أسامة العيسة من القدس: عندما وصل ثلاثة من الرجال، إلى مطار العاصمة الإيرانية طهران، في وقت سابق من شهر نيسان (ابريل) الجاري، لم يلفت وجودهم أحد، ولم ينتظروا طويلا، فمستقبليهم كانوا في الانتظار مبكرا، وما أن ظهروا، حتى اقتيدوا إلى معبر جانبي في المطران، ومنحوا تأشيرات، واخذوا إلى أحد أرقى فنادق طهران. ولم يكن هؤلاء إلا ثلاثة من الإسرائيليين، كما تقول صحيفة يديعوت احرنوت، زاروا طهران، التي تناصب إسرائيل العداء، ويشكك رئيسها بالمحرقة.

وفي تفاصيل التقرير الذي نشرته الصحيفة الأوسع انتشارا في إسرائيل، فان إيران، وبعد تضرر عدد من مبانيها بسبب الزلزال المدمر، استعانت بشركة هولندية مختصة، يرأسها إسرائيلي، من اجل تقديم المشورة في مجال ترميم البنى التحتية، بعد الهزة الأرضية التي ضربت إيران.

ولم تجد هذه الشركة، سوى ثلاثة مهندسين إسرائيليين، مشهود لهم بالكفاءة، لبعثهم إلى العاصمة الإيرانية، بعد أن تم الاحتفاظ بجوازات سفرهم الإسرائيلية في هولندا، وعندما وصلوا إلى طهران، منحوا تأشيرات خارجية، أخذت منهم لدى خروجهم من إيران بعد عشرين يوما من مكوثهم في هذا البلد الإسلامي.

وتحدث هؤلاء للصحيفة عن ما لاقوه من ترحاب من مضيفيهم الإيرانيين، وعن إنزالهم في فندق فخم بجوار الحي اليهودي في العاصمة طهران، وزيارتهم للجالية اليهودية هناك ومشاركتها احتفالات عيد الفصح اليهودي. وقال المهندسون الثلاثة انهم تجولوا في عدة مدن إيرانية، وزاروا مواقع للمفاعل النووي الإيراني، وعبروا عن امتنانهم لما وصفوه بالمعاملة الرائعة من مضيفيهم، والتي تناقض اللهجة التي يتحدث فيها الرئيس الإيراني عن إسرائيل.

وزار المهندسون بنايات كانت شركة (سوليل بونيه) الإسرائيلية بنتها في إيران، قبل الثورة الإسلامية، وقدموا خبرتهم للإيرانيين، الذين ثمنوا جهودهم. ويذكر بان شركة (سوليل بونيه)، تملكها منظمة النقابات الإسرائيلية (الهستدروت)، وهي مختصة في مجال البناء والتشييد.وبعد عشرين يوما، من التجوال في quot;بلاد الأعداءquot; غادر الرجال الثلاثة مطار طهران، بالطريقة التى دخلوا بها إلى عاصمة الجمهورية الإسلامية، محتفظين بذكريات ستبقى معهم طوال العمر لما يعتبر مغامرة لهم هناك.