أسامة مهدي من لندن: قال الرئيس العراقي جلال طالباني ان جريمة قصف النظام السابق لمدينة حلبجة الكردية بالاسلحة الكيمياوية في مثل هذا اليوم من عام 1988 برهان على وحشية النظام في ارتكاب عمليات الابادة الجماعية الامر الذي يستدعي التحصن ضد الدكتاتورية والاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية فيما دعا الاتحاد الوطني الكردستاني الى الاسراع بمحاكمة المسؤولين عن هذه الجريمة من اركان نظام الرئيس السابق صدام حسين ..
واضاف طالباني وهو رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يقود حكومة السليمانية (330 كم شمال بغداد) الكردية في رسالة الى العراقيين اليوم ارسلت الرئاسة العراقية نصها الى quot;ايلافquot; إن ذكرى هذه المدينة الشهيدة تستدعي من العراقيين تعزيز وحدة قوى الخير لمواجهة فلول النظام البائد والإرهابيين ولقطع الطريق على محاولات العودة الى الماضي الدموي والتحصين ضد اي شكل من اشكال العسف والديكتاتورية و المضي قدما في بناء المجتمع الديمقراطي الاتحادي التعددي الحر ومكافحة الإرهابيين و التكفيرين و سائر المجرمين الذين يقتلون أبناء العراق المسالمين.
ودعا بهذه المناسبة الى الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع القوائم الفائزة في الانتخابات و تكون حكومة مشاركة حقيقية يساهم الجميع في إدارة البلاد وقيادة سفينة الوطن الى شاطئ الامال و الاستقرار والسلام والازدهار .. وفيما يلي نص الرسالة :
تمر اليوم الذكرى السابعة عشرة لواحدة من جرائم العصر الكبرى التي ارتكبها النظام البائد.
ففي السادس عشر من آذار عام 1988 أوعز الحكم الدكتاتوري المقبور بالقاء القنابل الكيمياوية على مدينة حلبجة المسالمة فاستشهد في غضون دقائق خمسة آلاف طفل و امرأة و شيخ و شاب وجرح أكثر من عشرة آلاف آخرين ، و أهلك الزرع و الضرع، و دنست الأرض، و شرد عشرون ألف مواطن من أهالي المدينة.
و كانت تلك الجريمة بداية لحملة الانفال الوحشية التي استهدفت الشعب الكردي ، و راح ضحيتها أكثر من 180 الف مواطن، و دمر أكثر من 4500 قرية واضطر مئات الآلاف الى النزوح من ديارهم.
إن مأساة حلبجة وما سبقها و اعقبها من مجازر ارتكبت بحق الكرد و سائر العراقيين لهي برهان دامغ على وحشية نظام فرض بالحديد و النار حكم الجور والاستبداد. ودخلت حلبجة أسفار التاريخ بوصفها رمزا لعمليات الإبادة الجماعية ضد الانسانية.
إن ذكرى المدينة الشهيدة تهيب بنا اليوم ان نعزز وحدة قوى الخير لمواجهة فلول النظام البائد والإرهابيين ولقطع الطريق على محاولات العودة الى الماضي الدموي، و تحصين أنفسنا ضد اي شكل من اشكال العسف والديكتاتورية و المضي قدما في بناء المجتمع الديمقراطي الاتحادي التعددي الحر ومكافحة الإرهابيين و التكفيرين و سائر المجرمين الذين يقتلون أبناء العراق المسالمين. وذلك بالاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع القوائم الفائزة في الانتخابات و تكون حكومة مشاركة حقيقية يساهم الجميع في إدارة البلاد وقيادة سفينة الوطن الى شاطئ الامال و الاستقرار والسلام والازدهار.
ان ذكرى جريمة حلبجة التي قل مثيلها في التأريخ تلهمنا جميعاً على مواصلة النضال ضد الدكتاتورية والعصابات الساعية لاحيائها وكذلك العصابات التكفيرية المجرمة التي شنت حرب إبادة على جميع شعبنا العراقي.
جلال طالباني
رئيس جمهورية العراق
ومن جهته اصدر المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يقود حكومة السليمانية بيانا بالمناسبة جاء فيه :
قبل 18 عاماً من اليوم وفي 16/3/1988 قام النظام الدكتاتوري المجرم البعثي بإرتكاب أبشع جريمة ضد جماهير كوردستان وذلك بقصف مدينة حلبجة بالاسلحة الكيمياوية, مما أدى الى إستشهاد أكثر من 5000 مواطن وجرح أكثر من 10000 من النساء والاطفال والعجائز العزل عن طريق أسلحة الدمار الشامل المحرمة دولياً حسب إتفاقية جنيف في عام 1925, وكانت تلك هيّ المرة الاولى التي يستخدم نظام ما تلك الاسلحة ضد مواطنيه.
مما يؤسف عليه بأن الظروف السياسية آنذاك لم تكن مساعدة لفضح تلك الجريمة البشعة فعدى جمهورية إيران الاسلامية وعدد من المنظمات الانسانية لم تُبحث تلك القضية من قبل أحد, مع هذا الصمت وغض الطرف أصبحت تلك الحادثة فرصة جديدة للحركة التحررية القومية الكوردية, مما اوصلت القضية الكوردية ومطالبها المشروعة الى العالم الخارجي. أصبحت حلبجة رمزاً لإظهار المظالم التي كانت ترتكب بحق شعب كوردستان وطمس حقوقه على يد الانظمة المحتلة لكوردستان.
لكن بعد تغيير الظروف الدولية وخاصة بعد إحتلال الكويت من قبل النظام الصدامي المجرم وبعد الانتفاضة المجيدة لشعب كوردستان والهجرة المليونية في ربيع 1991 تجسدت تلك المظالم حق الكورد أكثر فأكثر, وبعد تحرير جزء من كوردستان إحتلت المسألة الكوردية حيزاً أكبر عالمياً.
فبات أصدقاء الكورد من أقاص العالم وفي أعلى المستويات يزورون كوردستان والأضرحة, ووضع أكاليل الزهور عليها, ومد يد العون الى جماهير كوردستان عن طريق مشاريع عمرانية وخدمية, حيث كانت حلبجة في مقدمة تلك المدن ولكن بسبب بعض الأعمال الارهابية التي ارتكبت من قبل جماعات باسم الاسلام تأخر تنفيذ بعض تلك المشاريع ولكن حكومة إقليم كوردستان تعوض ذلك التأخير, حيث بدأت تهيئ عشرات المشاريع وتخصص مئات الملايين من الدولارات.
اليوم وفي ذكرى تلك الفاجعة المأساوية حيث مبعث فرح لذوي الشهداء وجميع جماهير كوردستان وأصدقاء المسألة الكوردية عندما نرى رؤوس النظام المجرم البعثي مستخدمي الاسلحة الكيميائية اذلاء أمام محكمة الشعب, حيث تنتظر الجماهير ذلك اليوم الذي سيعاقبون ويحكمون مع المجرمين والسفاحين في مزبلة التأريخ.
فلتحيا مدينة حلبجة العريقة .
المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني
التعليقات