مستوطنة تكواع (الضفة الغربية) : يعتبر الحاخام اليهودي المستوطن مناحيم فرومان واحدا من الاسرائيليين القلائل الذي تجرأوا على الجلوس مع اعضاء من حركة المقاومة الاسلامية المتشددة حماس.وكانت المخاوف قد عمت اسرائيل الشهر الماضي عندما حققت حركة حماس فوزا ساحقا في الانتخابات التشريعية الفلسطينية.ومع ترجيح تشكيل حكومة فلسطينية تقودها حماس، تعهدت اسرائيل بعدم اجراء اي اتصال مع الحركة التي لا تخفي رغبتها في تدمير دولة اسرائيل.

الا ان فرومان رئيس حاخامات مستوطنة تيكوا قرب بيت لحم يعتقد غير ذلك. فهو مقتنع بانه يمكن التوصل الى اتفاق سلام مع الجماعة المتشددة من خلال التفهم الديني المتبادل.وحول صعود حماس الى السلطة، صرح فرومان في مقابلة مع وكالة فرانس برس في منزله المتواضع المطل على منظر رائع لتلال الضفة الغربية، quot;لم افاجئ بذلك على الاطلاقquot;. ورغم انه يقر quot;بمخاوف جديةquot; جراء فوز حماس الا انه يعتقد ان هناك quot;جانبا ايجابياquot; لوصول الحركة الى السلطة.

ويعتقد فرومان ان اسرائيل والفلسطينيين في وضع فريد يمكنهم من تضييق الهوة المتزايدة بين الحضارة الاسلامية والغربية. وقال quot;ان النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني هو انعكاس للنزاع بين الحضارتين الغربية والاسلامية. واشار quot;ان دورنا في العالم هو جسر هذه الهوةquot;.واضاف quot;هناك احتمال ان نستطيع تحقيق السلام ولكن لا يمكننا ان نحقق السلام دون ان نأخذ المسائل الدينية في الاعتبار. لقد حاول العديدون ذلك الا انهم اخفقوا دائماquot;.

وربما يكون فرومان ينفرد بهذا الموقف. وخلال الثلاثين عاما الماضية التقى بمجموعة من الشخصيات الفلسطينية بينهم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ومؤسس حركة حماس الشيخ احمد ياسين الذي قتلته اسرائيل في اذار/مارس 2004.واظهر استطلاع نشر الثلاثاء ان معظم الاسرائيليين يعتقدون ان فوز حماس في الانتخابات يشكل تهديدا لوجود الدولة العبرية فيما يقول 83 بالمئة منهم انه لا توجد فرصة للتوصل الى اتفاق سلام مع حكومة ترأسها حماس.

وقال فرومان ان حماس quot;ليست حركة تسعى من اجل السلام. فقد قتلوا الكثيرينquot;.ويؤكد ان عمه قتل في الثلاثينيات بيد عز الدين القسام الذي قاتل البريطانيين خلال سنوات الانتداب والذي اطلق اسمه على الجناح المسلح لحركة حماس.وادى مقتل العم الى سماح السلطات البريطانية لوالد فرومان بدخول فلسطين في الوقت الذي لم يكن البريطانيون يسمحون سوى لعدد قليل من اليهود بدخول البلاد.وكان السماح لوالد فرومان يعني انه تمكن من الفرار من المحرقة النازية على عكس معظم عائلة فرومان.ومنذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية قبل اسبوعين، يجري فرومان اتصالات غير مباشرة مع الحركة في محاولة لاجراء مزيد من المحادثات. الا انه لم يتم ترتيب اي شيء حتى الان.والتقى فرومان في عدة مناسبات بالقيادي في حركة حماس محمود الزهار. وقال quot;لقد سألني الزهار +كيف يمكنك تحمل حكومة علمانية؟ لماذا لا تقاتلها؟ فقلت له +الى حين ان تتعلم كيف تتعامل مع العلمانيين والثقافة الغربية، فلن تقبل ابدا باسرائيل+quot;.

وقال فرومان ان الغالبية العظمى من الفلسطينيين هم متدينون وليسوا علمانيين، ولكن quot;ذلك لا يعني انهم جميعا يدعمون حماس. انه يعني ان الرجل في الشارع في نابلس وجنين والخليل هو رجل متدينquot;.واكد فرومان انه سيكون سعيدا بمواصلة العيش في مستوطنة تكواع حتى لو اصبحت جزءا من دولة فلسطينية، مشيرا ان على اسرائيل ان تدرس مجتمعها من اجل التوصل الى سلام.واوضح على المجتمع الاسرائيلي ان يتعلم اولا كيف يتعامل مع عناصره الدينية وبعد ذلك يمكنه ان يتعلم كيف يتعامل مع حماس.