فيينا: تجتمع الترويكا الأوروبية المؤلفة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والتي تقود المفاوضات مع ايران بشأن برنامجها النووي مع ممثلين ايرانيين الجمعة بناء على طلب طهران، وذلك قبل موعد انعقاد جلسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرّر يوم الاثنين المقبل.

ولم يدل المسؤولون باية تصريحات لدى وصولهم مكان الاجتماع. وتبدو فرص التوصل الى تسوية ضئيلة مع اصرار ايران قبل الاجتماع على حقها في تخصيب اليورانيوم وتاكيد الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة على ضرورة ان توقف ايران النشاطات المتعلقة بعمليات التخصيب التي تؤدي الى انتاج وقود للمفاعلات النووية وكذلك المادة اللازمة لانتاج قنبلة نووية.

وقالت الدول الاوروبية الكبرى الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا امس انها وافقت على إجراء محادثات مع ايران قبل الاجتماع الذي تعقده الوكالة الدولية للطاقة الذرية و الذي قد يسفر عن خطوات يتخذها مجلس الامن التابع للامم المتحدة ضد طهران بسبب المخاوف من احتمال أنها تسعى لصنع أسلحة نووية . لكن دبلوماسيين من الدول الثلاث لا يرون أملا كبيرا في تحقيق انفراج في أول اتصال مباشر مع ايران منذ ديسمبر كانون الاول الماضي مشيرين الى أن طهران تعجل في تحد العمل في تخصيب اليورانيوم وترفض الموافقة على اقتراح روسي لنزع فتيل الازمة.

واعلن علي لاريجاني كبير المفاوضين النووين الايرانيين أنه سيجتمع مع مبعوثين بريطانيين وفرنسيين وألمان قبل السادس من مارس اذار الجاري. وكان يتحدث عقب محادثات غير حاسمة في موسكو بشأن عرض بتخصيب اليورانيوم لحساب ايران في روسيا لمنع تحويله الى صنع أسلحة نووية.ومن المقرر أن يعقد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اجتماعا ليدرس تقريرا أعده المدير العام للوكالة محمد البرادعي يركز أساسا على أن ايران تجاهلت دعوة مجلس محافظي الوكالة في الرابع من فبراير شباط للعودة لوقف العمل في تخصيب اليورانيوم لاستعادة ثقة العالم.وبرغم تلك الدعوة تختبر ايران ضخ غاز اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم لتنقية اليورانيوم لاستخدامه كوقود للمفاعلات النووية أو في صنع أسلحة وتخطط لتركيب 3000 جهاز طرد مركزي في وقت لاحق هذا العام في خطوة نحو تخصيب اليورانيوم quot;على نطاق صناعيquot;.

وتنفي طهران شكوكا غربية في أن لديها برنامجا سريا لصنع أسلحة ذرية ولم تعثر الوكالة الدولية على دليل قاطع على سعي ايران لصنع أسلحة. وتقول ايران ان برنامجها النووي يقتصر على توليد الكهرباء لكنها أخفت أنشطة ذرية على مدى 18 عاما . وأكدت بريطانيا وألمانيا أنه تقرر عقد اجتماع بين وزراء الخارجية ولاريجاني يوم الجمعة في فيينا بناء على طلبه.وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية quot;سنستمع لما ستقوله ايران لكن ليست لدينا مقترحات جديدة.quot;

وقال دبلوماسيو الاتحاد الاوروبي انه سيجري ابلاغ لاريجاني مرة أخرى بأنه يتعين على ايران العودة الى الوقف الكامل للانشطة المرتبطة بتخصيب اليورانيوم بما في ذلك تحويل خام اليورانيوم وهو الخطوة الاولى في عملية التخصيب حتى يمكن إجراء مفاوضات جديدة بشأن منحها حوافز تجارية.

