نصر المجالي: تستعد الطائفة الشيعية المنتشرة في دول الخليج العربية ولبنان والعراق حيث تشكل نسبة سكانية محدودة للاحتفال بعاشوراء وهي استذكار مقتل الإمام الحسين بن علي نجل آخر الخلفاء الراشدين الأربعة وهو ابن عم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وزوج ابنته البتول فاطمة. وتتزامن ذكرى الاحتفالات مع الاحتفال الإيراني في ذات شهر فبراير حيث عاد آية الله روح الله الخميني من منفاه العام 1979 معلنا قيام الجمهورية الإسلامية في إيران ايذانا بانتهاء عصر الامبراطورية التي كان آخر من تولاها الشاه محمد رضا بهلوي الذي أطيح من الحكم ليموت بعدها في المنفى ودفن في القاهرة بقرار رسمي من الرئيس المصري الراحل انور السادات.

يشار الى ان الزعيم الديني الايراني الراحل الخميني عاد الى طهران من منفاه في مثل هذا الشهر العام 1979 ليقيم حكما اسلاميا متشددا مستندا الى ما يسمى ولاية الفقيه التي لا تستند الى اي مصدر تشريعي في الفقه الاسلامي، وهذا المبدأ أثار جدالا كبيرا لم يحسم بعد مع ما يقول الشيعة في العالم السني الذي يمثل مليارا و300 مليون نسمة من مجمل سكان العالم، مقابل 70 مليونا من الطائفة الشيعية يتواجدون في العراق ولبنان والبحرين ودول خليجية أخرى.

وهناك الطائفة العلوية التي تحكم سورية ممثلة بالرئيس بشار الأسد الذي كما والده الراحل حافظ الأسد ينفذ قرارات مجلس الطائفة العلوية الأعلى وهو مجلس سري لا أحد يستطيع رفض قراراته سياسيا او دينيا، ويبدو ان الرئيس بشار ملتزم بها وبتطبيقها جريا على عادة والده الراحل. وعودة صورة آية الله الخميني للأضواء تتزامن في هذا الشهر فبراير (شباط) مع شهر محرم بالتوقيت الهجري اسلامي حيث في العاشر منه تحتفل الطائفة الشيعية بذكرى عاشوراء حيث قتل الامام الحسين في معركة تآمر وغدر غير متكافئة ندد بها الخليفة الاموي يزيد بن معاوية نفسه حين بكى الحسين بن علي لحظة رؤيته رأسه الكريم مقطوعا بين يديه.

يشار إلى ان الحكم الايراني المتمثل بالملالي المتشددين قررعبر تصرحات للرئيس محمود احمدي نجاد العودة للنهج الذي اتخذه الامام الراحل الخميني الذي توفي العام 1989 وخلفه الى الآن آية الله العظمى والرشد الأعلى علي خامني استاذ رئيس الجمهورية نجاد. وفي تصريحات له قبل يومين، فإن الرئيس نجاد اكد على ضرورة العودة لنهج الامام الخميني كواحدة م السبل لمواجهة ما يستعد اليه المجتمع الدولي متمثلا في مجلس الأمن لفرض قرارا من بينها الحصار الشامل على ايران لرفضها التعاون في كشف برنامجها النووي.

وأخيرا، تقول طهران ان هذا البرنامج لأغراض سلمية، فيما ترى عواصم القرار الغربية الكبرى عكس ذلك، حيث تدر ان البرناج الايراني للحصول على طاقة نووية قد لا يكون لأغراض سلمية، بقدر ما هو لأغراض عسكرية ستثير قلقا امنيا وزعزعةلاستقرار المنطقة التي يجري ترتيب حالها عبر تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي يستثني ايران.