إحالة الخلاف حول مرشح رئاسة الحكومة على السيستاني
اتهام شيعي للدليمي والضاري بالتحريض الطائفي



رفض تبرئة أردني سرق 6 ملايين دولار

أسامة مهدي من لندن : تشهد الاوضاع العراقية تازما واحتقانا غير مسبوقين بين شيعة وسنة البلاد من جهة وبين شيعتها وشيعتها من جهة اخرى وسط توجيه اتهامات لفصائل وشخصيات سنية بالتحريض على العنف الطائفي والقاء المسؤولية عليها في تفجير مسجد براثا الشيعي في بغداد امس الذي وصلت ضحاياه الى 80 قتيلا و165 مصابا في ذات الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوتر في مدينتي النجف وكربلاء الشيعيتين بين انصار ترشيح رئيس الحكومة الحالية ابراهيم الجعفري لتشكيل الجديدة ومعارضيه في قوى الائتلاف المتعددة الامر الذي اضطرت مع قياداته الى احالة الامر الى المرجع الاعلى اية الله السيد علي السيستاني لاتخاذ موقف بصدده وسط دعوات داخلية وخارجية لضبط النفس وتفويت الفرصة على مخططي الحرب الطائفية من quot;الصداميين والتكفيريينquot; لتنفيذ اهدافهم .
ففي اعنف هجوم من نوعه ضد القيادات السنية اتهم الشيخ جلال الدين الصغير العضو البارز في الائتلاف العراقي الشيعي امام جامع براثا رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي وحارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين بالتحريض الطائفي ضد الشيعة والتهيئة لعمليات التفجير والقتل التي تستهدف الشيعة الذين يشكلون اكثر من 60 في المائة من سكان العراق البالغين 28 مليون نسمة .

وقال الصغير في بيان صحافي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلاف quot;اليوم ان جهات معروفة قامت بشن حملة ظالمة وتحريضية ضد الجامع متهمة العاملين فيه بتهم باطلة ومن بينها صحيفة البصائر التابعة الناطقة بلسان هيئة علماء المسلمين التي يتراسها الشيخ حارث الضاري وصحيفة الاعتصام لجبهة التوافق برئاسة عدنان الدليمي . واكد ان هذا التحريض الطائفي ساهم في تهيئة الاجواء الى انطلاق مثل هذه الاعمال الاجرامية محملا الجهات التي تساهم بهذا التحريض مسؤلية هذه الجرائم كما نص على ذلك قانون مكافحة الارهاب المعطل كما قال. وحمل الحكومة مسؤولية التقصير في تحمل مسؤلياتها في حماية ارواح المواطنين وطالبها بتفعيل وتطبيق قانون مكافحة الارهاب ومحاسبة وملاحقة حواضن الارهاب الذين باتوا يصعدون من درجة حمايتهم للارهابيين والدفاع عنهم وتقديم المساعدات المتعددة لهم .. وفيما يلي نص البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يُرزقون )
لقد ارتكبت العصابات الاجرامية من الصداميين والتكفيريين جريمة كبرى جديدة ضدالمقدسات واتباع اهل البيت عليهم السلام , فقد فجر هذا اليوم ثلاثة من الاوغاد القذرين انفسهم وسط الحشود من المؤمنين الذين انهوا توا اداء صلاة الجمعة في جامع براثا المنسوب الى امير المؤمنين الامام علي عليه السلام .
انني وبمناسبة شهادة الامام العسكري (ع) الذي تصادف شهادته هذا اليوم , وبهذه المناسبة المفجعة ارفع العزاء الى سيدي ومولاي الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف , والى المرجع الاعلى اية الله السيد علي السيستاني ( دام ظله الشريف) , والى عوائل الشهداء سئلا المولى عز وجل ان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل .

ان هذا الاعتداء على جامع براثا والمصلين فيه لم يكن الاول وانما سبقته عمليات عدوان متكررة طيلة الفترة الماضية , وقد قامت في الآونة الاخيرة جهات معروفة بشن حملة ظالمة وتحريضية ضد الجامع متهمة العاملين فيه بتهم باطلة , ومن تلك الجهات صحيفة البصائر التابعة لما يسمى بهيئة علماء المسلمين وصحيفة الاعتصام التابعة الى الدكتور عدنان الدليمي .
ان التحريض الطائفي يساهم بدون شك في تهيئة الاجواء الى انطلاق مثل هذه الاعمال الاجرامية , كما ان الجهات التي تساهم بهذا التحريض تتحمل مسؤلية مثل هذه الجرائم كما نص على ذلك قانون مكافحة الارهاب المعطل .
انني بهذه المناسبة احمل الحكومة مسؤولية التقصير في تحمل مسؤلياتها في حماية ارواح المواطنين , وادعوها الى تفعيل وتطبيق قانون مكافحة الارهاب ومحاسبة وملاحقة حواضن الارهاب الذين باتوا يصعدون من درجة حمايتهم للارهابيين والدفاع عنهم وتقديم المساعدات المتعددة لهم , كما ادعو الاجهزة الامنية المختصة الى الاسراع بعمليات التطهير للاجهزة الامنية من العناصر المندسة المتواطئة مع الارهابيين .
وفي الختام اسأل الله عز وجل ان يتغمد الشهداء الابرار برحمته ورضوانه وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان , وان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل ولا حول ولا قوة الا بالله .

