نجامينا : اعلنت مصادر انسانية ان المعارك العنيفة التي وقعت صباح اليوم بين الجيش التشادي ومتمردي الجبهة الموحدة للتغيير حول نجامينا، اسفرت عن اكثر من 250 جريحا من العسكريين والمدنيين والمتمردين.وافادت حصيلة موقتة اعدتها مساء اليوم مصادر انسانية ان حوالى مائة جريح على الاقل معظمهم من المدنيين وبعض المتمردين، قد نقلوا الى المستشفيين الكبيرين في العاصمة التشادية.واضافت المصادر نفسها ان اكثر من 150 جريحا من العسكريين نقلوا ايضا الى المستشفى العسكري في نجامينا.

ولم تتوافر حصيلة عن سقوط قتلى، لكن بضع جثث لمتمردين قد احصيت على مدخل الجمعية الوطنية حيث وقعت اشتباكات عنيفة بين عناصر الجبهة الموحدة للتغيير والجيش، وقد توفي شخص على الاقل عند الظهر في المستشفى العام.

من جهة اخرى، اسفرت المعارك التي وقعت خلال النهار في ادري التي تبعد 800 كلم شرق نجامينا على الحدود مع السودان، عن خمسة قتلى على الاقل وحوالى ستين جريحا، معظمهم من العسكريين، وذلك وفق حصيلة اعدتها في مستشفى هذه المدينة مصادر انسانية.

السودان لا علاقة لها بالمعارك

من جهة أخرى، نفى السودان دعم المتمردين في الجبهة الموحدة للتغيير الذين يريدون اسقاط نظام الرئيس ادريس ديبي، مؤكدا ان ما يحصل في تشاد هو مسألة داخلية تعني التشاديين وحدهم. جاء هدا التصريح على لسان لام اكول، وزير الخارجية السوداني. واضاف آكول quot;نامل عودة الاستقرار الى تشاد، لان عدم استقرار هذا البلد تؤثر على الوضع الامني في السودانquot; موضحا ان بلاده مستعدة لاستقبال المدنيين الذين فروا بسبب المعارك في تشاد.

و قداعتبر نائب رئيس المؤتمر الوطني الحاكم نافع علي نافع ان النزاع في تشاد هو مسالة سياسية داخلية.وشدد في تصريح صحافي على ان الحكومة السودانية ليست متورطة في المعارك الحالية في تشاد مضيفا ان السودان يدعم في تشاد النظام الذي يدعمه شعب تشادquot;.

نفس الموقف عبر عنه مسؤول في الجيش السودانيالدي أكد ان الخرطوم لا تدعم المتمردين المعارضين للرئيس ديبيبل على العكس فان قوات الجيش السودان ردت الى التشاد متمردين تشاديين كانوا على الاراضي السودانية.و في هطدا الاطار، قال quot;ان وحدة مشتركة من الشرطة والجيش طردت تشاديين من المعارضة المسلحة في غرب السودان الى تشاد قبل ثلاثة ايامquot;.

وذكرت مصادر عسكرية تشادية ان بعض المتمردين التشاديين دخلوا نجامينا، لكن الرئيس ديبي اكد اخراجهم.ويتهم نظام الرئيس ديبي السودان بدعم وتسليح المتمردين. وترفض الخرطوم في المقابل هذه الاتهامات.

ويتحدر ديبي من قبلية زاغاوا، احدى ابرز القوى في حركة التمرد في دارفور التي تتعرض لقمع عنيف من قبل الخرطوم.

وقد وقع السودان وتشاد اتفاق سلام في الثامن من شباط/فبراير برعاية ليبيا والاتحاد الافريقي. وتعهد كل من الطرفين بعدم استخدام اراضي الطرف الاخر لانشطة معادية و بعدم استقبال متمردين من كلا البلدين على اراضي البلد الاخر.


اجلاءموظفي برنامج الغذاء العالميمننجامينا

من جهته، اعلن برنامج الغذاء العالمي مساء اليوم انه اجلى جميع موظفيه غير الضروريين وعائلاتهم من تشاد.واضاف البرنامج في بيان ان طائرتين استأجرهما قد هبطتا اليوم في مطار نجامينا اتيتين من بانغي عاصمة افريقيا الوسطى، واجلتا ما مجموعه 148 شخصا الى العاصمة الكاميرونية ياوندي.

وقال المسؤول في البرنامج ستيفانو بوريتي ان هذه العملية ليست اجلاء كاملا ولا تعني الوقف الكامل لأنشطة برنامج الغذاء العالمي في تشادمضيفا أنه تم الاحتفاظ بالموظفين الاساسيين.

ومع المفوضية العليا للامم المتحدة من اجل اللاجئين، يؤمن برنامج الغذاء العالمي المواد الغذائية ل 210 الف لاجىء سوداني من اقليم دارفور استقروا في اثني عشر معسكرا في شرق تشاد، ولاكثر من 40 الف لاجىء من افريقيا الوسطى موجودين في جنوب البلاد.

وقد عاد الهدوء مساء اليوم الى نجامينا حيث اكدت السلطات التشادية انها استعادت السيطرة على الوضع بعد ساعات من المواجهات العنيفة بين الجيش ومتمردي الجبهة الموحدة للتغيير.