مظاهرة أمام دار القضاء العالي
نبيل شرف الدين من القاهرة: في الوقت الذي أبدت فيه السلطات المصرية تسامحاً واضحاً حيال مظاهرات الاحتجاج التي اندلعت في كل مكان من البلاد ضد الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية، بل وشارك مسؤولون كبار بالحكومة المصرية في عدد من تلك الاحتجاجات، فقد فضت اليوم الثلاثاء قوات الأمن المصرية مسيرة احتجاجية على مصرع أكثر من ألف مصري نتيجة غرق باخرة في البحر الأحمر، وما نسبته المعارضة والصحافة إلى السلطات المصرية من الإهمال وضعف الرقابة بل والفساد الذي كان وراء الكارثة.

وبمجرد بداية المسيرة في الشارع تصدت لها قوات الأمن التي حاصرت المكان، وتجمع المحتجون مرة أخرى أمام دار القضاء العالي مرددين هتافات تقول quot;يسقط يسقط حسني مباركquot; ، كما رفع المحتجون لافتات كتب على بعضها عبارات من نوع : quot;كفاية فساد حاكموا القتلةquot; وغير ذلك من اللافتات والشعارات.

ورغم فض المسيرة لم يتراجع المحتجون ـ ومعظمهم من نشطاء الحركة المصرية من أجل التغيير المعروفة باسم quot;كفايةquot; ـ إذ عادوا إلى الاحتشاد مجدداً أمام مبنى دار القضاء العالي وسط القاهرة، وراحوا يرددون هتافات مناوئة للرئيس حسني مبارك وحكومته.

وغرقت الباخرة quot;السلام ـ 98quot; مطلع شباط (فبراير) الحالي في البحر الأحمر بينما كانت في طريقها من ميناء ضبا السعودي إلى ميناء سفاجا المصري وعلى متنها نحو 1400 راكباً، لقي أكثر من ألف منهم حتفهم، وتعرضت الحكومة لاتهامات في صحف حزبية ومستقلة بالتهاون في شروط السلامة في العبارات التي تنقل الركاب بين مصر والسعودية .