جلال الدين الصغير

ومن جهته قال المرجع الديني آية الله السيد محمد تقي المدرسي إن الارهاب لن يتوقف عند حد إذا لم يواجه بحملة جماعية من قبل كل المسلمين و بالاخص اهل السنة و طالب الجهات المسؤولة بحماية المقدسات و ملاحقة الارهابيين كما دعا السياسيين بالإسراع في تشكيل الحكومة ودعم المؤسسات الأمنية و مواجهة حواضن الارهاب في البلاد .

وفي مقابل هذه الاتهامات سارعت الهيئات والقوى السنية لاستنكار تفجير مسجد براثا داعية الى ضبط النفس .
وقال الحزب الاسلامي العراقي وجبهة التوافق السنيتين ان من خطط لهذه الجريمة هم اولئك الذين لايريدون الاستقرار للعراق . واكد الحزب الاسلامي ان هذه الجرائم وامثالها التي طالت المساجد والمراقد والمصلين والابرياء quot;لن تزيدنا الا اصرارا لاستكمال تاسيس الدولة العراقية الحديثةquot;. من جانبها ادانت جبهة التوافق العراقية في بيانها حادث التفجير متهمة الذين لايريدون استقرار العراق بتدبير هذه الجريمة وابتهلت الى الله العلي القدير ان يتغمد الشهداء برحمته الواسعة وان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل .

كما حذرت هيئة علماء المسلمين في العراق من مؤامرة تحاك ضد العراقيين من أجل صرفهم عن هدفهم الكبير في زوال الاحتلال. وقالت ان المتآمرين على هذا البلد والمتاجرين بدماء أبنائه دأبوا في الطرق على كل باب يظنون انه قادر على إثارة حروب جانبية علهم يصلون إلى هدفهم في تقسيم العراق وتجذير الطائفية فيه ليتسلط المحتلون على عرش العراق وليتبوأوا مكانة المخلّص ولكي يهنأ الجالبون له والمتعاونون معه . وإستنكر احمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني تفجيرات جامع براثا داعيا الشعب العراقي الى quot;التماسك ونبذ الفرقة والطائفية التي تحاول ان تنتهك صفوف الشعب العراقي.quot; ودعا quot;في الوقت ذاته الحكومة العراقية وخاصة الاجهزة الامنية الى تحمل مسؤوليتها في حماية المساجد ودور العبادة والمواطنين الابرياء.quot;

كما حذر الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق أشرف قاضي من تأجيج العنف الطائفي في العراق مشددا على أن quot;الاعتداء والحوادث الاخرى التي تبعت الاعتداء في سامراء يجب أن تشكل حافزا لنبذ العنف وبناء الثقة المتبادلة بين الأطياف العراقيةquot; مؤكدا على quot;الحاجة الملحة لتشكيل حكومة وحدة وطنية بأسرع ما يمكن لتفويت الفرصة على الارهابيين في استغلال الفراغ السياسي القائم في البلاد.quot;
ودان وزير الخارجية البريطاني جاك سترو والسفير الاميركي في العراق زلماي خليلزاد التفجيرات مطالبين العراقيين بضبط النفس وعدم الانجرار وراء استفزازات العنف الطائفي.
وقال سترو quot;إن الهجمات ضد مصلين عراقيين أبرياء في مساجد بمدينة النجف الأشرف أمس وفي بغداد اليوم تمثل إزدراءً للحياة الإنسانية ولآراء الأكثرية المحبة للسلام من العراقيينquot;. وأضاف أن الهجمات quot;تبين ما يريد الإرهابيون تقديمه الى الشعب العراقيquot;. ومن جهته ندد خليلزاد بالهجمات الانتحارية التي استهدفت مسجد براثا ودعا العراقيين الى ضبط النفس والالتقاء لمحاربة الارهاب والاستمرار في مقاومة استفزازات العنف الطائفي والسعي وراء العدالة ضمن اطار القانون والدستورquot;.

توتر في كربلاء والنجف

اكدت مصادر عراقية ان اجواء من التوتر تسود مدينتي كربلاء والنجف الشيعيتين على خلفية الخلافات حول المرشح لرئاسة الحكومة ابراهيم الجعفري بشكل بدأ معه المواطنون بتخزين الاغذية خوفا من انفجار الاوضاع بين المتصارعين الذين ينتمي اغلبهم الى المدينتين ولهم مناصرون ومريدون فيهما .

