وكالات: اكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي اليوم انه سيواصل السعي للبحث عن حل دبلوماسي للملف النووي الايراني مطالبا بضرورة البدء في حوار عربي اسرائيلي حول تخلص اسرائيل من سلاحها النووي واخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل. وشدد في حوار مع صحيفة quot;المصري اليومquot; المستقلة على ضرورة اعتبار مثل ذلك الحوار quot;قضية اساسيةquot; ضمن مفاوضات عملية السلام فى الشرق الاوسط.

وحذر فى الوقت نفسه من محاولات سعي بعض الجماعات الارهابية امتلاك اسلحة نووية معتبرا ان زيادة عدد الدول المالكة للسلاح النوويquot; قد تمثل بداية النهاية للعالمquot;. ونوه في هذا الاطار بسعيه الكامل للحفاظ على الحوار بين الوكالة الدولية وايران معتبرا ان الهند وباكستان لن يتخليا عن السلاح النووي الا من خلال مبادرات جديدة تقودها الدول الخمس الحائزة على السلاح النووي. ورأى ان قرار مجلس محافظي الوكالة ارسال الملف الايراني الى مجلس الامن اخيرا لا يعد اخفاقا دبلوماسيا او اخفاقا من جانب الوكالة مشيرا الى انه فى الوقت الذى ينظر فيه مجلس الامن فى مسألة ايران ستواصل الوكالة والدول الاعضاء المعنية البحث عن حل دبلوماسى للوضع النووى الايرانى. وقالالبرادعى في هدا الصدد: quot; ساستمر من جانبي فى طرق جميع السبل الممكنة للمحافظة على الحوار بين الوكالة وايران ولحث ايران والبلدان المعنية الاخرى على مواصلة الحوار والعمل فى سبيل التوصل الى حل دبلوماسىquot;.

واشار كذلك الى تنامي التعقيدات التى تكتنف عملية مراقبة الحصول على التكنولوجيا النووية الحساسة فى السنوات الاخيرة فى العالم فى ظل تزايد عدد البلدان التى تمتك قدرات هندسية وصناعية متطورة. واعتبر ان تعقب عمليات الشراء والبيع ذات الصلة اكثر صعوبة فى ظل تقدم الاتصالات الالكترونية وتبسيط عمليات ارسال تصميمات المكونات وتبادل الخبرات الفنية التشغيلية مما يخلق وضعا مختلفا اختلافا ملحوظا.

واشار الى ان الوكالة تمتلك قاعدة بيانات خاصة بالاتجار غير المشروع فيما يتعلق بمساع ترمى الى تهريب مواد نووية او اشعاعية مضيفا ان الوكالة سجلت فى العقد الماضى اكثر من 650 حالة تنطوى على مثل هذه المساعى. واوضح البرادعى انه لم ينطو سوى عدد ضئيل نسبيا من تلك الحالات على مواد نووية يمكن ان تستخدم فى صنع اسلحة نووية،اى يورانيوم شديد الائراء او بلوتونيوم، معتبرا مع ذلك ان هذا لايبعث فى نفسه سوى القليل من الارتياح.

استراتيجيةايران دفاعية

من جهته،صرح وزير الخارجية الايراني منوجهر متكي ان بلاده مستعدة للتفاوض مع مختلف الدول بشأن عمليات تخصيب اليورانيوم الصناعي لكنها لن تتراجع خطوة واحدة الى الوراء عن المسار الذي اختارته. واضاف متكي في تصريح للصحافيين ان quot;ايران مستعدة للتفاوض شريطة ان يعترف بحقها في الاستفادة من التكنولوجية النووية السلميةquot; مؤكدا استمرار انشطتها النووية تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واوضح ان هناك خياران بشأن الملف النووي، الاول مبني على اساس الحوار والتعاون والآخر على المواجهة ، وان بلاده تفضل الخيار الاول والتعاون في اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية معربا عن امله في ان يتوصل الجانبان الى حل يضمن حق ايران في استخدام الطاقة الذرية السلمية من جهة ويعزز نظام حظر الانتشار النووي من جهة اخرى. وحول احتمال استخدام بلاده ورقة النفط في حال فرضت عليها عقوبات دولية قال متكي ان quot;مسألة الطاقة والنفط سول لن تستخدم كأداة في سياساتنا الخارجيةquot;.

وردا على سؤال حول المناورات البحرية التي تجريها بلاده حاليا في مياهها الاقليمية اجاب متكي ان ايران حققت انجازات علمية وتقنية قيمة في شتى المجالات وان هذه المكاسب تصب في خدمة الامن المنطقة والعالم الاسلامي. واكد وزير خارجية ايران ان استراتيجية بلاده العسكرية هي استراتجية دفاعية وان الجمهورية الاسلامية الايرانية اثبت خلال الاعوام الي 27 الماضية بانها لا تنوي الاعتداء على اي بلد.

و تستمر المناورات العسكرية التي بدأتها ايران الجمعة في الخليج واجرت خلالها تجارب لعدد من الاسلحة وصفتها بانها جديدة ومن ضمنها صاروخ متعدد الرؤوس وطوربيد فائق السرعة. حيث اعلن التلفزيون الرسمي الايراني انه اجريت بنجاح تجربة لصاروخ مضاد للسفن متوسط المدى اطلقت عليه اسم quot;كوثرquot; محصن بحماية قوية ضد انظمة التصدي الالكترونية.و هذا الصاروخ له قدرة على مكافحة انظمة التصدي الالكترونية ولا يمكن حرفه عن مساره باي جهاز كان.