بيروت: تفاعل الخلاف بين رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة فؤاد السنيورة في الخرطوم، ليؤدي اليوم الى انسحاب وزراء الاكثرية النيابية المناهضة لسوريا من جلسة الحكومة بعد مشادة كلامية مع لحود، حليف دمشق. وقالت مصادر الاكثرية النيابية ان هذا الانسحاب لن يهدد مصير الحكومة او الحوار اللبناني الذي يواصل مناقشة ما تبقى من مسائل خلافية. وهي المرة ينسحب فيها وزراء الاكثرية من جلسة للحكومة.

وكان مجلس الوزراء الاسبوعي الغي في 23 شباط(فبراير) الماضي بسبب رفض الوزراء انفسهم التوجه الى القصر الجمهوري في بعبدا، ومنذ ذلك الوقت باتت جلسات الحكومة تعقد في مقر موقت في وسط بيروت سواء حضر لحود او لا. فقبيل جلسة اليوم ومع دخول المصورين قاعة انعقادها، اندلعت مشادة بين وزير الاتصالات مروان حمادة من الاكثرية النيابية ورئيس الجمهورية على خلفية الخلاف بين لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة خلال القمة العربية في الخرطوم. وقال حمادة متوجها الى رئيس الجمهورية quot;اتكلم باسم الاكثرية التي يمثلها 71 نائبا (من اصل 128)، نحتج على الطريقة التي تمت بها معاملة السنيورةquot; في الخرطوم. واضاف quot;موفدنا الى القمة العربية هو الرئيس السنيورة. هو يمثلنا نحن الاكثرية وانتم موقفكم غير معبرquot;.

وحاول لحود منع حمادة من الكلام بحضور المصورين وقال له وفق المشاهد المتلفزة quot;لا يحق لك الكلام في وجود المصورينquot;، وعندما رفض حمادة خاطبه لحود بلهجة حادة quot;اجلس، تريد ان تقدم سيناريو، ستخربون البلدquot;. ثم اخرج المصورون من القاعة وانسحب وزراء قوى 14 اذار(مارس) التي تمثلها الاكثرية النيابية. ولدى خروجه، قال لحود بحدة للصحافيين quot;ما جرى تمثيلية ليظهروا ان عندهم الاكثريةquot;، معتبرا ان هذه الاكثرية التي تصر على استقالته quot;اكثرية وهميةquot;، واضاف quot;لا تستطيع ان تفعل معنا شيئاquot;. وتابع quot;العرب اهتموا بلبنان اكثر من البعض في الحكومةquot;.

وكانت القمة العربية تبنت موقف لحود بشان دعم المقاومة التي يمثلها حزب الله الشيعي، ورفضت اقتراح السنيورة الذي طلب ان يشمل حق المقاومة جميع اللبنانيين. وجاء ذلك بعد مواجهة بين لحود والسنيورة في الجلسة المغلقة التي عقدت الثلاثاء في الخرطوم حول عبارة quot;دعم المقاومةquot;، تبادلا خلالها عبارات حادة.

وفي المقابل، اكد حمادة للصحافيين ان الانسحاب من الجلسة quot;لا يعني فرط عقد حكومةquot; وان الامر لن يؤثر على جلسات الحوار الذي يستانف الاثنين ولا يشارك فيه لحود. وقال quot;لا احد يستطيع ان يزيح الحكومة والحوار مستمرquot;.

ومن جهته، اكد السنيورة ان انسحاب وزراء الاكثرية quot;هو انسحاب للاحتجاج على ما جرى في الخرطومquot;. وكرر ان موقفه في الخرطوم نابع من quot;حرصهquot; على المقاومة. وقال للصحافيين بعد انفراط عقد الجلسة quot;جميع اللبنانيين يعرفون موقفي لجهة حماية المقاومة والدفاع عنها خصوصا في دول القرارquot;. واضاف quot;انا حريص على حق كل اللبنانيين في المقاومة وحريص على انجاح الحوارquot;. وتابع السنيورة quot;ما جرى اليوم هو رسالة للجميع ان التفاهم لا يكون الا بالحوار وان لا احد اكثر وطنية من الاخرquot;. وفي بيان صدر لاحقا عن رئاسة الجمهورية، اعتبر لحود ان انسحاب وزراء الاكثرية النيابية يدل على quot;تصميم على تعطيل عمل مؤسسة مجلس الوزراءquot;.

وسبق مجلس الوزراء جلسة للبرلمان حمل فيها رئيسه نبيه بري الذي يتزعم حركة امل الشيعية، رئيس الحكومة مسؤولية المواجهة في القمة العربية. واعتبر بري ان quot;ما حصل في الخرطوم وصل الى درجة الخطيئةquot;.

واليوم ايضا، كرر حزب الله رفضه نزع سلاحه وفق ما ينص القرار الدولي 1559 الصادر في ايلول(سبتمبر) 2004. وقال امينه العام السيد حسن نصر الله في كلمة خلال quot;المؤتمر العربي العام الرابع لدعم المقاومةquot; في بيروت quot;من يريد ان ينزع سلاح المقاومة بالقوة سنقطع يده ورأسه وسننتزع روحه، هذا بالحزم، اما باللين فنحن جاهزون للحوار (...) تحت عنوان وضع استراتيجية دفاع وطنيquot;.

في هذا الوقت، كان النائب سعد الحريري زعيم الاكثرية النيابية، يؤكد من القاهرة قرب رحيل لحود. وقال الحريري اثر لقائه الرئيس المصري حسني مبارك quot;تم خلال الحوار التوصل الى حلول للكثير من القضايا وسيتم التوصل الى حل لمشكلة الرئاسة قريباquot;.