلحة ومطلبا اردنيا كما هو مطلب فلسطيني وعربيquot;
وأضاف الاردن في مواقفه الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني ولقيادته ينطلق من ايمانه الراسخ وقناعته بان دعم السلطة الوطنية الفلسطينية واجب وطني وقومي للوصول الى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني العادلة .
وقال ان الاردن ينظر الى العملية الانتخابية التي جرت في اراضي السلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية بما فيها القدس وفي قطاع غزة على انها لبنة اساسية في بناء الدولة الفلسطينية وان الاردن بوصفه الشقيق الاقرب الى فلسطين يهمه ويعنيه كل ما يجري على ارضها ويعي اهمية متابعة التطورات على الساحة الفلسطينية والعمل مع الاشقاء بشكل يعكس عمق العلاقات بين الشعبين .
وحسب ما نقلته وكالة الانباء الرسمية (بترا)، ان البخيت قال امام البرلمان quot;كما يؤمن الاردن ايمانا قاطعا ان السلام لن يعم في منطقتنا الا اذا تمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة على الارض الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس الشريف quot;.
وقال quot; لقد كان الاردن ومازال لا يقبل الا ما يقبله الاشقاء الفلسطينيون وما ارتضوه على اعتبار ان هذا الامر خيارهم وحدهم ويقدرون المسؤوليات الملقاة على عاتقهم والاردن لن يكون الا مع احترام خيار الشعب الفلسطيني، ونحن حريصون كما كنا دوما على تعزيز العلاقات مع كافة شرائح المجتمع الفلسطيني باختلاف انتماءاته السياسية انطلاقا من ايمان الاردن المطلق بالتعددية السياسية وحرصه على الابقاء على العلاقات المتميزة التي تربط الشعبين الشقيقينquot;
واستطرد رئيس الوزراء وهو لواء سابق في الجيش ورئيسا لوكالة الأمن القومي quot;انه واستنادا لذلك فان الحكومة الاردنية ستتعامل مع السلطة الوطنية الفلسطينية بكافة مكوناتها ومؤسساتها التنفيذية والتشريعية وبغض النظر عن الانتماءات السياسية للتنظيمات الفلسطينية او لاشخاص الحكومة او المجلس التشريعي قناعة منا بان اي تنظيم على ارض فلسطين هو تنظيم فلسطيني وبالتالي فاننا بانتظار تشكيل الحكومة الفلسطينية التي سنتعامل معها لانها جزء من السلطة الوطنية الفلسطينيةquot;.
وقال ان الاخوة في حركة حماس لا زالوا يدرسون خياراتهم حيال تشكيل الحكومة الفلسطينية ونتمنى ان توفق حركة حماس في تشكيل حكومة تلبي طموحات الشعب الفلسطيني وان تنجح في مواجهة المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتقها في هذه الظروف الاستثنائية التي تواجه فلسطين وشعبها الشقيق.
وبين البخيت ان علاقات الاردن مع حركة حماس في الداخل علاقة متوازنة مثلها مثل اي فصيل فلسطيني اخر وعلاقة الاردن معها مستقبلا سوف تعتمد على اجندة الحكومة الفلسطينية في المرحلة القادمة وبرامجها وسوف نحللها بعمق لمعرفة مدى انسجامها ايجابا او سلبا مع المصالح الاردنية العليا وهذا ماسيملي علينا اسلوب التعاون المستقبلي .
وقال البخيت انه وبالاضافة للاتصال الهاتفي الذي اجراه الملك عبدالله الثاني مع سيادة الرئيس الفلسطيني وتهنئته بنجاح الانتخابات الفلسطينية فور اغلاق صناديق الاقتراع واتصالي مع سيادته ايضا للغاية ذاتها فقد اجتمع جلالته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم امس للتباحث والتشاور حول مستقبل القضية الفلسطينية في هذه المرحلة واشاد جلالته بتعهد الرئيس الفلسطيني بمواصلة سياسة السلطة الوطنية الفلسطينية واحترام التزاماتها الدولية، quot;كما كنت قد اجتمعت مطولا مع سيادته ليلة اول امس للغاية ذاتهاquot;.
وقال ان الحكومة كلفت رئيس المكتب التمثيلي الاردني في غزة يوم امس بزيارة حماس والالتقاء مع قادتها لنقل تهاني الحكومة الاردنية بفوز الحركة بغالبية مقاعد المجلس التشريعي، quot;وقد ثمن قادة حماس في الداخل عاليا المبادرة الاردنية واكدوا على شكرهم لموقف جلالة الملك والشعب الاردني لدعمهم المتواصل للشعب الفلسطينيquot;.
وقال الدكتور البخيت انه وفي هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ شعبنا الفلسطيني ومسيرته لانجاز دولته الفلسطينية المستقلة فان الامر يتطلب قدرا كبيرا من الحكمة والرؤية في التحليل والتمحيص واتخاذ المواقف quot;اما ان يستعير البعض الظروف السياسية والجغرافية والتاريخية لتجربة الشعب الفلسطيني واسقاطها على الوضع المختلف في الاردن والتوصل لاستنتاجات واطلاق تصريحات مدفوعة بقدر كبير من العاطفة انما يدل على التسرع وتجاوز المصالح الاردنية العليا كما لا يخدم مصالح الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة والتي يحتاج فيها الى كل دعم ومؤازرةquot;.
وتحدث معروف البخيت وحول قيادة حماس في الخارج قال انه يوجد مع بعضهم وكما تعلمون اشكاليات قانونية وسياسية املتها ظروف معينة وواقع خاص وان اي تغيير في اسلوب التعامل معهم مستقبلا يتطلب انضاج ظروف معينة وتغير واقع معين وهذا لا يشمل بطبيعة الحال العلاقات الانسانية . ولكنه اضاف quot;هنا لابد من تاكيد بعض الثوابت الاردنية بهذا الخصوص وهي ان الاردن سيبقى داعما للشعب الفلسطيني من خلال دعمه غير المحدود للسلطة الوطنية الفلسطينية وان حماس فصيل فلسطيني سنعامله كاي فصيل فلسطيني اخر وانه لابد من التمييز بين ما هو تنظيم فلسطيني مثل حماس وما هو اردني مثل جماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلاميquot;.
وقال رئيس وزراء الأردن quot;لقد نمت الحركة الاسلامية في الاردن بحمى ورعاية الهاشميين ونحن نحترم توجهاتهم ورؤاهم ونعتبرهم شريحة طليعية من شرائح الاسرة الاردنية الكبيرة وجزءا اساسيا من النظام في الاردن. وان الاردن المعتز بوحدته الوطنية والذي يعتبر التعددية مصدر قوة ويفاخر بروح الاسرة الواحدة التي تجمع بين مواطنيه من كافة الاصول والمنابت يمثل السند القوي والجدار المكين الذي يتكىء عليه الشعب الفلسطيني الشقيق في الظروف الصعبة التي يمر بها ولن نسمح لاي كان المس بصلابة هذا الجدار او العبث بالوحدة الوطنية اضافة الى انه لايجوز ان يتشدد البعض منا في حماسة ظاهرة للمزاودة على مواقف اصحاب الشان والخيار في فلسطين بعيدا عن الواقعيةquot;.
وختاما، اكد البخيت ان ما يحدث حولنا في الاقليم لن يثني الاردن عن الاستمرار في تنفيذ البرامج الاصلاحية سواء في مجال التنمية السياسية وبما تعنيه من تطوير للقوانين الناظمة لها وكذلك في المجالات الاخرى التي وردت ضمن محاور مخرجات لجنتي الاجندة الوطنية والاقاليم.
التعليقات