بهية مارديني من دمشق: في حين تحاول الحكومة السورية الحصول على تأييد لسياساتها من المغتربين السوريين عبر مؤتمر استثنائي عقد في سورية الفترة المنصرمة، فهناك في المقابل سوريون يعملون على مشاريع لتحديث سورية فيما بعد سقوط النظام . وأوضح المهندس عبد اللطيف المنير لـquot;إيلافquot; ان فكرة التحديث جاءت لان الشعب السوري بحاجة اليه حتى تواكب سورية ما فاتها عبر سنوات حكم البعث ، واشار الى انه وخلال تنقله خارج سورية كان يشعر بالالم لان سورية لاينقصها شيء لتكون في مصاف الدول المتقدمة.
واعتبر عبد اللطيف وهو يعمل كمهندس في قطاع النقل في الحكومة الاميركية ان ما تحتاجه سورية هو اعادة تنظيم البنية التحتية لاننا راينا ان نجاح اي دولة يتم عبر نجاح التنظيم والنظام فيها وعلى سبيل المثال المانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية باتوا اقوى الدول اقتصاديا في العالم عن طريق النظام الذي ساد كل المجالات واشار الى ان الشعب السوري لاينقصه الذكاء والسوريون متواجدون واثبتوا جدارتهم في كل انحاء العالم ككوادر تستطيع العطاء ومن هنا جاءت الفكرة في اعادة التحديث والتنظيم منها شبكة الطرق والمواصلات بشكل عام اضافة الى التعليم والقضاء.
واضاف المنير ان هناك العديد من المشاريع التي تجري دراستها ومنها الطرق في سورية فالمواصلات شريان الحياة وقد تأخر في سورية ويعود مئات السنين الى الخلف ، وافاد المنير الذي يعمل على المشاريع في ولاية واشنطن في مجال هندسة الطرق ان سورية تتميز بجغرافيتها وهي مفتاح مهم للعالم والمطلوب اعادة تنظيم هذا المرفق الحيوي حتى تستفيد سورية من اوزان وحمولات الشاحنات التي تعبر سورية وتخفيف الضغط من المدن الكبرى الى المدن الصغرى اضافة الى ان الطرق هي وعاء لمصادر مياه الامطار ولايتم تصميم الطرق في سورية مع حسابات الامطار والسيول فهذه الطرق من المفروض ان تكون وعاء لجمعها ثم الاستفادة منها كما يحصل في المدن المتقدمة وعلى راسها اميركا فالى جانب ان الطريق وسيلة للتنقل فهو عامل بيئي مهم لمصادر مياه الامطار ولفت الى ان سورية تحتاج الى هذه الميزة وخاصة ان هناك شحا في المياه رغم وجود الامطار لانها تهدر هدرا كاملا.
وتابع ان 25 بالمئة من تكلفة اي مشروع طرقي في اميركا ينحصر في مجال كيفية معالجة مياه الامطار ونوه بان هناك وجوبا لدراسة موازين للشاحنات على مداخل الطرق الرئيسة لمراقبة الحمولات على الطرق للحفاظ عليها ونعتقد ان الكوادر والخبرات السورية التي تعيش في الخارج يجب التواصل معها للقيام بدراسات مشابهة للتخفيف على الشعب السوري ولتواكب سورية الدول المتقدمة .
وحول تمويل المشاريع اكد المنير اننا حصلنا على وعود من المنظمات المدنية الاميركية بتمويل مشاريع الطرق والمواصلات بشرط ان يقوم النظام السوري باصلاحات حقيقية او اسقاط النظام نهائيا وبعبارة اخرى لايمكن تقديم مساعدات لاناس تنهب البلاد وقالوا لي حرفيا هل انت واثق من النظام قلت كلا فقالوا لي وكيف تريدنا ان نثق بالنظام واعلنت منظمات عن استعدادها لتقديم 150 مليون دولار كبداية لمشروعات طرقية في سورية.
وحول عدم وجود المنير في سورية منذ 25 عاما وكيف استطاع ان يدرس الطرقات وشبكة المواصلات في سورية اجاب بان اعضاء جمعية المهندسين الاميركيين التي تضم سوريين وضعوا هذه الدراسة مجانا quot;وحبنا للوطن دفعنا ان نعمل على هذه الدراسة جميعا بمعونة اشخاص ومصادر من الداخل الذين زودونا بمعلومات حول نسب هطول الامطار في سورية وعبور الشاحنات واوزانها ولاحظنا انها خارج المواصفات العالمية والدولية للنقل quot; واوضح quot;كل التكاليف التي تكبدناها تكبدناها بحب دون تغطية من احدquot;.
واشار المنير الى ان الذي دفعني الى التفكير فيما بعد سورية الاسد هو انني عرضت اكثر من مشروع ممول ومدروس على بعض المسؤولين السوريين الذين التقيت بهم اثناء زيارتهم للولايات المتحدة او اثناء اجتماعي بهم في المؤتمرات الدولية منذ اقرار قانون الاستثمار رقم 10 اي منذ اكثر من 15 عاما الا انني كنت اصطدم بلا مبالاتهم مع عقلياتهم المتكلسة التي لاتريد ان تخدم الوطن.
التعليقات