نفيت الى الدوحة 1999 ومن بوابة دمشق تعود
حماس الى حضن عمّان .. وquot;صافي يا لبنquot;
نصر المجالي من المنامة: بدت الأجواء خلال اليومين مهيئة لعودة مؤزرة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الى الارض الأردنية، ولكن ليس بذات الشكل الذي كانت عليه حين طردت عمّان قياداتها الأربعة في عهد حكومة عبد الرؤوف الروابدة في نوفمبر (تشرين الثاني) 1999 ، فهي تعود حركة سياسية قائدة لشعبها وهذا ما اكدته الانتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة. وكانت عمان طردت القادة الأربعة لخصومة معهم وهم خالد مشعل وابراهيم غوشة وموسى ابو مرزوق ومحمد نزال، حيث كانت تنظر الى هؤلاء القادة على انهم مصدر قلق سياسي لها نظرا لتنامي التيار الاسلامي في الاقليم، كما ان عمان وقتها بدات صفحة جديدة في التحالف مع حركة فتح التي هزمت في الانتخابات الأخيرة.
وشهدت الايام القليلة الماضية اتصالات سريعة بين قيادات الحركة في الخارج ومصادر القرار في العاصمة الأردنية التي رحبت بزيارة وفد حماسي في وقت قريب للبحث في استحقاقات المرحلة المقبلة على صعيد تطورات عملية السلام بين الاسرائيليين والسلطة الفلسطينية التي بات قرارها في يد حماس.
وأمس، صرح رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل أن وفدا من حركته سيزور عمان قريبا لإجراء مباحثات مع الحكومة وعدد من المسؤولين الأردنيين. وزار مشعل البارحة العاصمة القطرية الدوحة التي كانت توسطت مع عمان حين نشبت الازمة بينهما قبل ست سنوات، وكانت النتيجة ان استضافت الدوحة الزعماء الأربعة لسنوات ثلاث الى حين هي اضطرت لإبعادهم الى وجهة أخرى هي دمشق.
وكانت الولايات المتحدة التي وقعت صفقة مع حكومة الدوحة حول قاعدة العديد العسكرية وهي اكبر قاعدة في الشرق الاوسط طلبت الى الدوحة ابعاد متشددي حماس عن اراضيها وفعلا تم ذلك.
واستقبلت الدوحة امس خالد مشعل كقائد سياسي بارز، وكان في استقباله في المطار وزير الدولة للشؤون الخارجية عبد الرحيم المحمود الذي كان اصطحب القادة الاربعة حين حسمت قضية ابعادهم من عمان 1999 على متن طائرة قطرية.
كما استقبل امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، القائد الفلسطيني بحضور حشد من السياسيين القطريين وتم التباحث معه في مستقبل التطورات في المنطقة لجهة عملية التسوية وتشكيل الحكومة الفلسطينية المقبلة.
وإليه، توقعت مصادر مطلعة أن تتم الزيارة الى العاصمة الأردنية خلال أيام، موضحة ان هناك مباحثات تجري حاليا لإيجاد صيغة سياسية تسمح بترؤس مشعل لوفد الحركة أثناء زيارته من بعد 6 سنوات من الغياب.
وكشفت مصادر إسلامية أن عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال كان التقى بمسؤولين حكوميين في عمان قبل أيام، في زيارة لم يعلن عنها قبيل عقد اجتماعات الحركة في القاهرة التي بدأت مطلع الأسبوع الماضي.
وقالت صحيفة (الغد) الأردنيه اليوم انه بحسب مراقبين، فإن ترؤس مشعل لوفد حماس في زيارته المرتقبة لعمان يعني أن quot;المباحثات لإيجاد صيغة سياسية وقانونية تنهي إشكالية طلب الأردن من قادة حماس مغادرة أراضيه صيف العام 1999 قد تكللت بالنجاحquot;.
وأكد مشعل في تصريح صحافي أن جدول أعمال الزيارة والمواضيع التي ستبحث خلالها لم تتحدد بعد. وأضاف قائلا من الدوحة إن الزيارة الى عمان quot;ستتم بالتنسيق مع المسؤولين الأردنيينquot;.
وأضاف quot;لقد لمسنا بعد الانتخابات الأخيرة مؤشرات من الحكومة الأردنية من أجل طي صفحة الماضي، ونحن لا نرحب فقط بهذه الخطوة بل لقد طوينا الصفحة بدورنا قبل الانتخابات التشريعية الفلسطينيةquot;. وأكد ان العلاقة مع الاردن ستكون دائما quot;خيّرةquot;.
وكان محمد نزال أكد أن الوفد سيزور الأردن بعد انتهاء زيارته إلى الدوحة ضمن جولة يقوم بها لشرح موقف حماس إثر فوزها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية.
يشار إلى أن عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني كان دعا في واشنطن أول من أمس إلى التعامل مع الواقع الفلسطيني الذي أفرزته الانتخابات التشريعية، مشيرا إلى ضرورة منح الوقت الكافي للسلطة الفلسطينية لمعرفة توجهات الحكومة الجديدة.
وكلام الملك الغى تصريحات لرئيس وزرائه معروف البخيت الذي كان أكد في كلمة له بمجلس النواب في الأول من شباط (فبراير) الحالي وجود إشكاليات قانونية وسياسية مع بعض قادة حماس في الخارج quot;أملتها ظروف معينة وواقع خاصquot;، لافتا إلى أن أي تغيير في أسلوب التعامل معهم مستقبلا يتطلب إنضاج ظروف معينة وتغيير واقع معين.
التعليقات