وقال دبلوماسي طلب مثل الاخرين عدم الكشف عن اسمه نظرا لحساسية الموضوع ان الدول الاوروبية الثلاث quot;ليست متفائلة بشأن امكان ان يسفر هذا اللقاء عن أي نتيجة خصوصا وأن من الواضح انه لم يتحقق أي تقدم مع روسيا.quot;

وقال دبلوماسي اخر في فيينا quot;وافقنا على عقد هذا الاجتماع على مضض. لكننا قررنا أن نظهر أن صيغة الثلاثي الاوروبي لا تزال مطروحة على الطاولة لان ايران أعلنت انتهائها.quot;

وقال لاريجاني ان ايران طلبت عقد اجتماع اخر مع الاتحاد الاوروبي quot;لاننا نعتقد أن برامجنا واضحة ويمكن الدفاع عنهاquot; لكنه حذر من الاقتراح الروسي سينتهي أمره اذا تدخل مجلس الامن الدولي.

وقدمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرا عن ايران لمجلس الامن في الرابع من فبراير شباط لكن بشرط ألا يتخذ المجلس أي اجراءات قبل اجتماع الوكالة في الاسبوع القادم.

وقال لاريجاني لوكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية quot;المفاوضات مع روسيا كانت بناءة وفعالة... (لكن) الاقتراح الروسي في حاجة لمزيد من النضج...quot; في اعتراض فيما يبدو على اصرار روسيا على ان يتضمن الاتفاق عودة ايران أولا لوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم.

وأضاف quot;الاقتراح الروسي سيكون أول ضحايا احالة ملفنا الى مجلس الامن. هذه الخطوة ستجعل الوضع أكثر حرجا وتقلص تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.quot;

ويقوم الزعماء الايرانيون بحملة دبلوماسية في انحاء العالم في محاولة لإبطاء قوة دفع نحو تحرك لمجلس الامن أملا في استثمار المعارضة التي تقودها روسيا والصين لفرض عقوبات على الجمهورية الاسلامية.

وقال مسؤول بوزارة الخارجية الاميركية ان بلاده ستؤيد أي محادثات بين الدول الاوروبية الثلاث وايران لكنه أضاف quot;بالطبع سنكون أسعد لو أن ايران اختارت أن تحترم الاتفاق السابق مع الدول الاوروبية الثلاث قبل أن تبدأ الحديث عن أي اتفاقات جديدة مقترحة قد تنتهكها في المستقبل.quot;

وجمدت الدول الاوروبية الثلاث الحوار مع ايران في يناير كانون الثاني بعد ان وضعت نهاية لتجميد انشطة تخصيب اليورانيوم الذي استمر عامين ونصف العام.

ورحب البرادعي الذي سيلتقي ايضا مع وزراء الخارجية بالاجتماع بين الدول الاوروبية الثلاث وايران.

وقال في بيان quot;سيكون من الضروري مع بدء المفاوضات أن تتصدى جميع الاطراف بشكل محدد للقضايا الامنية والسياسية والاقتصادية التي تشكل أساس أي تسوية شاملة في المستقبل.quot;

ويخشى البرادعي أن يشعر تدخل مجلس الامن ايران بالحصار وان يؤدي الى طريق مسدود نظرا لان روسيا والصين اللتين تملكان حق النقض (الفيتو) ترفضان الدعوة لفرض عقوبات.

وقال البرادعي quot;يمكن من خلال هذين المسارين فقط.. الشفافية الكاملة من جانب ايران والمفاوضات مع كل الاطراف المعنية.. بناء الثقة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني والتوصل الى حل قابل للاستمرار.quot;

وقال البرادعي في تقرير قدمه لمجلس محافظي الوكالة هذا الاسبوع ومن المقرر تقديمه لمجلس الامن ان كثيرا من الاسئلة ما زال مطروحا بعد ثلاثة أعوام من التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية لكي تتمكن من تأكيد أنه ليس لدى ايران برنامج سري لصنع أسلحة نووية.

وأضاف أن قرار ايران انهاء عمليات التفتيش التي تتم بعد اشعار قصير ردا على تقديم التقرير لمجلس الامن هو من أكثر الامور التي ستزيد الامر صعوبة.