أسامة مهدي من لندن: اعلن رجل الدين الشيعي زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر اليوم مشروعا لانسحاب قوات الاحتلال من البلاد مبتدئة بمغادرة المدن الامنة وتشكيل غرفة عمليات امنية في وقت دعا وكيل للمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني الى انسحاب السياسيين من بعض المواقع لحل الازمة الحكومية التي قال الرئيس جلال طالباني انها ناجمة عن ترشيح رئيس الحكومة ابراهيم الجعفري لتشكيل الجديدة بينما هدد نائب للجعفري بعدم التصويت للطالباني رئيسا في وقت قتل حوالي 69 شخصا عندما فجر انتحاريان نفسيهما بحزامين ناسفين وسط مصلين في واحد من اكبر مساجد بغداد الشيعية وحيث امامه جلال الدين الصغير احد قادة الائتلاف العراقي لكنه تأكد عد اصابته.
وفي خطبة الجمعة بجامع الكوفية (120 كم جنوب بغداد) اليوم طالب الصدر بوضع جدول زمني لإنسحاب قوات الاحتلال من العراق وتشكيل غرفة عمليات من الأجهزة الأمنية العراقية والجيش والشرطة لمحاربة الإرهاب وقال انه دعا أكثر من مرة الى جدولة الاحتلال إلا أن الإجابة كانت بأن الانسحاب غير مكن لإنه يعتبر نصراً للارهاب واكد إن انسحاب الإحتلال هو نصر للعراق. واشار الى ان مشروعه هذا يتضمن محورين الاول يتعلق بالمناطق الامنة والمستقرة في وسط العراق وشماله وجنوبه والثاني بالمناطق الساخنة فيه واضاف ان المحور الاول ينص على اولا:ان تنسحب القوات الاجنبية من داخل المدن وخارجها بنحو حقيقي وليس شكليا .. وثانيا : تسليم الملف الامني في تلك المناطق الى اياد عراقية.. وثالثا : عدم استخدام المجال الجوي في تلك المناطق الا بموافقة مجلس النواب ومجالس المحافظات .. ثم رابعا:عدم التدخل في الملف القضائي العراقي .. وخامسا:تزويد القوات الامنية العراقية بالاسلحة الحديثة .. سادسا : فتح دورات عسكرية للقوات العراقية بعيدا عن الاحتلال. سابعا:على مجلس النواب المطالبة بجدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق وبنحو منظم مع ضمان تشكيل قوات امنية عراقية جيدة.
واضاف الصدرquot;ان المحور الثاني من المشروع ينص على المطالبة بتشكيل الوية من قوات عسكرية من الشرطة العراقية والجيش والقوى الشعبية تشرف عليها مجالس المحافظات وان يتكفل القضاء العراقي بواجبه في تلك المناطقquot;. وقالت وكالة الانباء الوطنية العراقية ان الصدر دعا منظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة وجامعة الدول العربية الى العمل لانجاح هذا المشروع الوطني لجدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق . واستنكر الصدر مشاركة الشخصيات الاميركية في الاجتماعات التي تجريها الكتل السياسية في اشارة الى السفير الاميركي في العراق زلماي خليلزاد وقال quot;استنكر واحرم حضور الشخصيات الامريكية في الاجتماعات السياسية العراقيةquot; كما طالب الحكومة العراقية بالاسراع في اعادة اعمار مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء .
وفي وقت فتحت المساجد السنية في البصرة اليوم أبوابها لصلاة الجمعة بعد يومين من الإغلاق بأمر من ديوان الوقف السني في الجنوب إحتجاجا على تدهور الوضع الامني وإزدياد وتيرة الإغتيالات ضد أبناء السنة قال الشيخ ابراهيم الحسان إمام وخطيب جامع البصرة الكبير عن موضوع الاغتيالات ان أياد خفية تقف وراء الحملة الجارية لإغتيال أبناء السنة في البصرة حيث قتل اكثر من 13 شخصا خلال يومين جميعهم من السنة وأضاف أن الهدف من هذا واضح جدا ولا يخفى على أحد وهو إشعال نار الفتنة الطائفية التى قد تقود البلاد الى نزيف من الدماء. ودعا سكان مدينة البصرة البالغ عددهم حوالي مليوني نسمة الى لتزام الهدوء وضبط النفس وقال ان هذا هو الحل الوحيد لإفشال هذا المخطط الذي يريد ان يفرق بين الاخ واخيه.