واشارت المصادر الى ان حزب الدعوة الاسلامية بزعامة الجعفري دخل في كربلاء حالة الاستعداد وتعبئة انصاره لعصيان مسلح في المدينة في حال تنحته موضحة ان هناك توتراً في النجف بين ميلشيات بدر التابعة للمجلس الاعلي الداعي لتنحي الجعفري وجيش المهدي المناصر له فيما وصلت استعدادات هذه الاطراف الى تكديس الاسلحة او اخراج اسلحة الجيش العراقي السابق المكرسة في مخابيء خاصة وسط مخاوف حقيقية من تكرار الصدامات المسلحة التي وقعت صيف عام 2004 بين قوات بدر التابعة للمجلس الاعلى وجيش المهدي التابع للتيار الصدري .

ويبدو ان الخلافات بين شخصيات وقوى الائتلاف قد وصلت الى مرحلة اللاعودة الامر الذي دفعها الى طلب تدخل راعي الائتلاف المرجع السيستاني .
واكد عضو قائمة الإئتلاف العراقي الموحد القيادي في المجلس الاعلى محمد تقي المولى إن أطراف الإئتلاف قررت إحالة قضية حسم مرشحه لمنصب رئاسة الوزراء على المرجع السيستاني وأضاف ان الأطراف المشكلة للإئتلاف اتفقت اثر اجتماع لها على أن يحسم السيستاني الخلاف الحاصل حول مرشح الإئتلاف لمنصب رئيس الوزراء موضحا في تصريح لوكالة اصوات العراق أن وفدا من مختلف الأطراف المشكلة للإئتلاف الموحد سيتوجه إلى النجف الأشرف خلال أيام ،للقاء السيستاني وطرح الأمر برمته عليه والطلب منه تحديد طريقة إختيار المرشح لرئاسة الحكومة من أعضاء الإئتلاف وشدد على أن جميع الأطراف المشاركة في الإئتلاف إتفقت على تنفيذ أي حكم يصدره المرجع الأعلى في هذا الشأن.

وابلغ عضو في الائتلاف quot;ايلافquot; ان المرجع الشيعي السيستاني ابدى قلقه وانزعاجه من التدهور الامني الخطير الذي تشهده البلاد والتفجيرات التي شهدتها مدينة النجف امس وجامع براثا امس . وقال ان مساعدين للمرجع اجروا اتصالات من مكتبه في النجف بعدد من قياديي واعضاء الائتلاف حيث عبروا لهم عن تأكيد المرجع ضرورة المحافظة على وحدة الائتلاف الذي تسوده حاليا خلافات ظهرت الى العلن على خلفية ترشيح الجعفري وقال quot; ان مساعدي السيستاني اوصلوا رسائل من المرجع الى اعضاء الائتلاف بضرورة توحيد صفوفهم والاستجابة لرغبات ناخبيهم والاسراع بتشكيل الحكومة من اجل العمل على الحفاظ على الامن وتقديم الخدمات الضرورية الى المواطنينquot; . واوضح المصدر ان السيستاني لم يوضح موقفه من ترشيح الجعفري لحد الان رغبة منه في عدم التدخل بتفاصيل العملية السياسية تاركا للقادة تقرير مايرونه صالحا للبلاد .
وفي وقت يصر الجعفري على الاستمرار بترشيحه مستندا الى الاليات الديمقراطية التي تم بها انتخابه طالب صدر الدين القبانجي القيادي البارز في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وخطيب جمعة النجف الجعفري بالانسحاب من ترشيحه لرئاسة الوزراء. وقال القبانجي في تصريح صحافي وزعه مكتبه ان المعركة التي يواجهها العراق والائتلاف هي ان الحكومة بقياده الجعفري تؤدي الى تقاطع العراق مع المجتمع الدولي والى اضطرابات داخلية ووضع العراق على فوهة بركان مع مكونات اخرى لا تقبل به . واضاف انه حري بالجعفري اما ان يعلن انسحابه وهو يمتلك الشجاعه والكفاءzwnj;ة اللازمة او ان ترفع القضية للبرلمان وحينها يسقط مرشح الائتلاف و هو اختيار مر .
وفي تطور لافت دعا الوكيل الشرعي للسيستاني في كربلاء في خطبة الجمعة امس الى ايجاد حل للمازق السياسي عبر quot;التنازل عن بعض المواقعquot;، بدون ان يحددها او يذكر اسماء معينة.وقال رجل الدين عبد المهدي الكربلائي امام آلاف المصلين في الصحن الحسيني في كربلاء quot;نوصي جميع الكتل السياسية بضرورة ايجاد حل للطريق المسدود التي وصلت اليه العملية السياسية وان تطلب الامر التنازل عن بعض المواقعquot;.