بغداد: تستمر التجاذبات بين الهيئات العراقية ازاء المطالبة بفتح حوار بين الولايات المتحدة وايران حول العراق في ظل اصطفاف سياسي بات واضحا مع تاييد أحزاب شيعية لذلك ومعارضة جهات أخرى بينها quot;جبهة مرامquot;، مما ينعكس سلبا على جهود تشكيل الحكومة. واستنكرت quot;جبهة مرامquot; التي تضم قوى سياسية عراقية شيعية وسنية اليوم الاحد المطالبة بفتح الحوار بين ايران والولايات المتحدة حول العراق بدون مشاركة اطراف عراقية، معتبرة ذلك امرا quot;بعيدا عن المنطقquot;.

وعبرت الجبهة في بيان عن quot;استنكارها موضوع الحوار الاميركي الايرانيquot;، مؤكدة انها quot;تصرفات غير مسؤولة (...) والقوى السياسية في البلاد تعتبر ذلك بعيدا عن المنطق وتترتب عليه املاءات تضر بمصلحة العراق والعملية السياسيةquot;. ورفضت الجبهة quot;التدخل في شؤون العراق الداخلية رفضا قاطعا من كافة الجهات الاجنبيةquot;. وقالت ان quot;العراق ليس ساحة للمساومات السياسية لحل المشاكل الدوليةquot;، مرحبة quot;باي مبادرة لصالح العراق ووقف نزيف الدم مع ضرورة اشراك القوى الوطنية العراقية بالحوارquot;.

وتضم quot;جبهة مرامquot; القائمة الوطنية العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي (25 مقعدا في البرلمان) ولائحة quot;التوافق العراقيةquot; التي تضم الحزب الاسلامي العراقي ومؤتمر اهل العراق وquot;مجلس الحوار الوطنيquot; بزعامة خلف العليان (44 مقعدا) وquot;الجبهة العراقية للحوار الوطنيquot; بزعامة صالح المطلك (11 مقعدا) وهيئات اخرى فشلت في الانتخابات التشريعية.

وكان السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد اعلن قبل اسبوع استعداده للبحث مع ايران في الخلافات بينهما حول العراق وقال quot;ابلغت الايرانيين باننا على استعداد لنبحث معهم خلافاتنا حول العراقquot;. وقد طالب زعيم لائحة الائتلاف العراقي الموحد عبد العزيز الحكيم ايران الاربعاء الماضي بفتح حوار مع الولايات المتحدة من اجل quot;صالحquot; الشعب العراقي. واستجابت ايران في اليوم التالي على لسان احد كبار المسؤولين علي لاريجاني الذي اكد ان الجمهورية الاسلامية توافق على مناقشة الوضع في العراق مع الولايات المتحدة بناء على طلب quot;اخينا الحكيمquot;. فيما طالب بيان الجبهة quot;الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وكافة الدول العربية باتخاذ موقف صريح وواضح ازاء ما يمر به العراقquot;.

في المقابل، قال همام حمودي العضو البارز في قائمة الائتلاف الموحد برئاسة الحكيم ان quot;الحوار بين ايران والولايات المتحدة مبادرة عراقية هدفها صالح العراق الذي يجب ان يكون بمنأى عن الدول الاخرىquot;. واضاف لقد quot;اجتمع السفير الاميركي في بغداد مع العديد من مسؤولي دول الجوار باستثناء ايران، لذا وجدنا من الضروري ان تكتمل هذه الدائرة عبر اللقاء بين الطرفينquot;.
واكد ان هدف المطالبة بالحوار هو quot;الحفاظ على حدود العراق بمساهمة جميع دول الجوار (...) لابعاد العراق عن النزاعاتquot;.
كما اعرب حمودي عن استغرابه من تخوفات بعض القوى السياسية حيال المطالبة بالحوار قائلا quot;لا اجد تفسيرا لتخوفات البعض سوى انهم ينطلقون من وهم وليس من واقع (...) من الاجدر بهم ان يفهموا هذه المبادرة ويقدروها لانها لصالح العراقquot;.

وبدوره، كان موقف الرئيس العراقي جلال طالباني حيال هذه المسالة حياديا بمعنى انه لم يرفضها كما انه لم يؤيدها. وقال في ختام لقائه الكتل البرلمانية quot;قناعتي هي ان مشكلة العراق اصبحت مشكلة دولية (...) اذا كان هذا العمل يخدم العراق وسيادته واستقلاله (...) شرط ان لا يكون هناك تدخل في الشؤون الداخلية ويخدم الامن والاستقرار ويمنع تسلل الارهابquot;.