وقد قتل اربعون مدنيا واصيب اربعون آخرون بجروح في تفجير انتحاريين يرتديان حزامين ناسفين نفسيهما داخل جامع براثا شمال غربي بغداد وقال مصدر امني ان ان هذين الانتحاريين اندسا بين المصلين وفجرا نفسيهما لكن مصادر اكدت ان امام المسجد جلال الدين الصغير احد قادة الائتلاف ومنظمة بدر لم يصب باذى .
تطورات الازمة الحكومية
قال الرئيس العراقي جلال طالباني ان الخلاف حول من يتولى رئاسة الحكومة الجديدة يعتبر إحدى العقبات الرئيسية لتحقيق تقدم سياسي في العراق.
واضاف طالباني إن الشخص المرشح لرئاسة حكومة وحدة وطنية في العراق يجب ان يحظى بموافقة جميع الاحزاب السياسية وهو امر رأى طالباني ان الجعفري اخفق في تأمينه مضيفا في تصريح لمحطة بي بي سي اليوم ان الاحزاب الكردية والسنية وكذلك كثيرين من داخل التحالف الشيعي ومن بينهم نائب الرئيس عادل عبد المهدي يطالبون الجعفري بالتنحي. واشار الى ان بلاده تواجه حربا من الخارج مشيرا الى ان جيشا غازيا يضم عدة الآف من مقاتلي تنظيم القاعدة مصمم على نشر الارهاب في انحاء العراق الا انه قال انه مع ذلك انه يشعر ان بلاده تحررت من اسوأ انواع الدكتاتورية وان العراقيين يستمتعون للمرة الاولى بمختلف الحقوق الديمقراطية.
واضاف يقولquot; الاحزاب جميعها حرة ووسائل الاعلام حرة كما ان الاقتصاد حر من سيطرة الدولةوالعراقيون في كل انحاء البلاد يشعرون انهم الان مواطنون حقا في هذا البلدquot;. وشدد طالباني على انه على الرغم من استمرار اعمال العنف فان العراق لم ينزلق نحو حرب اهلية لكنه انه اقر بأن هذا الاحتمال لا يزال قائما واعترف بوجود توتر بين الشيعة والسنة وقال ان المتمردين القادمين من الخارجين يغذون هذا التوتر عبر استهداف الشيعة. واعتبر طالباني ان وجود قوات التحالف في العراق اسهم في منع انزلاق العراق نحو الحرب الاهلية خاصة عقب الهجمات التي استهدفت المراقد الشيعية في سامراء خلال اواخر شباط (فبراير) الماضي.
وقد رد جواد المالكي المتحدث باسم الائتلاف العراقي الموحد نائب الجعفري في قيادة حزب الدعوة على تصريح طالباني مهددا برفض الائتلاف لتولي مرشحي القوائم الاخري لمناصب عليا في الحكومة المقبلة في حال اصرار تلك القوائم على رفض تولي الجعفري منصب رئاسة الوزراء.وقال المالكي في تصريح اذاعي اليومquot; سنرفض مرشحي رئاسة الجمهورية ونرفض مرشحي مجلس النواب وسنرفض اشياء كثيرةquot; واضاف الرفض يفتح باب الرفض لذلك لانريد ان نذهب وهناك فيتو على مرشحنا او عملية سحب البساط من تحت اقدامنا .
وفي تطور لافت دعا الوكيل الشرعي للمرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني في كربلاء اليوم الجمعة الى ايجاد حل للمازق السياسي عبر quot;التنازل عن بعض المواقعquot;، بدون ان يحددها او يذكر اسماء معينة.وقال رجل الدين عبد المهدي الكربلائي امام آلاف المصلين في الصحن الحسيني في كربلاء نوصي جميع الكتل السياسية بضرورة ايجاد حل للطريق المسدود التي وصلت اليه العملية السياسية وان تطلب الامر التنازل عن بعض المواقعquot;.
وارتفعت اصوات داخل الائتلاف العراقي الموحد في الاونة الاخيرة تطالب الجعفري بالتخلي عن ترشيحه للمنصب مجددا كما انه يواجه معارضة شديدة من التحالف الكردستاني والقوائم الاخرى لكنه يرفض ذلك مؤكدا ان ترشيحه تم بطرق ديمقراطية من المفروض الدفاع عنها .
التعليقات