إسرائيل تدرس شنّ هجومٍ على السلطة الفلسطينية

امتحان كاديما الأول ومأزق جديد لحماس
موفاز يقدم توصيات الرد على عملية تل أبيب لأولمرت اليوم

القدس - نيويورك (الامم المتحدة) : قالت مصادر حكومية اسرائيلية ان رئيس الوزراء بالانابة ايهود أولمرت سوف يجتمع مع كبار مستشاريه اليوم لاتخاذ قرار بشأن ما اذا كان ينبغي لاسرائيل ان تشن هجوما على السلطة الفلسطينية في أعقاب تفجير انتحاري.

وقالت المصادر ان قادة الجيش يريدون الحصول على الضوء الاخضر لشن هجوم قد يتضمن استهداف زعماء حركة المقاومة الاسلامية (حماس) السياسيين لاول مرة منذ تولي الحركة قيادة السلطة الفلسطينية.غير أن مسؤولين بوزارة الخارجية سيسعون الى التخفيف من حدة رد اولمرت خشية أن يؤدي الى تقويض الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزل حكومة حماس دبلوماسيا وماليا الى أن تنبذ العنف وتعترف بالدولة اليهودية.وقال مسؤول بالحكومة الاسرائيلية quot;الشعور السائد هو أنه قد يكون من السابق لأوانه القيام برد شامل.quot;

ورئيس الوزراء بالانابة مقيد أيضا بحقيقة أنه لم يتمكن بعد من تشكيل حكومة ائتلافية بعدما فاز حزب كديما الذي يتزعمه بأغلب المقاعد في الانتخابات العامة التي جرت الشهر الماضي دون أن يحصل على الاغلبية.

وأعلنتالاذاعة العسكرية ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاوول موفاز والجيش أوصيا بعزل شمال الضفة الغربية عن بقية المنطقة ردا على عملية الامس . واضافت الاذاعة ان موفاز يريد منع الفلسطينيين من التنقل بين منطقة جنين وطولكرم التي اتى منها منفذ العملية الانتحارية، وبين مدينتي نابلس ورام الله. واوصى وزير الدفاع ايضا، بعد التشاور مع الجيش والاجهزة الامنية، بتشديد الاجراءات ضد الجهاد الاسلامي من خلال متابعة عمليات التصفية التي تستهدف قادة هذه المنظمة وناشطيها. وستعمد الشرطة ايضا الى تشديد تدابير المراقبة لمنع تسلل الفلسطينيين من الضفة الغربية للعمل بطريقة غير شرعية في اسرائيل.

جلسة مجلس الامن

حولت جلسة لمجلس الامن الدولي كانت مخصصة للنزاع في الشرق الاوسط امس الانظار الى وضع الفلسطينيين ووجهت ادانة حازمة الى العملية الانتحارية التي وقعت في تل ابيب. وكانت حركة دول عدم الانحياز والمجموعة العربية في الامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي، طلبت عقد هذه الجلسة التي تحدث فيها اكثر من 30 مندوبا، بعدما عرقلت واشنطن الاسبوع الماضي في مجلس الامن تبني نص يطلب من اسرائيل الامتناع عن quot;الافراط في استخدام القوةquot; ضد الفلسطينيين.
وكان هذا النص سيدعو اسرائيل الى الامتناع عن quot;الافراط في استخدام القوةquot; ويطلب من السلطة الفلسطينية اتخاذ quot;موقف علني وواضح ضد العنفquot;. وكان يستهدف الرد على عمليات القصف الكثيفة التي نفذها الجيش الاسرائيلي اخيرا ضد قطاع غزة، ردا على اطلاق صواريخ يدوية الصنع على الاراضي الاسرائيلية من قبل مجموعات فلسطينية.
وخلال اجتماع يوم امس الاثنين، اعربت بلدان اسلامية ومن دول عدم الانحياز عن دعمها القوي للفلسطينيين، داعية الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.

لكن المندوب الاسرائيلي في الامم المتحدة دان جيلرمن تطرق الى العملية في تل ابيب امس، داعيا مجلس الامن الى quot;اتخاذ خطوات سريعة لتدارك العملية المقبلة التي يجرى اعدادهاquot;. وقال quot;كل يوم، يحرض قادة متطرفون على مزيد من الاعمال الارهابيةquot;. واضاف quot;ان غيمة قاتمة تخيم فوق منطقتنا ... بسبب تصريحات وتصرفات مسؤولين ايرانيين وسوريين والحكومة الجديدة للسلطة الفلسطينيةquot;. وذكر المندوب الدائم لفلسطين في الامم المتحدة رياض منصور بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، دان بشدة عملية تل ابيب، معتبرا انها quot;تسيء الى مصالح شعبناquot;. وقال quot;نكرر ادانتنا للخسائر بالارواح البشرية البريئة من الجانبين، الفلسطيني والاسرائيليquot;، داعيا مجلس الامن الى quot;التحرك بحزم لوقف الاعتداءات الاخيرة وتصعيد الهجمات العسكريةquot; لاسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وحذر سفير الولايات المتحدة في الامم المتحدة جون بولتون من quot;ان اي دعم لاعمال ارهابية من قبل مندوبي الحكومة الفلسطينية ستنجم عنه عواقب وخيمة على العلاقات بين السلطة الفلسطينية وكافة البلدان التي تسعى من اجل السلام في الشرق الاوسطquot;. واعرب ايضا عن الاسف quot;لخسارة الارواح البريئة بما فيها تلك التي سقطت في غزةquot;.

أنان

حث الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان السلطة الفلسطينية يوم الاثنين على اتخاذ موقف قوي مناهض للتفجيرات الانتحارية وقال ان رباعي الوسطاء في الشرق الاوسط سوف يلتقون الشهر المقبل.ووجه أنان هذا النداء بعد ان قتل مفجر انتحاري فلسطيني تسعة اشخاص واصاب 60 اخرين بجراح في تل ابيب باسرائيل. وقال للصحفيين انه سوف يكون المضيف لاجتماع لرباعي الوساطة -الذي يتالف من روسيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة- في نيويورك في التاسع من مايو ايار سيشارك فيه ايضا quot;شركاء اقليميونquot; من الشرق الاوسط.

وقال أنان للصحفيين انه يدين بشدة التفجير الانتحاري وحث حركة المقاومة الاسلامية حماس على ان تحذو حذو الرئيس الفلسطيني محمود عباس في التنديد به. وكانت جماعة الجهاد الاسلامي اعلنت مسؤوليتها عن التفجير.وقال أنان quot;ارجو أن يتمكن الرئيس عباس من اقناع السلطة ان تتخذ أيضا موقفا قويا مناهضا لهذا وقد حثثته على ان يفعل ذلك.quot;واضاف قوله انه من الضروري الا يتخذ احد من الجانبين اجراء يعرض المدنيين للخطر.