برلين: افاد تقرير لاجهزة الاستخبارات الالمانية ان عميلين من الاستخبارات الخارجية الالمانية كانا في بغداد خلال القصف الاميركي للعاصمة العراقية في 2003، قاما فعلا بتسليم معلومات الى الجيش الاميركي حول اهداف عسكرية.الا ان مسؤولين في المجموعتين البرلمانيتين التابعتين للحزب الاشتراكي الديموقراطي والحزب المسيحي الديموقراطي اولاف شولز ونوبرت روتغن، العضوين في الجهاز البرلماني لمراقبة الاجهزة السرية، اكدا للصحافيين الجمعة في برلين انه لم يتم استخدام المعلومات المذكورة لضرب اهداف ولم يكن لهذه المعلومات دور حاسم في مسار الحرب.

والاقرار الرسمي بمضمون هذا التقرير، اطلق مجددا فرص تشكيل لجنة تحقيق برلمانية كانت ترغب بها احزاب المعارضة ولكن تخلت عنها في 23 كانون الثاني/يناير الماضي بعد ان تخلى حزب الخضر الذي كان يتزعمه وزير الخارجية يوشكا فيشر عن المطالبة بتشكيلها.واعربت قيادتا المجموعتين لبرلمانيتين التابعتين للحزب الاشتراكي الديموقراطي والحزب المسيحي الديموقراطي اللتان اجتمعتا اليوم الجمعة بالاجماع عن موافقتهما على تشكيل لجنة التحقيق البرلمانية.

وقال شولز وروتغن ان العميلين الالمانيين اللذين قررت حكومة غيرهارد شرودر ابقاءهما في بغداد رغم معارضتها للحرب الاميركية على العراق، التزما بتوجيهات حكومتهما بعدم تسليم معلومات عسكرية مهمة وحساسة.

وقال التقرير الحكومي الذي نشر جزء منه الخميس ان جهاز الاستخبارات الخارجية سلم سبع مرات الى الولايات المتحدة معلومات تتضمن اشارات طوبوغرافية. وتناولت اربع منها معلومات حول سبع منشآت عسكرية، بينها مراكز للحرس الجمهوري ومبان قريبة من ناد لضباط سلاح الطيران وموقع انسحبت اليه اجهزة الاستخبارات العراقية.

وكانت تشدد برلين حتى الان على ان المعلومات التي قدمت للاميركيين استخدمت لحماية اهداف مدنية مثل المستشفيات او السفارات.

ومن اجل تشكيل لجنة تحقيق برلمانية يجب ان توافق احزاب المعارضة الثلاثة، الحزب الليبرالي (يمين) وحزب الخضر وحزب اليسار (شيوعيون سابقون)، على التصويت عليها في مجلس النواب (البونديستاغ).وسوف يعلن الحزب الليبرالي عن موقفه النهائي حيال هذه القضية في السابع من اذار/مارس المقبل في حين ان حزب اليسار يريد تشكيل مثل هذه اللجنة.

في المقابل، اتهم نائب حزب الخضر هانس كريستين شتروبل العميلين الالمانيين بتسليم معلومات مهمة الى اجهزة الاستخبارات الاميركية ومساعدتها بطريقة غير مباشرة عبر تحديد بعض الاهداف.وكانت الحكومة الالمانية شددت حتى الآن على ان المعلومات القليلة التي سلمها العميلان الالمانيان الى الاميركيين استخدمت لحماية المواقع المدنية مثل المستشفيات او السفارات.

من جهة ثانية، انتقدت منظمة العفو الدولية علنا موقف اجهزة الاستخبارات الالمانية في عمليات استجواب اسلاميين اجريت خارج البلاد، لا سيما في قاعدة غوانتانامو الاميركية.واعتبرت ان الاجهزة السرية الالمانية quot;اجتازت الخط الاحمرquot; عبر استجواب الماني سوري في سجن سوري والماني من اصل تركي في غوانتانامو، وهو امر اقرت به الحكومة.